Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نمر كمبوديا"... المرض يهزم الجنرال الفيتنامي الذي قضى على "الخمير الحمر"

"لي دوك آن" حارب الاحتلال الفرنسي والغزو الأميركي... وأول زعيم تطأ قدماه واشنطن بعد الحرب الفيتنامية

رحل الجنرال الفيتنامي عن عمر ناهز 99 عاماً بعد صراع طويل مع المرض (أ.ف.ب)

قبل أن يُكمل عقده العاشر، توفى الجنرال الفيتنامي الشهير، لي دوك آن، عن عمر ناهز 99 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، تصاعدت حدته في فبراير (شباط) الماضي، بنزيف في المخ، وفقما أعلنت لجنة الرعايَّة الصحيَّة لحماية الزعماء المركزيين في الحزب الحاكم الفيتنامي.

ولقب دوك آن بـ"نمر كمبوديا" بعد أن تمكَّن من إسقاط نظام "الخمير الحمر" في ذلك البلد إثر غزو عسكري شنَّته القوات المسلحة الفيتنامية، في نهاية سبعينيات القرن الماضي، ولد في عام 1920، وقضى معظم حياته في فيتنام الجنوبية، إذ انضم إلى المقاومة الشيوعية الفيتنامية ضد الاحتلال الفرنسي (1859 حتى نهايات الحرب العالميَّة الثانيَّة)، ومن بعده الغزو الأميركي (1961/1973)، إضافة إلى قتاله مدة تجاوزت السنوات العشر في الحرب بكمبوديا.

 

تاريخ من النضال
وحسب صحيفة "تري توي" الفيتنامية، خاض لي دوك آن أربع حروب، اعتباراً من عام 1945، وكان القائد الأعلى للقوات الفيتنامية، التي حاربت في كمبوديا نهاية سبعينيات القرن الماضي، بعدما أطاحت هانوي بنظام بول بوت، في السابع من يناير (كانون الثاني) 1979، الذي ارتكب مذابح جماعية، وإعدامات جماعية أودت بحياة ربع سكان البلاد (قُتل في عهده أكثر من مليون ونصف المليون نسمة وفق تقديرات رسمية).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورغم أن فيتنام سحبت قواتها من كمبوديا عام 1989، فإنه ظل الفضل الأكبر الذي ينسب إلى "لي دوك آن" على نطاق واسع هو تمهيد الطريق أمام هزيمة نظام الخمير الحمر في نهاية المطاف، ففي العام 2009، قال الجنرال لي دوك آن، للإعلام الفيتنامي متذكراً سقوط الخمير الحمر، "في ذلك الوقت، كان للخمير الحمر نوايا بالتقدم نحو سايغون". وأضاف "من دون مساعدتنا، كيف كان للكمبوديين أن ينتفضوا لتحرير بلادهم؟".

القضاء على الخمير الحمر
الخمير الحمر هم الحزب السياسي، الذي حكم كمبوديا الديموقراطية بين عامي 1976 و1979، وهو عبارة عن حلف لمجموعة أحزاب شيوعية في كمبوديا، تطوَّرت لاحقاً لتشكّل الحزب الشيوعي لكمبوديا، وعرفت أيضاً باسم منظمة حزب الخمير الشيوعي أو الجيش الوطني لكمبوديا الديموقراطية. واتسم على وجه الخصوص بمزيج من العنف الهائل والتعذيب والإعدامات الجماعية والعمل القسري أودى بحياة ربع سكان البلاد، إذ تعتبر منظمة الخمير الحمر المسؤولة عن موت نحو مليون وخمسمئة ألف شخص عن طريق الإعدام، والتعذيب والأعمال الشاقة، فقد حاول زعيمهم بول بوت تطبيق نوع راديكالي متشدد من الشيوعية التجنيدية، إذ يجبر كامل المجتمع على العمل في مجتمعات زراعيَّة أو في أعمال شاقة.

 

وانهارت العلاقات بين كمبوديا وفيتنام في ديسمبر (كانون الأول) عام 1978 بسبب قرار بول بوت بالهجوم على فيتنام، خشيته من هجوم القوات الفيتنامية على بلاده، فقامت القوات الكمبودية بعبور الحدود، ونهب القرى المجاورة، وبعدها تم صد هجمات القوات الكمبودية رغم المساعدات الصينية لها، ثم غزت القوات الفيتنامية لاحقاً كمبوديا، واستولت على مدينة "بنوم بنه" في السابع من يناير (كانون الثاني) عام 1979، لتتراجع بعدها قوات الخمير الحمر إلى غرب البلاد، وواصلت بعدها السيطرة على المناطق القريبة من الحدود التايلندية، إذ تلقت دعماً عسكرياً غير رسمي من عناصر الجيش التايلاندي. ومع حلول شهر ديسمبر (كانون الأول) 1999 استسلم معظم الأعضاء، وانتهى وجود الخمير الحمر.

مناصب عسكرية
وتولى لي دوك آن، وهو الشيوعي المتشدد، منصب رئاسة فيتنام بين عامي 1992 و1997، إذ كان من كبار المطالبين بهيمنة الحزب الشيوعي حتى عندما كانت البلاد تتجه إلى اعتماد إصلاحات اقتصادية أدت إلى نمو اقتصادي كبير.

 

وفي عام 1995، أصبح أول زعيم فيتنامي تطأ قدماه الأرض الأميركية بعد الحرب الفيتنامية، وذلك عندما حضر الذكرى الخمسين لتأسيس الأمم المتحدة في نيويورك.

وقبيل توليه منصب الرئاسة، تولى لي دوك آن، الذي تلقى تعليمه في الاتحاد السوفييتي السابق، وفقد البصر في إحدى عينيه، مناصب عسكريَّة عدة في فيتنام، منها منصبا وزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة، وكان واحداً من "محرري سايغون (مدينة هو شي منه)"، إذ كان حينها مساعداً لقائد العملية العسكريَّة، التي تمكنت من الإطاحة بالنظام الموالي للأميركيين في فيتنام الجنوبية.

اقرأ المزيد

المزيد من