Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ستوتر صفقة مقاتلات "سو-35" الروسية علاقات بايدن بالقاهرة؟

إدارة الرئيس الأميركي ترى أن "إنهاء الصفقة" ضرورة للعلاقات بين البلدين ومصر تمضي في طريق تنويع التسليح

تثير صفقة "سو_35" الروسية لمصر قلقا في المؤسسات الأميركية دفعها للتلويح بفرض عقوبات (أ ف ب)

من بين ملفات عدة، اختارت الإدارة الأميركية الجديدة الملف العسكري ليكون بداية للتعاطي مع مصر، "الحليف المهم في الشرق الأوسط" وفق توصيف وزارة خارجيتها، وما بين الطمأنة والتحذير، تضاربت رسائل واشنطن إلى القاهرة خلال أيام معدودة، إذ أعلنت الإدارة الجديدة، في 17 فبراير (شباط)، موافقتها على صفقة لبيع 168 صاروخاً تكتيكياً بقيمة 197 مليون دولار لمصر، ثم سرعان ما عادت صفقة مقاتلات "السوخوي-35" الروسية للقاهرة، الموقعة في أواخر العام 2018، لتجدد "بواعث قلق" البيت الأبيض، واعتبرها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنيكن، "هي وقضايا حقوق الإنسان مركزية لعلاقات البلدين"، في أول حديث هاتفي جمعه بنظيره المصري سامح شكري في 23 من الشهر نفسه.

ومع ارتكان إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ولو "نسبياً" إلى الدبلوماسية في ضغوطها على القاهرة لثنيها عن إتمام صفقة "السوخوي- 35"، والتي تبلغ نحو ملياري دولار، يبدو بحسب مراقبين، أن الإدارة الجديدة للرئيس جو بايدن، تتحرك بنهج مغاير في التعاطي مع الملف، لا سيما مع مناداة أصوات ديمقراطية وجمهورية بالكونغرس، خلال الأشهر الأخيرة، بضرورة خفض المساعدات العسكرية، وفرض عقوبات على القاهرة بموجب قانون "مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات"، المعروف اختصاراً بقانون "كاتسا"، المقر منذ أغسطس (آب) 2017 ليستهدف في الأساس المبيعات العسكرية الروسية.

وتثير الإشارات الأولى لسياسة واشنطن تجاه القاهرة، تساؤلات المراقبين، بشأن دوافع القلق الأميركي من صفقة مقاتلات "سوخوي-35" الروسية لمصر، وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر على العلاقات بين البلدين، في حال تجاهلت القاهرة التحذيرات الأميركية بإلغائها، لا سيما بعد ما تسلمت الدفعة الأولى منها في أغسطس من العام الماضي.

لماذا تجدد "القلق"؟

منذ التسريبات الأولى لتوقيع القاهرة مع موسكو في عام 2018 عقداً لتوريد 24 مقاتلة من طراز "سوخوي-35" في صفقة بلغت نحو ملياري دولار، وتتصاعد حدة الانتقادات الأميركية للقاهرة، بين التحذير من إتمام الصفقة، والتهديد بفرض عقوبات، في حال الإصرار على إتمام صفقة شراء الطائرات الروسية.

ووصلت حدة الضغوط والتحذيرات الأميركية، لحد إرسال وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين السابقين في عهد إدارة ترمب، مارك إسبر ومايك بومبيو، رسالة مشتركة للقاهرة، يحذرانها من المضي قدماً في إبرام صفقة شراء مقاتلات "سو-35" الروسية المتطورة، مشيرين إلى أن هذه الصفقة قد تعرضها لعقوبات، كما ستعقد بصورة كبيرة اتفاقات الدفاع الأميركية مع مصر.

تلك الرسالة، وفق ما نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في عام 2019، بعثت لوزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي، وتضمنت في فحواها مطالبة القاهرة بمراجعة علاقاتها العسكرية والاستخباراتية مع روسيا، وتحذيرها من أن عدم الامتثال قد يعرضها لعقوبات، وتدعو واشنطن باستمرار كل حلفائها وشركائها إلى الامتناع عن توقيع صفقات مع المؤسسات الدفاعية والاستخباراتية الروسية.

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الوزيرين الأميركيين السابقين، اعتبرا أن "صفقات أسلحة جديدة وكبيرة مع روسيا ستؤثر، على الأقل، على اتفاقيات التعاون في مجال الدفاع مستقبلاً بين الولايات المتحدة ومصر، وعلى المساعدات لمصر لضمان أمنها".

غير أن مصر، في المقابل، مضت في تلك الصفقة، وتسلمت بالفعل الدفعة الأولى، وعددها خمس طائرات في أغسطس 2020، بحسب ما نقلت تقارير روسية، الأمر الذي أرجعه مسؤول عسكري لـ"اندبندنت عربية"، إلى أن القاهرة ترى أن من حقها اختيار نظم تسليحها وفقاً لما يتناسب مع أجندتها الخاصة، انطلاقاً من انتهاجها خلال السنوات الأخيرة سياسة "تنويع مصادر السلاح" الذي تحصل عليه من أجل تلبية احتياجاتها الأمنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبل أكثر من أسبوع، تجدد "القلق" الأميركي بشأن الصفقة، مع إعلان الخارجية الأميركية، في بيانها بشأن المحادثة الهاتفية الأولى التي جمعت الوزير بلينكن ونظيره المصري شكري، أن بلينكن أعرب لنظيره المصري "عن مباعث قلق بلاده من حال حقوق الإنسان في مصر وإمكانية شراء القاهرة مقاتلات روسية"، ووفق بيان الخارجية الأميركية، فإن بلينكن اعتبر أن "الملفين سيكونان مركزيين في العلاقات بين البلدين".

وجاءت التحذيرات الجديدة، بعد أيام من إعلان الخارجية الأميركية، في 17 فبراير موافقتها على بيع 168 صاروخاً تكتيكياً لمصر بقيمة 197 مليون دولار، واصفة إياها بـ"الشريك الاستراتيجي المهم في الشرق الأوسط"، وذكرت الوزارة في بيانها المتعلق بالإعلان أن "البيع المقترح للصواريخ والمعدات لمصر سيدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن دولة حليفة رئيسة من خارج "الناتو"، والتي لا تزال شريكة استراتيجية مهمة في الشرق الأوسط"، موضحة أن ذلك سيدعم "سفن الصواريخ السريعة التابعة للبحرية المصرية، ويوفر قدرات دفاعية محسنة بشكل كبير للمناطق الساحلية المصرية، ومداخل قناة السويس".

وتضم ترسانة الجيش المصري عدداً كبيراً من الأسلحة الأميركية، واعتمد الجيش المصري على مدار عقود منذ توقيع اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب في عام 1979 برعاية أميركية، على نظم تسليح أميركية، وقدمت واشنطن لمصر مليارات الدولارات على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية، بما في ذلك إمدادها بمقاتلات "أف-16"، والمروحيات الهجومية، وتجهيزات عسكرية أخرى.

خلفيات التوتر

ووفق مراقبين ومحللين عسكريين، تحدثت إليهم "اندبندنت عربية"، فإن مبعث التوتر في العلاقات بين القاهرة وواشنطن في هذا الشأن يعود في الأساس لرفض الولايات المتحدة تزويد مصر بأحدث مقاتلاتها العسكرية من طراز"أف-35" المتطورة، وكرد على هذا الرفض، ارتأت القاهرة اللجوء إلى مقاتلات "سوخوي" الروسية من طراز "سو-35" لمواجهة التحديات الأمنية والاستراتيجية التي تواجهها مصر في السنوات الأخيرة.

وقال اللواء أركان حرب صفوت الديب، مدير كلية الحرب العليا، "تتحرك واشنطن بقلق تجاه صفقة المقاتلات الروسية لمصر من أمرين، الأول، بهدف قتل صناعة السلاح في روسيا عن طريق معاقبة مشتري الأسلحة الروسية والتلويح بفرض عقوبات على الدول التي تمضي في هذا الأمر، والثاني، رغبتها في أن تظل منظومات التسليح المصرية بشكل كبير تحت مظلة التسليح الأميركي لكي تتحكم في معادلات التوازن العسكري بالمنطقة".

أضاف الديب، "تعتبر واشنطن أن تنويع مصادر الأسلحة بشكل عام في مصر يحرر القرار السياسي المصري نظراً لأن وجود تسليح مصري من الولايات المتحدة يجعل الأخيرة تتحكم في توريد قطع الغيار والذخائر المهمة، ما يجعلها قادرة على خفض القدرات القتالية للجيش المصري في أي وقت طبقاً لرؤيتها".

من جانبه، ووفق غونتر ماير، خبير شؤون الشرق الأوسط والاستاذ بجامعة "ماينز" الألمانية، يبقى رد الفعل الأميركي متوقعاً تصاعده عندما يرغب أحد حلفائها في شراء أسلحة روسية، مشيراً إلى أن الأمر حدث مع تركيا عندما حاولت شراء منظومة "أس– 400" الصاروخية الروسية المتطورة، في المقابل ترتكز حسابات الدول (حليفة واشنطن) الساعية لعقد صفقات مع روسيا لإرسال إشارات استراتيجية لكلا الجانبين الأميركي والروسي، بأنه يمكن التعامل مع الدولتين بقدر من الاتزان والحصول على مميزات العلاقة سواء مع الولايات المتحدة أو مع روسيا.

إلا أنه وبموجب قانون "كاتسا" الأميركي، الذي يستهدف في الأساس المبيعات العسكرية الروسية، يمكن لواشنطن فرض عقوبات على الدول الحليفة التي تستورد نظماً وأسلحة عسكرية من موسكو.

ولفت ماير إلى أن أكثر ما تخشاه واشنطن هو تزويد موسكو حلفاء لها بأنظمة أسلحة روسية خاصة لنظم الدفاع الجوي، موضحاً وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية، إنه "عندها يمكن بالفعل أن تقلق واشنطن مما يمكن أن تحصل عليه روسيا من معلومات تقنية بشأن الأسلحة الأميركية، ما قد يزيد من مخاطر إسقاط المقاتلات الأميركية ومن بينها "أف-35"، فضلاً عن وصول التقنيات العسكرية الأميركية المتطورة إلى أيدي الروس بشكل أو بآخر".

وبحسب مجلة "فوربس" الأميركية، فإنه، وعلى الرغم من وجود مقاتلات "أف-16" الأميركية ضمن تسليح الأسطول الجوي المصري، فإنه، وفي الحالة المصرية، يفتقر ذلك الطراز من المقاتلات الأميركية بشكل واضح إلى صواريخ "إيه أم 120 أمرام" جو-جو، بعيدة المدى، والتي تتسلح بها معظم طائرات "أف-16" للقوات الجوية بالدول الأخرى في الشرق الأوسط، باستثناء العراق، وأن هذا يحد من قدرات سلاح الجو المصري في مواجهة تعدد المخاطر الأمنية والعسكرية التي تواجهه.

 

ووفق المجلة ذاتها، فإن اقتناء سلاح الجو المصري لمقاتلات "سو-35"، فائقة المناورة والمسلحة بصواريخ "آر 77"، المكافئ الروسي لـ"أمرام" الأميركي، فضلاً عن اقتنائها طائرات "رافال" الفرنسية المسلحة بصواريخ جو-جو بعيدة المدى، تكتسب، بذلك، القوات المصرية بلا شك، قدرات تتجاوز تلك التي تشملها المقاتلات الأميركية المتطورة، ومن بينها "أف-35".

بدوره، يقول المحلل الاستراتيجي والعميد السابق في القوات المسلحة المصرية، صفوت الزيات، "يكمن القلق الأميركي في الأساس من حدوث خلال في استراتيجيتها المتعلقة بضبط معادلات التوازن العسكري في المنطقة لصالح إسرائيل ودول الشرق الأوسط"، موضحاً أنه "منذ اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، ومعظم القدرات العسكرية المصرية هي أميركية، ومع ذلك، سعت واشنطن باستمرار لحرمان القاهرة من الحصول على أسلحة وقدرات معينة بهدف إبقاء التوازن العسكري لصالح إسرائيل، لكن مع تعدد التحديات العسكرية التي تواجهها مصر، ومخاطر تهديد أمنها القومي المستمر في السنوات الأخيرة، كان عليها أن تتحرك باتجاه تنويع مصادر تسليحها".

ويضيف الزيات، "نسعى للحصول على مقاتلات ثقيلة، متعددة المهام، وذات حمولات ذخائر عالية ومديات قتالية بعيدة، لا سيما مع الرفض الأميركي المتواصل لتزويد القاهرة بمقاتلاتها الحديثة، والمراوغة بشأن صيانة وتجديد نظمها العسكرية الموجودة أصلاً في الجيش المصري"، وبحسب الزيات، فإنه "بلا شك، إتمام صفقة مقاتلات سوخوي-35 الروسية لمصر سيؤثر على علاقات البلدين، انطلاقاً من إدراك أن مناورة القاهرة للخروج من هيمنة التسليح الأميركية من جانب، والتعامل مع قوى كبرى أخرى هي روسيا الاتحادية، يسمح للأخيرة ببعض الاختراقات في منطقة الشرق الاوسط، وهو ما لا ترغبه السياسية الأميركية"

ويتابع، "بغض النظر عن إقدام الولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات عقابية ضد القاهرة بسبب المقاتلات الروسية من عدمه، ستبقى ضغوط المؤسسات الأميركية ومنها وزارة الخارجية والدفاع والكونغرس على القاهرة، ما قد يصعّب من علاقات البلدين في بعض الأحيان"، ويلفت الزيات إلى أنه "إذا كانت مصر واثقة من أنها يمكن أن تواجه عقوبات أميركية محتملة بسبب شرائها المقاتلات الروسية، فربما تكون قد حسبت أن تلك المشتريات العسكرية الضرورية تستحق هذه المخاطرة".

ليست الحالة الأولى

وعلى مدار السنوات الأخيرة، واجهت دول عدة ضغوطات وعقوبات عسكرية أميركية لثنيها عن إتمام صفقات عسكرية روسية، ومن بين تلك الدول، كانت الهند، التي طالبتها واشنطن بإلغاء صفقات التسليح الروسية، لكن نيودلهي لم تستجب لهذه الضغوط، فاستمرت في الشراء كالسابق، كذلك في عام 2018، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على إدارة تطوير المعدات في وزارة الدفاع الصينية وكبير إدارييها لشرائها مقاتلات روسية من نوع "سوخوي-35" والمنظومة الصاروخية "أس-400" أرض-جو.

كذلك في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على تركيا التي اشترت أنظمة الدفاع الجوي الروسية "أس-400"، وطالت العقوبات رئيس مديرية الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير وثلاثة موظفين آخرين، فضلاً عن حظر تراخيص التصدير الأميركية.

من جانبها، ترى موسكو أن التضييق العسكري الأميركي على سوق أسلحتها، يهدف لإخراج روسيا من سوق بيع السلاح العالمية، وفي أكثر من مناسبة، اعتبر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العقوبات الأميركية تجعل المنافسة في سوق التسليح العالمية "غير منصفة، ومحاولة لاعتماد وسائل مخالفة لقواعد السوق ومبادئ التجارة الدولية لإخراج المنافس الأساسي للولايات المتحدة من سوق الأسلحة".

ماذا نعرف عن مقاتلات "سوخوي-35"؟

يقول الخبراء العسكريون، إن هذه المقاتلات أحدث طرازات الطائرات العسكرية الروسية، وتنتمي لطراز المقاتلات الثقيلة متعددة المهام ذات الحمولات العالية وبعيدة المدى، وتمتاز بقدرات دفاعية وهجومية على السواء.

تعد المقاتلة "سوخوي-35" طائرة متعددة المهام، فهي قادرة على تنفيذ مهام التوغل الجوي في سماء العدو، وتوفير الغطاء الكامل للقوات الأرضية، وفرض السيطرة الجوية في سماء المعركة، وتحييد تحركات الطيران المعادي كافة.

كما أن لهذه الطائرة المقاتلة قدرة فائقة على المناورة، وهي مزودة بتقنيات من الجيل الخامس لضمان التفوق الجوي على الفئة نفسها من المقاتلات، وقادرة على ضرب أهداف أرضية، وتصل سرعة هذه الطائرة المقاتلة ذات المحركين إلى 2400 كيلومتر في الساعة، وهي مزودة بأسلحة ذكية حديثة تتيح لها رصد وتدمير عدد من الأهداف الجوية والأرضية في وقت واحد وبدقة كبيرة.

وبحسب موقع "توب وور" الروسي المتخصص في شؤون الدفاع، فإنه إضافة لكون "سوخوي-35" مقاتلة متعددة المهام، أحادية المقعد ثنائية المحرك، فهي ذات قدرة فائقة على المناورة، ويبلغ طولها نحو 22 متراً، وارتفاعها نحو ستة أمتار، أما سرعتها الجوية فتصل إلى 2800 كيلومتر على ارتفاع 11 كيلومتراً، وهي سرعة تفوق المقاتلة الأميركية الشبح "أف 35" التي تبلغ سرعتها 1900 كيلومتر في الساعة.

الموقع ذاته، يوضح، أن مدى المقاتلة الروسية يبلغ 3600 كيلومتر، وقد يصل بأقصى حد إلى 4500 كيلومتر، في حال تمت إضافة خزانات وقود خارجية، مشيراً إلى أن هذا المدى الطويل يمنح المقاتلة قدرة كبيرة على الوصول للأهداف البعيدة من دون الحاجة إلى التزود بالوقود إذا اقتضى الأمر، لكنها أيضاً لديها القدرة على التزود بالوقود في الجو.

وعن قدرات المقاتلة التسليحية، توضح وزارة الدفاع الروسية، أن "سوخوي-35" الحديثة، والتي تعد نموذجاً متطوراً لمقاتلة "سوخوى-27" الأسطورية السوفياتية التي أُنتجت عام 1988، قادرة على التسلح بمدفع رشاش داخلي يحتوي على 150 طلقة عيار 30 ميليمتر، إضافة إلى 12 نقطة تعليق (نقطتا تعليق على حافتي الجناحين وست نقاط تحت الجناحين وأربع نقاط تحت هيكل الطائرة)، تُحمل بصواريخ جو-جو، وصواريخ جو-أرض، وصواريخ مضادة للسفن، كما أن المقاتلة الروسية زودت بأنواع متعددة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى ذات دقة الإصابة العالية، وكذلك نظام رادار متطور يمنحها القدرة على تتبع عدد كبير من الأهداف المعادية وتدمير كل أنواع الأهداف الجوية والأرضية والبحرية.

وتمتاز المقاتلة أيضاً، عن نظيرتها من المقاتلات متعددة المهام الأميركية والأوروبية، بقدرتها الفائقة على المناورة وتزويدها بصواريخ جو-جو بعيدة المدى يؤمن لها التفوق النوعي في حال القتال الجوي مع المقاتلات المعادية الحديثة، فضلاً عن قدرتها على منافسة المقاتلات الأميركية من طرازات "أف-15"، و"أف-35" المنتمية للجيل الخامس من المقاتلات.

وبحسب موقع "إير فورس تكنولوجي"، يمكن لعدد قليل من مقاتلات "سوخوي-35"، القيام بعملية اجتياح جوي كامل، كما أنها المقاتلة الوحيدة التي تستطيع حمل صواريخ "براموس" و"ياخونت" المتطورة، إضافة إلى قدرتها على حمل من 12 إلى 16 صاروخ جو-جو، كما تتيح السرعة وأنظمة المضادات الإلكترونية والأسلحة الملحقة بها إجراء معركة "غير مرئية" فضلاً عن القدرة السريعة في الكشف عن الأهداف المعادية.

ودشنت المقاتلات "سوخوي-35" لأول مرة عام 2014، ودخلت سريعاً إلى القوات الجوية الروسية، وباتت الأخيرة تستخدم إلى الآن أكثر من 60 مقاتلة منها.

وفي عام 2018، وقعت روسيا ومصر عقداً لتوريد 24 مقاتلة من هذا الطراز في صفقة بلغت نحو ملياري دولار، وبعد وصول الدفعات الأولى منها إلى القاهرة في منتصف العام الماضي، باتت مصر ثاني مشتر أجنبي لهذه الطائرة بعد الصين التي استلمت 24 طائرة بين عامي 2016 و2018.

المزيد من تقارير