Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل رفع قيود الحجر يخيفكم أكثر مما يحمسكم؟ إليكم هذه النصائح

أحيت خريطة الطريق التي طرحها بوريس جونسون للخروج من الحجر الصحي آمال كثيرين، بيد أنها سببت هلعاً للبعض، وفق ما تكتب

ليس استئناف الحياة اليومية بعد الحجر يسيراً ودونه تحديات نفسية وصحية (غيتي)

هنا بعض الإرشادات للعودة إلى الحياة اليومية العادية

مرحى مرحى! الحكومة قدمت لنا أخيراً خريطة طريق للخروج من الإغلاق والحجر الصحي. وأنا من جهتي أسمع من الآن فرقعة نزع أغطية الفلين عن زجاجات الشمبانيا، وقرقعة كؤوس المارتيني، باعتباري واحدة من كثيرين يتابعون آخر التعليمات المتعلقة بكوفيد، ويحصون الأيام بلا كلل لانتهاء الجائحة ورفع مختلف القيود والتدابير المفروضة في إنجلترا (إن كنتم تتساءلون في هذا الإطار، فإن فترة فرض القيود بلغت، حتى لحظة كتابة هذه المقالة، 117 يوماً، و9 ساعات، ودقيقة واحدة).

وثمة مناح سأفتقدها شخصياً بعد انتهاء الحجر ورفع تدابير الإغلاق، إذ إنني كنت أحببت قضاء وقت ثمين أطول مع أفراد عائلتي المباشرة، وأداء العمل، من وقت إلى آخر، وأنا أرتدي البيجاما (لا تخبروا المحرر المشرف على عملي). إلا أنني أيضاً أمقت رتابة أيام الجائحة. فأنا، على نقيض كثيرين، لا أجد في الرتابة سلواي وعزائي.

كما أنني ألاحظ أن جميع الأشخاص ليسوا متحمسين أمام احتمال التخلي عن ثياب البيت المريحة وزاهية الألوان، حتى لو كان الأمر سهلاً بالنسبة إليهم. هذا مع انتباهي التام للواقع غير المطمئن الذي يقول إنه حتى لو تلقينا جميعنا اللقاح، فإننا بحاجة للإبقاء على حذرنا أمام المخاطر الصحية. فالحصانة التي يؤمنها اللقاح لا تحمينا مئة في المئة (ما يفعله الطعم يتمثل على الأرجح بالتقليل من احتمالات المرض الشديد)، ولن يكون هناك انتشار تام للقاح في جميع الأوساط. لذا ستبقى هناك تساؤلات تتعلق بإمكانية عودة تفشي المرض، وسيكون هناك دائماً احتمالات لظهور سلالات جديدة متحورة من الفيروس، الذي سيبقى قاتلاً وموجوداً بيننا.

في المقابل، ثمة أشخاص آخرون ممن ليس لديهم مخاوف تتعلق بالصحة الجسدية، لكن ربما يساورهم القلق من الناحية النفسية. وفي هذا الجانب، توصلت دراسة شملت 2000 شخص راشد (في بريطانيا) إلى أن المعدلات الوسطية للقلق ومستويات الإجهاد في أوساط الراشدين تزايدت بنسبة قاربت الـ50 في المئة خلال فترة الإغلاق (الحجر)، وقد استنتج استطلاع أجرته "مؤسسة الصحة النفسية" (في بريطانيا) Mental Health Foundation أن ربع الراشدين تقريباً في المملكة المتحدة يشعرون الآن بالوحدة والعزلة.

من جهة أخرى، ثمة أشخاص هم ببساطة معتادون على نمط الحياة الجديد هذا. وعلى الرغم من النواحي السلبية الواضحة التي فرضتها الجائحة، فقد استمتع كثيرون إبانها بالتحرر من القيود الاجتماعية، وبقضاء وقتهم مع حيواناتهم الأليفة، وتوفير المال، واكتساب ساعة إضافية من ناحية العمل عبر استبعاد التنقل، إضافة إلى عدم اضطرارهم لاستخدام الماكياج وارتداء حمالات الصدر، وذلك بفضل حظر الاختلاط، وقيامهم بأداء عملهم من المنزل. وربما أيضاً كان هناك وقت إضافي يخصص لأمور كالاهتمام بالحديقة، وصنع الخبز والمعجنات والحلويات، واختبار التواصل عبر "زووم" Zoom، وتعلم حب أنفسنا وقضاء وقت أطول برفقة ذواتنا.

"أعتقد أن ما سيشعر به كثير من الناس، وأنا منهم، لا يتمثل بالخوف من عدم العودة إلى نمط الحياة التي كنا نعيشها في السابق وحسب، بل سيشمله هواجس نفسية ترافق الوتيرة السريعة للتحولات التي نمر بها،"حسب تصريح جيمي وينداست لـ"اندبندنت". "في العالم الواقعي هناك ضغوط تتوقع من المرء العمل على نحو متواصل، وممارسة الرياضة، والظهور بمظهر لائق".

وعليه، تلح أسئلة من قبيل؛ هل سيكون بعض ما اكتشفناه من مظاهر حرية في السنتين 2020-2021 مصيره الضياع من جديد حين نقفز عائدين إلى مطحنة "الحياة الواقعية"؟ وفق وينداست "هل سيكون بوسعنا أن "نحدد ونختار، بطريقة أكثر انتباهاً، ماذا ينبغي أن نمنحه وقتنا وطاقتنا في مرحلة ما بعد الإغلاق؟" هل سيكون في مقدورنا تذوق "نعيم لحظات الهدوء من جديد؟" وكيف نتعامل مع بعض نواحي القلق ونحن نقترب من نهاية الإغلاق؟

سألنا روث كوبر- ديكسون، مستشارة الصحة النفسية ومؤسسة عيادة "تشامبس" CHAMPS المتخصصة، للحصول منها على بعض النصائح.

اعرفوا أنكم تملكون الخيار

على الرغم من أن الحال قد لا يبدو هكذا ظاهرياً، فإن الجائحة، ومن نواحٍ عديدة، خلقت لنا خيارات أكثر، وذلك عبر إجبارنا جميعاً على ملاحظة أن طرق العمل السائدة يمكن قلبها رأساً على عقب، وبطرفة عين. وتقول كوبر - ديكسون "حتى أنه الآن أمامنا أمثلة أكثر للتغيير، علينا التفكر بها". وهي تعتقد أنه لا ينبغي اعتبار مرحلة ما بعد الإغلاق بمثابة عملية عودة أوتوماتيكية، من دون تفكير ومساءلة، للتكيف مع واقع الأحوال في السابق، بل هي مجال للتحول إلى أنماط عيش جديدة، إن وجدنا مشكلات في الأنماط السابقة، خصوصاً مع قيام العديد من المنظمات والمؤسسات، ربما، بالسعي إلى تبني "مقاربات هجينة أكثر" للقيام بأنشطتها من دون حضور موظفيها إلى المكاتب لأكثر من يومين أو ثلاثة في الأسبوع، وذلك بعد أن كان حضورهم في السابق إلزامياً خمسة أيام في الأسبوع".

امنحوا أنفسكم وقتاً

وتيرة التكيف التي يحتاج إليها كل واحد منا، ستختلف بين شخص وآخر. وكل سلوك كي يبلغ مرحلة التلقائية يقتضي مرور ما بين 18 و254 يوماً (66 يوماً كمعدل وسطي)، بحسب دراسة أعدها سنة 2010 "لالي، فان يارسفيلد، بوتس، وواردل" Lally, van Jaarsveld, Potts and Wardle. في هذا الإطار تنصح كوبر - ديكسون بأن يقوم المرء "بالتعامل مع الأمور بحسب إيقاعه، والتركيز على ما يمكنه التحكم به". وحتى لو كانت البلاد تسير في الطريق الصحيح نحو رفع جميع القيود والتدابير في 21 يونيو (حزيران) المقبل، غير أن هذا لا يعني أنه على المرء القفز مباشرة في الالتزامات الاجتماعية المعتادة. وترى كوبر - ديكسون أنه "حتى لو أظهرنا حماسة حقيقية لمعاودة لقاء أصدقائنا، فإننا قد نشعر لبعض الوقت بأننا تجاوزنا قليلاً نطاق مساحة راحتنا، وذلك ريثما نعتاد على الأمر من جديد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن، ونحن نخرج من الجائحة على مدى الأشهر الثلاثة القادمة، يبقى لدينا على الأقل هذه الأشهر الثلاثة كي نستعد، كما ستقوم "خطة المراحل الأربع" الحكومية بتلقيمنا تعليمات معاودة الدخول إلى الحياة الاجتماعية. بالتالي فإن المحظوظين منا، الذين وجدوا ملاذهم في فترة الحجر، يمكنهم التلذذ بهذه الهنيهات الهادئة قبل نهايتها.

بادروا إلى خطوات صغيرة

أولئك الأشخاص الذين ما زالوا في حالة ارتياب يمكنهم، وفق نصائح كوبر - ديكسون "النظر إلى الخطوات الصغيرة التي بوسعهم القيام بها لخلق حالات تكرار بسيطة وأنساق نظام يحتاجون إليها في حياتهم المنزلية" حين تخفف قيود الإغلاق والحجر... "فساعات العمل المعتادة قد لا تبقى بين الـ9 صباحاً والـ5 بعد الظهر" تذكر كوبر - ديكسون، بل "إننا، كما أتمنى، قد نتبنى النواحي الإيجابية التي تعلمناها من الجائحة، النواحي التي تتضمن "قيمنا الاجتماعية التي تصاعدت، وأفعال اللطف والكياسة". وبالتالي، يمكننا أن نتعلم من جديد، وببطء، التحاور وجهاً لوجه، وإعادة ثقتنا بوسائل النقل المشترك، كي ننطلق لاستكشاف أنحاء مختلفة من بريطانيا. 

  تذكروا أنكم لستم بمفردكم في ما تواجهونه

من المهم أن نتذكر، وفق ما تقول كوبر - ديكسون، أن مشاعر القلق من نهاية الإغلاق والحجر الصحي لا تقتصر علينا وحدنا "هناك الكثير من الناس الذين يتشاركون معنا هذا الإحساس ذاته. لذا ينبغي أن لا نقسوا على أنفسنا إن أحسنَّا ببعض الصعوبات. إذ إن الجائحة كانت وتبقى فترة فاصلة وشديدة الوقع في حياتنا".

*في حال معاناتكم من أعراض ضيق أو عزلة، أو إن كنتم تواجهون صعوبات في التعامل مع الوضع الراهن، فإن جمعية "السامريين" Samaritans تقدم الدعم في هذا المجال. يمكنكم التحدث عبر الهاتف، ومن دون مقابل، مع أحد أعضائها، مع احترام تام للخصوصية، على الرقم 116 123 (المملكة المتحدة وجمهورية إيرلندا)، أو المراسلة عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: [email protected]، أو زيارة موقع "السامريين" على الإنترنت Samaritans website للحصول على تفاصيل ومعلومات حول أقرب فرع للجمعية.

© The Independent

المزيد من منوعات