Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التلقيح على أساس العمر في بريطانيا يتجاهل فئات مريضة

تحذر منظمات خيرية بريطانية من أن مرضى يكابدون مشكلات صحية أو إعاقات معينة معرضون لدخول المستشفى بسبب "كوفيد" إن لم يتلقوا الجرعات التحصينية

تركز بريطانيا على النشر السريع للقاحات كورونا كي تخرج من أزمة كورونا (غيتي)

في المملكة المتحدة، حذرت جمعيات خيرية عدة من أن قرار الحكومة إعطاء اللقاحات على أساس العمر في الحملة الثانية من طرح لقاحات "كوفيد-19" "يتجاهل دليلاً" يؤكد أن الأولوية يجب أن تمنح لمرضى يعانون مشكلات صحية أو إعاقات معينة.

وكانت الحكومة البريطانية صادقت على توصية تقدمت بها "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" Joint Committee on Vaccination and Immunisation JCVI باعتماد نهج قائم على السن في إعطاء اللقاحات بعد دعوة كل الأشخاص المعرضين للخطر في المرحلة الأولى من البرنامج، القدوم لتلقي جرعة مضادة واحدة على أقل تقدير.

بموجب توصية اللجنة، ستُمنح الفئة العمرية بين 40 و49 سنة الأولوية للحصول على لقاح فيروس كورونا، يليها من تتراوح أعمارهم بين 30 و39 سنة، ثم 18 إلى 29 سنة.

ووفق المستشارين العلميين في الحكومة البريطانية، سيضمن هذا المخطط توفير الحماية لأعداد إضافية من الناس على نحو أسرع".

قال البروفيسور واي شين ليم، رئيس "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" ضد "كوفيد-19"، إن التلقيحات المضادة تحمي الناس من الموت بسبب كورونا، وتقتضي الاستراتيجية المعمول بها راهناً إعطاء الأولوية للأشخاص الأكثر عرضة لمواجهة مضاعفات خطيرة والوفاة بسبب "كوفيد-19".

وأضاف البروفيسور، "الدليل جلي على أن خطر الحاجة إلى الاستشفاء و(ربما) الوفاة (جراء كورونا) يتفاقم مع التقدم في العمر. يُحقق برنامج التطعيم (في المملكة المتحدة) نجاحاً هائلاً، والمواصلة في تقديم اللقاحات استناداً إلى العمر سيعود بالفائدة الأكبر في أقصر وقت ممكن، بما في ذلك بالنسبة إلى العاملين في مهن يشتد فيها خطر التعرض للفيروس".

بيد أن جمعيات خيرية عدة انتقدت هذا القرار، داعيةً إلى إعطاء الأولوية في التلقيح لأشخاص يعانون بعض المشكلات الصحية وإعاقات معينة، علماً أن هؤلاء غير مشمولين في المرحلة الأولى من برنامج التطعيم.

سارة وولنو، الرئيسة التنفيذية لـ"جمعية الربو في المملكة المتحدة" Asthma UK و"مؤسسة الرئة البريطانية" British Lung Foundation، قالت إن نهج طرح اللقاحات القائم على العمر "يتجاهل الدليل" على أن مرضى الربو أكثر عرضة، مقارنة بغيرهم، لخطر دخول المستشفى بسبب "كوفيد" ولمكابدة كوفيد الطويل الأمد.

وقالت وولنو، "سيشعر الآلاف من المصابين بالربو بالقلق والغضب حقاً، وبأن حكومة بلادهم تتجاهلهم".

"نُطالب الحكومة بأن تمنح الأولوية لجميع مرضى الربو في الطرح المقبل للقاحات، وقد وقع ما يربو على 18 ألف مريض على عريضتنا دعماً لمطلبنا"، على ما قالت وولنو. وأضافت "حري بالحكومة البريطانية إعادة النظر في القرار الجديد، وهو أمر غير مقبول ومن شأنه أن يتهدد حياة المصابين بالربو".

على المنوال نفسه، حث نيك هارتلي، الرئيس التنفيذي لـ"جمعية إصابات العمود الفقري" Spinal Injuries Association، حكومة بلاده على تحديد الأولوية بالنسبة إلى تلقي اللقاح استناداً إلى حاجة الناس الطبية لا أعمارهم.

وقال في هذا الصدد، "لا يأخذ هذا القرار في الاعتبار أن كثيراً ممن يعانون إصابات في النخاع الشوكي، أي مَن يكابدون شللاً رباعياً أو نصفياً يصل حتى الجزء العلوي من الصدر، لديهم مشكلات في وظائف الجهاز التنفسي أو في جهاز المناعة. ومن المرجح جداً أن يحتاجوا إلى رعاية طبية شديدة إذا أصيبوا بـ"كوفيد-19".

لذا، "نحث الحكومة على إعادة النظر في القرار، والتأكد من إعطاء الأولوية للجميع وفق احتياجاتهم الطبية. الأشخاص الذين يعانون إصابات تصل حتى الأجزاء العالية في النخاع الشوكي مثال يبين مدى خطورة المسألة وإلحاحية التصدي لها"، ذكر نيك هارتلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، "يعاني 50 ألف شخص إصابات في الحبل الشوكي في المملكة المتحدة"، كما أوضح هارتلي، "ويشعر هؤلاء أنهم منسيون ومهملون، ما يفاقم وطأة الصعوبات التي لا ينفكون يواجهونها كل يوم، خصوصاً من انقطعوا منهم عن رؤية أحبتهم أثناء العزلة الذاتية".

سونيا تشودري، الرئيسة التنفيذية لـ"أكشن فور أم إي" Action for ME (العمل من أجل مرضى "أم إي" ME ، التعب أو الإرهاق المزمن) عارضت القرار أيضاً، إذ قالت إن المصابين بمتلازمة التعب المزمن، الذين تفاقم الإصابة بـ"كوفيد-19" مرضهم الطويل الأمد، ينبغي أن يأخذوا اللقاح في أقرب مرحلة ممكنة، وذلك بغض النظر عن العمر.

وتشرح تشودري قائلةً "يرد في الكتاب الأخضر حول التطعيمات المضادة للأمراض المعدية ما مفاده أن الأشخاص العرضة لأن تزداد حدة أمراضهم المزمنة في حال إصابتهم بـ"كوفيد"، وأولئك العرضة للإصابة بالمرض الشديد جراء الفيروس هذا، ينبغي النظر في إعطائهم اللقاح في وقت مبكر".

ولكن "القرار [الحكومي] يتعارض مع ذلك الكلام"، وفق قول تشودري.

تذكيراً، كشفت بيانات أصدرها "مكتب الإحصاءات الوطنية" Office for National Statistics في المملكة المتحدة أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة شكلوا ست حالات من كل 10 وفيات ناتجة من "كوفيد-19" في إنجلترا حتى نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

كذلك تُبين الأرقام نفسها أن أكثر من 30 ألف شخص من ذوي الإعاقات كانوا في عِداد 50 ألفاً و888 شخصاً أودى كورونا بحياتهم في الفترة الممتدة بين يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني).

ووجد "المكتب الوطني للإحصاء" ONS أن خطر الوفاة من "كوفيد-19" كان أكبر بثلاثة أضعاف بالنسبة إلى الأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة، مقارنة ببقية السكان.

أما الدكتورة ماري رامزي، رئيسة قسم التحصين في "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" Public Health England، فكان لها رأي مغاير بشأن القرار، إذ قالت "إن طرح برنامج تطعيم بهذا الحجم أمر شديد التعقيد، وستساعدنا نصيحة "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" في المضي قدماً بحماية الأفراد على نحو سريع من مخاطر دخول المستشفى".

وتابعت الدكتورة رامزي، "النهج القائم على العمر سيضمن حماية مزيد من الناس بسرعة أكبر. من المهم جداً أن يلقى الأشخاص المعرضين لخطر أكبر، من بينهم الرجال ومجتمعات السود والآسيويين والأقليات العرقية (اختصارها بالإنكليزية "بام" BAME) التشجيع على أخذ اللقاح. كذلك يتسم بأهمية حاسمة أن الأنظمة الصحية المحلية منخرطة في هذا الجهد بشكل كامل، وتتواصل مع المجتمعات المحرومة من أجل ضمان حصول أبنائها على اللقاح".

في تطور متصل، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن توزيع اللقاحات على أساس العمر يشكل "الطريقة الأكثر فاعلية لتراجع أعداد حالات الدخول إلى المستشفى والوفيات (بسبب كورونا)... ويُعزى ذلك إلى أن السن تُعتبر العامل الأقوى المرتبط بالوفيات والمرض الشديد و[الحاجة إلى] الاستشفاء، ولأن السرعة أمر بالغ الأهمية في توفير حماية لعدد أكبر من الأشخاص من "كوفيد-19".

ووفق المتحدث نفسه، "ستتبع الأجزاء الأربعة من المملكة المتحدة النهج الموصى به، طبقاً للمشورة النهائية التي قدمتها لجنة الخبراء المستقلة. وحكومة المملكة المتحدة ماضية نحو تحقيق هدفها المتمثل في إعطاء اللقاح لجميع الفئات ذات الأولوية في المرحلة الأولى بحلول منتصف أبريل، وجميع البالغين بحلول نهاية يوليو (تموز)".

© The Independent

المزيد من صحة