Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا بنسخته البرازيلية المتحورة الجديدة يثير قلق بريطانيا

3 حالات في إنجلترا ومثلها في اسكتلندا

بريطانيا تبحث عن مصابين بمتحور برازيلي جديد لكورونا (أ ب)

في المملكة المتحدة، رُصدت الحالات الأولى لشكل متحور من فيروس كورونا وُصف بأنه "مثير للقلق"، وقد ظهر للمرة الأولى في البرازيل.

وإثر ذلك صدرت نداءات ملحة تدعو الحكومة البريطانية إلى إصلاح "ثغرات" تشوب استراتيجيتها في ضبط الحدود.

يوم الأحد الماضي، كشفت "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" Public Health England  أن في البلاد ست حالات من المتحور الذي تبين أنه قد ينتشر بسرعة أكبر بالمقارنة مع النسخ الأخرى، وربما على خلافها لا يستجيب للقاحات المعمول بها راهناً، ورُصدت ثلاث إصابات به في إنجلترا، وثلاث أخرى في اسكتلندا.

واستدعت تلك الحالات المرصودة البدء في اختبارات كشف طارئة في مقاطعة "غلوسترشاير"، حيث اُكتشفت اثنتان من الحالات، وأثارت كذلك موجة من الانتقادات حيال سياسة الحجر الصحي في الفنادق التي تعتمدها حكومة المملكة المتحدة.

واستطراداً، ظهرت حالتان من السلالة البرازيلية التي باتت تُعرف اختصاراً بـ "بي 1" P1، واكتشفت للمرة الأولى في مدينة "ماناوس" البرازيلية لدى أسرة واحدة تسكن جنوب "غلوسترشاير"، سبق لأفرادها أن ذهبوا في رحلات إلى البرازيل.

وكذلك لا يُعتقد أن الشخصان المُصابين المشار إليهما على صلة مع الشخص الثالث، الذي لا يُعرف مكان وجوده لأنه، وفق "هيئة الصحة العامة في إنجلترا"، لم يستكمل تعبئة معلومات بطاقة التسجيل بهدف إجراء الاختبار، من ثم لا تتوفر تفاصيل تسمح بمتابعته.

بناء عليه، طُلب إلى كل شخص خضع لفحص الكشف عن كورونا في 12 أو 13 فبراير (شباط) الماضي ولم يتلق نتيجته بعد، أو لم يستكمل بطاقة التسجيل للاختبار، التقدم فوراً عبر إبلاغ السلطات الصحية عن ذلك.

في سياق متصل، أفادت الحكومة الاسكتلندية أن ثلاثة من السكان رجعوا إلى شمال شرقي اسكتلندا قادمين من البرازيل عبر باريس ولندن، وأثبتت الفحوص إصابتهم بـ "كوفيد-19".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك أحيلت اختبارات التشخيص التي أُجريت في أوائل فبراير إلى برنامج التسلسل الجيني الفيروسي في المملكة المتحدة، وتبين أنها تتطابق مع المتغير الذي رُصد في "ماناوس" البرازيلية، ولذا يعكف الموظفون على الاتصال هاتفياً بالركاب الآخرين الذين استقلوا الرحلة الجوية نفسها من لندن إلى أبردين في اسكتلندا، ولا يُعتقد أن هذه الإصابات مرتبطة بالحالات الثلاث الأخرى المؤكدة في إنجلترا.

في هذا الشأن، تحدثت مديرة الاستجابة الاستراتيجية في شأن "كوفيد-19" في "هيئة الصحة العامة في إنجلترا"، الدكتورة سوزان هوبكنز، مشيرة إلى أنهم حددوا "تلك الحالات بفضل القدرات المتطورة التي يتميز بها تحليل التسلسل الجيني الفيروسي في المملكة المتحدة، مما يعني أننا نكتشف متغيرات وطفرات أكثر مقارنة ببلدان أخرى عدة، وفي مقدورنا تالياً اتخاذ إجراءات الاحتواء بسرعة".

وفق الدكتورة هوبكنز، "الأمر المهم الذي ينبغي تذكره يتمثل في أن "كوفيد-19"، بغض النظر عن السلالة المتحورة التي ينتمي إليها، ينتشر بالطريقة عينها، لذا لا تتغير التدابير التي تحول من دون انتشاره".

وإثر تلك التطورات، أبلغت المملكة المتحدة "منظمة الصحة العالمية" عن الحالات التي صُنفت بـ "المثيرة للقلق"، لأنها تتشارك طفرات رئيسة مع الشكل المتغير من الفيروس المرصود في جنوب أفريقيا.

وعلق وزير الداخلية في حكومة الظل "العمالية"، نيك توماس سيموندز، على تلك التطورات مشيراً إلى أن "العثور على الشكل البرازيلي من "كوفيد" في المملكة المتحدة يبعث على قلق شديد، ومن الضروري جداً الآن أن نبذل كل ما في وسعنا لاحتوائه".

وأضاف سيموندز، "لكن وصول المتغير البرازيلي المقلق إلى المملكة المتحدة يشكل دليلاً آخر على أن التأخر في تطبيق الحجر الصحي الفندقي شكل قراراً متهوراً، والاستمرار في رفض تنفيذ نظام احتواء شامل يتركنا عرضة لطفرات قادمة من الخارج".

وليس بعيداً من ذلك، أوضحت رئيسة لجنة الشؤون الداخلية (في البرلمان البريطاني)، إيفيت كوبر، أن "التطور المثير للقلق حول حالات الإصابة بالمتحور البرازيلي يُظهر نقاط الضعف التي تشوب التدابير التي وضعتها الحكومة على الحدود بهدف ضبط كورونا".

وأضافت النائب العمالي، "اُكتشف المتحور البرازيلي للمرة الأولى قبل شهر من وصول إحدى هذه الحالات إلى البلاد في 10 فبراير، بعد مرور أسابيع عدة على تحذير رئيس الوزراء بوريس جونسون من المشكلة التي تطرحها الرحلات الجوية غير المباشرة، ولكن مع ذلك أرجأت الحكومة اتخاذ تدبير أشد قوة".

وأضافت، "حتى الآن لا يشمل الحجر الصحي الفندقي سوى 1 في المئة من المسافرين، ولا يخضع القادمون لاختبارات الكشف عن الفيروس عند وصولهم، وما زال معدل تطبيق الحجر الصحي في المنزل ضئيلاً، لذا يفيض النظام بكثير من الثغرات".

ووفق كلمات إيفيت كوبر، "نريد أن نعرف فوراً كيف وصلت جميع هذه الحالات إلى البلاد، ولماذا لم يُعمل على تفاديها أو رصدها عند وصولها كي يتسنى استخلاص الدروس بسرعة، وتعديل السياسات المتبعة بغية إبقاء برنامج اللقاحات في مأمن من حالات إضافية".

في ضوء الحالات الجديدة، تُنفذ اختبارات للكشف عن الطفرة البرازيلية في أجزاء من جنوب "غلوسترشاير"، وقد طُلب من السكان الذين تخطوا الـ 16 عاماً من العمر، والموزعين على خمس مناطق لها خمسة رموز بريدية، التقدم للخضوع لاختبارات الكشف عن الفيروس، حتى إن كانوا لا يشكون أعراض "كوفيد-19".

وكذلك يمكن للأشخاص الموجودين في المناطق ذات الرموز البريدية BS32 0  وBS32 8 و BS32 9و BS34 5و BS34 بغرض العمل، أو زيارة شخص شكلوا معه فقاعة دعم اجتماعية، الخضوع للفحوص.

منذ الساعة التاسعة صباحاً يوم الإثنين الماضي، تجري مراكز ميدانية عدة اختبارات فورية طارئة من طريق خدمة السيارات داخل المرائب، في "ستوك غيفورد بارك واي بارك آند رايد" Stoke Gifford Parkway Park & Ride ، و"ذا مول كوتش بارك" The Mall Coach Park في "ذا مول كريبس كوزواي" The Mall Cribs Causeway.

وفي هذا الصدد، ذكرت مديرة "الصحة العامة" في مجلس جنوب "غلوسترشاير"، سارة بلاكمور، "نحن حريصون على أن يشارك جميع سكان جنوب "غلوسترشاير" في مناطق الرمز البريدي المحددة في اختبارات الكشف هذه، مما يساعدنا في رصد الحالات الموجبة واللجوء إلى العزل الذاتي الفوري، ويسهم تالياً في كسر سلسلة انتقال العدوى".

وأضافت، "ندرك التحدي الذي يواجهه السكان، والمتمثل في الخضوع لبرنامج اختبارات إضافي آخر، ونود أن نتقدم إليكم بالشكر سلفاً لصبركم ودعمكم، بينما نواصل العمل معاً في سبيل حماية مجتمعاتنا من "كوفيد-19".

ووفق كلماتها الختامية، "نتعاون مع شركائنا في قطاع الصحة المحليين والإقليميين، "هيئة الصحة العامة في إنجلترا" و"نظام الاختبار والتتبع إن أتش أس" الذي وضعته هيئة "خدمات الصحة الوطنية" NHS Test and Trace، من أجل النهوض بهذه الاستجابة السريعة والآمنة والمنسقة، مع إجراء اختبارات مجتمعية معززة في المناطق التي اُكتشف فيها المتحور البرازيلي، والأرجاء المحيطة بها".

واستطراداً، تأتي الاختبارات الطارئة الفورية المتعلقة بكورونا كإضافة إلى الفحوص التي يلجأ إليها من تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس، وكذلك الاختبارات السريعة التي يخضع لها العمال الأساسيون ممن لا يشكون أعراضاً.

(أسهمت "برس أسوسييشن" في إعداد التقرير)

© The Independent

المزيد من دوليات