وصل مواطنان أميركيان متهمان بمساعدة رئيس شركة "نيسان" السابق كارلوس غصن في عملية هروبه من اليابان، إلى طوكيو الثلاثاء، الثاني من مارس (آذار)، بعدما خسرا دعوى أقاماها أمام القضاء لمنع السلطات الأميركية من تسليمهما إلى السلطات اليابانية، كما قالت وسائل إعلام محلية.
ويعتقد أن العضو السابق في القوات الأميركية الخاصة مايكل تايلور ونجله بيتر وشريكهما الثالث وهو لبناني، ساعدوا في تهريب غصن من أوساكا في غرب اليابان إلى لبنان بعدما وضعوه داخل صندوق كبير أسود يشبه الصناديق المستخدمة لنقل الآلات الموسيقية، ونقلوه عبر مطار أوساكا إلى مطار أتاتورك في اسطنبول ومنه إلى مطار بيروت، في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
وما زال اللبناني، وهو من عائلة "الزايك" طليقاً ومتوارياً عن الأنظار.
وهبط المتّهمان في مطار ناريتا خارج طوكيو على أن ينقلا إلى مركز احتجاز بعد تخليص أوراق الهجرة وإجراء اختبار "كوفيد-19"، وفق ما ذكرت التقارير.
معركة قضائية
وقال محامي تايلور وابنه، إن ممثلي ادعاء يابانيين تسلموا موكليه، الاثنين، الأول من مارس، لترحيلهما من الولايات المتحدة.
جاء ذلك في أعقاب معركة قضائية استمرت أشهراً، وخاضها محامو تايلور، وهو من المحاربين القدامى في القوات الخاصة بالجيش الأميركي، وابنه بيتر تايلور لتفادي نقلهما إلى اليابان لمواجهة اتهامات بمساعدة غصن، الذي كان محتجزاً في انتظار محاكمته بتهم مالية، على الفرار من اليابان في صندوق.
وكانت المحكمة العليا الأميركية قد مهدت الطريق الشهر الماضي لتسليم الرجلين اللذين ظلا محتجزين في الولايات المتحدة منذ إلقاء القبض عليهما في مايو (أيار)، وأكد محاميهما بول كيلي أنهما في الطريق إلى اليابان على متن رحلة أقلعت من بوسطن، وقال في بيان "هذا يوم حزين للأسرة ولكل من يعتقدون أن المحاربين القدامى يستحقون معاملة أفضل من وطنهم".
وامتنعت وزارتا العدل والخارجية في الولايات المتحدة عن التعليق، كما أحجم مكتب ممثلي الادعاء العام في منطقة طوكيو، الذي سيتولى القضية، عن التعليق أيضاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الفرار من اليابان
ولن يتم توجيه اتهامات للرجلين على الفور، لكن ستوجه إليهما اتهامات على الأرجح عند انتهاء التحقيقات التي ستبدأ لدى وصولهما إلى اليابان، ولم يكشف مدعون يابانيون عن الموقع الذي سيتم فيه احتجاز الرجلين، ومن الممكن إيداعهما مركز الاحتجاز في طوكيو، الذي كان غصن محتجزاً فيه بعد إلقاء القبض عليه.
ويشتبه بأن تايلور وابنه ساعدا غصن على الفرار من اليابان يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) 2019 مختبئاً في صندوق على متن طائرة خاصة قبل أن يصل إلى لبنان الذي قضى فيه طفولته، والذي لم يبرم معاهدة لتسليم المطلوبين مع اليابان.
وكان غصن محتجزاً في انتظار محاكمته لاتهامات بمخالفات مالية من بينها عدم الإفصاح الكامل عن راتبه في البيانات المالية لـ"نيسان"، والتربح على حساب الشركة عبر مدفوعات لشركات لتجارة السيارات، وينفي غصن ارتكاب أي مخالفة.
1.3 مليون دولار
وقال ممثلو ادعاء إن مايكل تايلور (60 عاماً)، الذي يعمل أخصائياً في مجال الأمن الخاص، وابنه بيتر (27 عاماً)، تلقيا 1.3 مليون دولار مقابل مساعدة غصن على الهرب.
وبمساعدة مجموعة من المحامين البارزين وجماعات الضغط، أطلق تايلور وابنه حملة استمرت أشهراً في المحاكم ووسائل الإعلام ووزارة الخارجية والبيت الأبيض للمطالبة بعدم تسليمهما.
20 يوماً
وبموجب القانون الياباني يمكن احتجاز المشتبه فيهم لمدة تصل إلى 20 يوماً قبل توجيه الاتهام أو إطلاق السراح، ولا يسمح لمحاميهم بحضور الاستجواب أمام ممثلي الادعاء، وعند توجيه الاتهام، غالباً ما ترفض المحاكم إطلاق سراح المتهمين بكفالة.