Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غوتيريش محبط من نتائج مؤتمر اليمن للمانحين

سعى الأمين العام للأمم المتحدة إلى تأمين 3.85 مليار دولار إلا أنه لم يجمع سوى 1.7 مليار

بهدف احتواء أسوأ مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، عُقد مؤتمر المانحين لليمن 2021 على أمل تلقي دعم سخي من المجتمع الدولي يرفع من قدرات جهود الإغاثة، إلا أن النتائج أتت مخيبة للآمال، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

فمع تضخّم الأزمة الإنسانية جراء التصعيد الأخير على محافظة مأرب من قبل الحوثيين، كان المسؤول الأممي يأمل في أن يسفر المؤتمر الذي دعيت إليه 100 حكومة ووجهة مانحة لجمع 3.85 مليار دولار، بحسب تقدير الأمم المتحدة للاستحقاقات الإنسانية الطارئة في البلد العربي، إلا أنه فشل في جمع نصفه.

إذ تؤثر المعارك الدائرة في مأرب في الحالة الإنسانية لأنها ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا خلال أعوام الحرب التي اندلعت في عام 2014، من مناطقهم إليها، كونها أكثر الأراضي الشمالية استقراراً.

وكما تشير الحكومة إلى أن مخيمات المحافظة التي تُقدَّر بنحو 139 مخيماً، استقبلت نحو 202 مليون شخص من بين 303 ملايين نازح في أنحاء اليمين.

فشل المؤتمر "عقوبة بالإعدام"

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى إن الوضع الإنساني في اليمن أسوأ من أي وقت مضى، بخاصة مع تراجع تمويل جهود الإغاثة عن العام الماضي الذي حصد في حينها 1.9 مليار دولار.

وعلّق غوتيريش في ختام التجمع، قائلاً إن "قيمة التعهدات المالية المقدَمة مخيبة للأمل، وصلت إلى 1.7 مليارات دولار فقط، هذه عقوبة بالإعدام لليمنيين". وأضاف "بالنسبة لمعظم الناس هناك، أصبحت الحياة في اليمن الآن لا تُطاق، وتمثّل الطفولة نوعاً خاصاً من الجحيم، هذه الحرب تبتلع جيلاً كاملاً".

وحذر الأمين العام من مصير سيّء ينتظر نصف السكان "سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليوناً الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني يموتون جوعاً بالفعل في ظروف تشبه المجاعة".

كذلك، تحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت جرّاء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة بنسبة 22 في المئة عن العام 2020.

وأدّى نقص التمويل في 2020 إلى وقف 15 من 41 برنامجاً إنسانياً رئيسياً في اليمن، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما تراجعت نسبة توزيع المواد الغذائية وأُوقفت الخدمات الصحية في أكثر من 300 مرفق صحي.

المعاناة مستمرة حتى إيجاد حل سياسي

كذلك فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي تعهد بتقديم 191 مليون دولار في المؤتمر، لم يبدِ تفاؤله في أن تضع هذه المساعدة حداً للمعاناة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذ أكد أن المعاناة لن تتوقف حتى يتم إيجاد "حل سياسي بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً"، مضيفاً أن "المساعدات وحدها لن تنهي الصراع، لا يمكننا إنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن إلا بإنهاء الحرب، ولذا فإن الولايات المتحدة تعيد تنشيط جهودها الدبلوماسية".

وقال بلينكن إن على الحوثيين "وقف هجومهم على مأرب والانضمام إلى السعوديين والحكومة في اليمن في اتخاذ خطوات بناءة نحو السلام".

كيف وصلت المعاناة الإنسانية إلى هنا؟

مع أن أزمة النازحين الأخيرة مرتبطة بالتصعيد الحوثي خلال الأسابيع الماضية، إلا أنها تملك امتداداً من فترة سبقت حتى اندلاع الحرب اليمنية الحالية في 2015.

فبالنظر إلى محطات الأزمة، يمكن تأريخ بداية النزوح ببداية الصدامات العسكرية في الثامن من يوليو (تموز) 2014، عندما سيطر المتمردون الحوثيون على عمران، القريبة من صنعاء بعد معارك مع القوات الحكومية، لتبدأ بعدها رحلة الهروب من الاقتتال.

وبعد ذلك شن الحوثيون انطلاقاً من معقلهم في صعدة هجوماً كاسحاً باتجاه صنعاء ودخلوها في 21 سبتمبر، بعد سيطرتهم على معظم مراكز نفوذ القوى التقليدية في شمال اليمن.

وفرض الحوثيون سيطرتهم على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر غرباً في 14 أكتوبر (تشرين الأول).

في 20 يناير (كانون الثاني) 2015، استولوا على القصر الرئاسي في صنعاء وحاصروا منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فرّ إلى عدن.

في 26 مارس (آذار) 2015، نفّذ تحالف تقوده السعودية ضربات جوية على مواقع للمتمردين الحوثيين، في محاولة لوقف تقدمهم. ووفرت واشنطن الدعم اللوجستي والاستخباراتي.

وعزّز التحالف قوته الجوية بمئات من عناصر القوات البرية، وبحلول منتصف أغسطس (آب) 2015 استعادت القوات الموالية خمس محافظات جنوبية.

وفي يوليو، أعلنت حكومة هادي استعادة محافظة عدن، في أول انتصار تحققه منذ تدخل التحالف، وأصبحت عدن العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دولياً.

وفي أكتوبر، استعادت القوات الحكومية السيطرة على مضيق باب المندب، أحد أبرز ممرات الملاحة في العالم.

في 13 يونيو (حزيران) 2018، بدأت القوات الموالية للحكومة اليمنية بإسناد من التحالف الذي تقوده السعودية، هجوماً على المتمرّدين في الحُديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن.

وفي 13 ديسمبر (كانون الأول)، أعلن غوتيريش سلسلة اتفاقات تمّ التوصل إليها بين الجانبين بعد محادثات سلام في السويد، من بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، لكن اشتباكات عنيفة بين المتمردين والجنود الموالين للحكومة اندلعت منتصف يناير 2020 جنوب مدينة الحديدة.

واستمرت الاشتباكات وصولاً إلى أعنف فصولها في 8 فبراير (شباط) 2021، عندما استأنف المتمردون هجومهم على مأرب، آخر معقل للسلطة في شمال البلاد لتتسبب بمئات القتلى يومياً ما عمّق الأزمة الإنسانية وتسبب في تشريد النازحين إلى مأرب التي كانت أكثر مناطق الشمال استقراراً.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي