Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بيل غيتس يزيح أوباما عن رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعا

أمزجة القراء الألمان تترواح بين السياسة والبيئة والروايات الخيالية

بيل غيتس الأكثر مبيعاً (غيتي)

بعد أيام قليلة من صدور كتابه "كيف نتجنب الكارثة المناخية؟" احتل الملياردير الأميركي بيل غيتس قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، مزيحاً هنا في ألمانيا كتاب "الأرض الموعودة" للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.

الكتاب الجديد لمؤسس شركة "مايكروسوفت" العملاقة للبرمجيات صدر في لغته الأصلية في 16 فبراير (شباط) من هذا العام، وصدرت ترجمته باللغات الأخرى في الوقت نفسه. وسرعان ما ورد في رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك قائمة الكتب، غير الروائية، الأكثر مبيعاً في ألمانيا أيضاً. والكتاب الذي أصدرت ترجمته دار "بيبر" الألمانية في 320 صفحة صدرت طبعته الثانية بعد أيام من نفاد طبعته الأولى باللغة الألمانية بترجمة كارستين بيترزين وهانس بيتر ريملر.

وأشارت دار النشر إلى أن بيل غيتس يقدم في "هذا الكتاب الموثوق خطة بعيدة المدى وعملية، ويمكن تحقيقها، في كيفية خفض العالم لانبعاث غازات الاحتباس الحراري إلى الصفر في الوقت المناسب، لمنع حدوث الكارثة المناخية".

ويعد هذا الكتاب محل ثقة في الموضوعات التي يعالجها، لأن بيل غيتس، إضافة إلى شهرته العالمية وثروته الهائلة التي حققها مع "مايكروسوفت"، يعمل منذ سنوات على تحسين الرعاية الصحية في جميع أنحاء الكرة الأرضية. وكان غيتس قد أطلق مع مجموعة من الأغنياء خلال مفاوضات باريس المناخية في عام 2015 مبادرة "بريكثرو إنرجي"؛ وهو صندوق رأس مال استثماري يرتبط بمجموعات ضغط وبحثية من أجل تحسين المناخ. وكان عمل لعقد من الزمن مع متخصصين في الفيزياء والكيمياء والبيولوجية والهندسة والعلوم السياسية ومتخصصين في المال، في أبحاث تركز على ما يجب القيام به لمنع حدوث الكارثة البيئية التي تنتظر كوكبنا. ويشرح في هذا الكتاب ليس فقط سبب حاجتنا كبشر للعمل على تخفيض انبعاث غازات الاحتباس الحراري، بل كذلك الطرق والأشياء المحددة التي نحتاج إليها للوصول إلى هذا الهدف.

مسؤولية الجميع

يصف بيل غيتس برؤية واضحة التحديات التي نواجهها، استناداً لفهمه للابتكار، وتقديم أفكار جديدة، وكذلك يصف المجالات التي تساعد فيها التكنولوجيا بالفعل في تقليل الانبعاث، وأين وكيف يمكن جعل التكنولوجيا الحديثة أكثر فاعلية، في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى تقنيات متطورة ومعرفة كيفية العمل مع وعلى هذه الابتكارات. الخطة العملية التي يقدمها بيل غيتس لا تذهب فحسب إلى السياسات التي يجب على الحكومات اتخاذها لكي تتفادى الكارثة، بل تظهر كذلك ما يمكننا فعله كأفراد لمساعدة ومساءلة حكوماتنا وأرباب عملنا وأنفسنا في هذا المسعى الحاسم.

 

ويوضح بيل غيتس في كتابه هذا أن هدف انعدام الانبعاث لن يكون سهل التحقق، ولكن "إذا اتبعنا الخطة التي وضعناها فسيكون الهدف قابلاً للتحقق"، بمعنى أننا إذا تركنا الأمور تجري كما هي الآن، من دون تدخل منا كأفراد ومؤسسات ومراكز أبحاث وحكومات، فإن الكارثة المناخية تنتظرنا بالتأكيد، وبأن الخطة التي وضعت تجعل الحل في متناول الأيدي.

في هذا الكتاب تعتمد مقاربة غيتس وتركز على التكنولوجيا من أجل فهم الأزمة المناخية وفهم أبعاد خطورة الموقف. وتبدأ تلك المقاربة بما يصدره البشر من الغازات الدفيئة سنوياً، والتي يقدرها غيتس بـ51 مليون طن. ويقسم بعد ذلك التلوث البيئي إلى قطاعات (مثل الكهرباء والصناعات والزراعة والنقل...)، وفق حجم أثرها المناخي. ويقدم "أطروحة" تناسب طبقات القراء العاديين والباحثين المختصين.

مزاحمة شديدة

قبل صدور هذا الكتاب الشيق لبيل غيتس لم يزحزح كتاب آخر كتاب "الأرض الموعودة" للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، والذي صدر في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. وكتاب "الأرض الموعودة" هو المجلد الأول من أصل مجلدين سيضمان مذكرات أوباما. وكان هذا الجزء قد احتل قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في ألمانيا، وفق قائمة مؤسسة شبيغل الشهيرة، حتى صدور كتاب بيل غيتس، وهذا يعني أن كتاب أوباما بقي في صدارة تلك القائمة لمدة 14 أسبوعاً، ولكن هذا لا يعني خروج "الأرض الموعودة" من القائمة، بل هو يحتل المركز الثاني خلف كتاب بيل غيتس.

الترجمة الألمانية لمذكرات أوباما صدرت عن دار "بنغوين" بالتزامن كذلك مع صدور النسخة الأميركية، في شهر نوفمبر الماضي، في أكثر من ألف صفحة. وقد صدر الكتاب أيضاً بـ24 لغة عالمية. بينما سيصدر هذا المجلد، الذي ينتهي بأحداث مقتل أسامة بن لادن في عام 2011، باللغة العربية عن دار "هاشيت أنطوان للنشر" في ربيع هذا العام بعد شهر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما قائمة كتب الخيال (وتضم الروايات والقصص بأنواعها) فيتصدرها لـ14 أسبوعاً متتالياً كتاب "الذراع التاسعة للأخطبوط" لرجل الأعمال الألماني ديرك روسمان (1946)، والذي يتناول سردياً، ويا للمصادفة، عن تغيير المناخ والكارثة التي لا يمكن تصور أبعادها.

أما المجموعة القصصية للكاتب الياباني الشهير هاروكي موراكامي "الشخص المفرد الأول"، وهي صيغة من صيغ القواعد اللغوية، وتعني أنا أو المتكلم، فإنها ارتفعت إلى المركز الثالث في القائمة، وما زالت في القائمة لأربعة أسابيع متتالية، بعد صدورها بالألمانية عن دار "دومونت" (الناشر الحصري لأعمال موراكامي) في يناير (كانون الثاني) 2021.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة