Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البطريرك الراعي للبنانيين: لا تسكتوا... نواجه حالة انقلابية

دعا إلى حياد البلاد وتحرير الدولة من "كل ما يعوق سلطتها وأدائها" وحصر السلاح بيدها وحدها

على وقع الهتافات المناهضة لإيران و"حزب الله"، ألقى البطريرك اللبناني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خطاباً حاداً أمام حشود من مؤيدي طرحه بعقد مؤتمر دولي لمعالجة الأزمة اللبنانية، قائلاً إن لبنان يواجه "محاولة إنقلابية على كل ميادين الحياة العامة" وعلى "اتفاق الطائف" الذي أنهى الحرب الأهلية عبر تعديل نظام الحكم، ومشدّداً على ضرورة حياد لبنان "الإيجابي" وحصر السلاح والقرار السيادي بيد الدولة وحدها.

ومنذ صباح السبت 27 فبراير (شباط)، بدأت الوفود من مختلف المناطق اللبنانية بالتوجّه إلى الصرح البطريركي في بكركي، حيث رُفعت لافتات كُتب عليها "لبنان أولاً وأخيراً" و"حياد - سيادة - استقرار"، لمساندة الراعي في مواقفه الداعية لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإيجاد حلّ للأزمة اللبنانية المتفاقمة، بعدما تعرّض لحملة تخوين إثر مطالباته، لا سيما من محور "حزب الله"، الذي هدّد أمينه العام حسن نصرالله بأن "أي كلام عن قرار دولي تحت الفصل السابع، هو دعوة إلى الحرب"، رافضاً "أي شكل من أشكال التدويل" وواضعاً إياه في إطار "الخطر على لبنان ومستقبله".

"نواجه حالة انقلابية"

وفي خطابه، أكّد الراعي "أننا طالبنا بالمؤتمر الدولي لأن كل ما طرحناه رُفض لتسقط الدولة ويتم الاستيلاء على السلطة. نحن نواجه حالة انقلابية بكل ما للكلمة من معنى على المجتمع اللبناني ولكل ما يمثل وطننا من حالة حضارية في هذا الشرق، والانقلاب الأول كان على الميثاق الوطني واتفاق الطائف الذي لم يطبّق كاملاً حتى اليوم". وشدّد على أنه لو تمكّنت القوى السياسية اللبنانية من "إجراء حوار مسؤول لما طالبنا بتاتاً بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يساعدنا على حل العقد التي تشلّ المؤسسات الدستورية". وأضاف، "السياسيون المعنيون لم يكن لديهم الجرأة للجلوس إلى طاولة واحدة لحل أمور الوطن، وتركوا الدولة تنهار والشعب يجوع ويقهر، وهذا لن نقبل به بأي شكل".

وعن مطالبه من المؤتمر الدولي، قال البطريرك إنه يريد منه "تثبيت الكيان اللبناني المُعرّض جدّياً للخطر وأن يعيد تثبيت حدوده الدولية" وأن "يجدّد دعم النظام الديمقراطي، وإعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الانقسامات بل يتأسّس على قوة التوازن لا على موازين القوى التي تنذر بالحروب"، وبوضع خطة لمنع التوطين الفلسطيني وإعادة النازحين السوريين إلى ديارهم بأمان.

حصر السلاح بيد الدولة

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما طالب الراعي المؤتمر الدولي الذي يدعو إلى عقده، بـ"تنفيذ القرارات الدولية بشأن لبنان بما يسمح للدولة اللبنانية أن تبسط سلطتها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية من دون شراكة أو منافسة"، وأن "يوفّر الدعم للجيش اللبناني ليكون الوحيد القادر على الدفاع عن لبنان واستعادة القدرات الموجودة لدى الشعب من خلال نظام دفاعي يمسك بقرار الحرب والسلم"، في إشارة واضحة إلى سلاح "حزب الله" الخارج عن سيطرة الدولة والمدعوم من إيران.

وفي هذا السياق، ردّد الموجودون في الصرح البطريركي شعارات شملت "إيه ويلا إيران طلعي برا"، و "حزب الله إرهابي"، و"ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني" و"إرحل إرحل ميشال عون" في إشارة إلى رئيس الجمهورية، فضلاً عن "الشعب يريد إسقاط النظام".

وأكّد الراعي أن "ما نطرحه اليوم لتجديد وجودنا الحر السيد المستقل المستقر ولإحياء الدولة المبعثرة والمعطلة والمصادرة"، مضيفاً "حرّرنا الأرض فلنحرّرها من كل ما يعوق سلطتها وأدائها"، وقائلاً إنه "لا توجد دولتان أو دول على أرض واحدة ولا جيشان أو جيوش على أرض واحدة ولا شعبان أو شعوب في وطن واحد، وأي تلاعب بهذه الثوابت يهدد وحدة الدولة". 

دعوة إلى عدم السكوت

وقال البطريرك إن طرحه هو مشروع حل لكل لبنان، مشدّداً على أن "أي تطوير للنظام لا يجوز أن يكون على حساب ما اتفقنا عليه منذ تأسيس دولة لبنان"، ومشيراً إلى أن "التطوير لا يعني النقض بل التحسين ولا يعني إلغاء المواثيق الدستورية بل توضيح الملتبس فيها لتتكامل السلطات".

ودعا الراعي اللبنانيين إلى عدم السكوت عن "تعدّد الولاءات والفساد وسلب أموالكم والحدود السائبة وخرق أجوائنا، ولا عن فشل الطبقة السياسية والخيارات الخاطئة والانحياز وفوضى تحقيق انفجار المرفأ وتسييس القضاء، ولا عن السلاح غير الشرعي وغير اللبناني، ولا عن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين وتوطين الفلسطينيين ودمج النازحين، ولا عن مصادرة القرار الوطني والانقلاب على الدولة والنظام"، مضيفاً "لا تسكتوا عن عدم تأليف الحكومة وعدم إجراء الإصلاحات".

وفي كلمته، شدّد الراعي على ضرورة حل المشاكل بالحوار والتفاوض، وعلى أهمية الحفاظ على دور لبنان الرسالة والتعايش بين جميع أبنائه.

المزيد من العالم العربي