Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صدام حسين كما رأته ثاتشر أثناء غزو الكويت: هتلر آخر

وصفته بأنه ديكتاتور مستبد وفق وثائق رفعت عنها السرية

 لعبت رئيسة الوزراء البريطانية دورا حيويا لتحريك المجتمع الدولي لرفض احتلال الكويت (غيتي)

شبهت مارغريت ثاتشر صدام حسين بأدولف هتلر بعد غزو الديكتاتور العراقي الكويت، بحسب وثائق سرية تعود إلى بداية حرب الخليج الثانية. وآنذاك، اتفقت رئيسة الوزراء المحافظة ووزير خارجيتها في مجلس خاص على أن حسين "يتصرف مثل هتلر" في عام 1990، بعد الهجوم الذي شنه جيشه على الدولة المجاورة.

وبعد مرور ثلاثين عاماً على عملية "عاصفة الصحراء"، التي صادف الأسبوع الماضي الذكرى الثلاثين على انتهائها، تلقي الوثائق التي نشرت للمرة الأولى في 2017، الضوء على رأي رئيسة الوزراء في حسين، إذ اعتبرته "ديكتاتوراً أنانياً ومستبداً" انخرط في "حرب نفسية".  

وتذكيراً، لاقى الاعتداء على الكويت، آنذاك، إدانة دولية، وفرض مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة عقوبات اقتصادية فورية على العراق بسبب ذلك. وأدى الغزو الذي شنه حسين إلى اندلاع "حرب الخليج الثانية" التي حرر فيها تحالف تقوده الولايات المتحدة، الكويت في 1991.

وبالاسترجاع، أرسلت كارولاين سلوكوك، السكرتيرة الخاصة في "داونينغ ستريت" [مقر رئاسة الوزراء]، مذكرة إلى المساعد في وزارة الخارجية سايمون غاس في 19 أغسطس (آب) 1990، شرحت فيها بالتفصيل مجريات الحديث الخاص الذي دار بين السيدة ثاتشر ودوغلاس هيرد حول تطورات الوضع العسكري في الليلة السابقة.

وجاء في مذكرة السيدة سلوكوك "توافقت رئيسة الوزراء ووزير الخارجية على أنه بات من المرجح جداً أن يحتجز المواطنون الأجانب في المنشآت الرئيسة".

وأضافت "يتصرف صدام حسين مثل هتلر، ويستخدم الحرب النفسية. وقد يكون هدفه فعلياً التحريض على عمل عدواني". وشددت رئيسة الوزراء على أهمية أن "تدرس المملكة المتحدة جيداً الخطط التي يستخدمها في الحرب النفسية، والرد بطريقة مناسبة".

كذلك كشفت المذكرة وصف الزميلان [ثاتشر وهيرد] حسين بأنه "ديكتاتور أناني ومستبد" في إشارة إلى الحرب الإيرانية - العراقية التي استمرت ثمانية أعوام، وأوقعت مئات آلاف القتلى. وفي السياق نفسه، كشفت ملفات من مرحلة سبقت "حرب الخليج الثانية" عن أن وزيراً للشؤون الخارجية نصح السيدة ثاتشر بعدم إطلاق حملة دعائية ضد حسين، لأن هذه الخطوة ستؤدي إلى طرح أسئلة حول سبب بيع المملكة المتحدة أسلحة إلى العراق على الرغم من الفظائع التي ارتكبها [صدام حسين] خلال حكمه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك كتب وزير الدولة للشؤون الخارجية، ويليام وولدغرايف، إلى رئيسة الوزراء "كلما صرحت الحكومة عن الفظائع التي يرتكبها صدام، سيتزايد طرح السؤال عن سبب مواصلة التعامل معه تجارياً طيلة هذه الفترة".

في ذلك الصدد، تظهر الوثائق التي وضعت قيد السرية في وقت سابق وحفظت داخل "الأرشيف الوطني" في "كيو" [منطقة في لندن]، أن السيدة ثاتشر وخلفها جون ميجور، تباحثا في موضوع "حرب الخليج الثانية" في وقت لاحق من ذلك العام.

وآنذاك، وجه السيد ميجور رسالة إلى رئيسة الوزراء ثاتشر السابقة في اليوم التالي لعيد الميلاد في 1990، بعد شهر من توليه رئاسة الوزراء خلفاً لها، مشيراً إلى أنه يود "أن أتشارك معك الرأي السائد في شأن الخليج".

واستطرد رئيس الوزراء "لا شك (لديه) أبداً" في أن أفعال الديكتاتور العراقي "لا تغتفر"، وعلى المملكة المتحدة "عدم التهرب من" النزاع.

وفي سياق متصل، تبين السجلات أن الزعيمين المحافظين [ثاتشر وميجور] التقيا في يناير (كانون الثاني) 1991، قبل فترة وجيزة من بدء القتال في إطار عملية "عاصفة الصحراء"، لمناقشة الوضع.

كذلك كشفت رسالة السيد ميجور في ديسمبر (كانون الأول) عن اعتقاده أن عدم إخراج الجيش العراقي من الكويت سيخلق "مجداً لصدام حسين، وخطراً على الدول الصغيرة، ويزيد خطورة صدام في مرحلة لاحقة، إضافة لكون ذلك خسارة كبيرة لموقع الولايات المتحدة وموقعنا"، مشدداً على أن "أياً من هذه المخاطر ليس جذاباً".

وتذكيراً، لقد شاركت 35 دولة في التحالف الذي شن حرباً على العراق، وقد شكل ذلك أكبر تحالف عسكري منذ الحرب العالمية الثانية.

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات