Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مغادرة ميغان وهاري تعود بالفائدة عليهما وعلى العائلة المالكة

الخطوة مضرة للطرفين على الأمد القصير ولكنها أفضل على الأرجح على الأمد البعيد، كما يكتب هاميش ماكراي

تشير تقارير إلى أن الأمير ويليام شعر بالحزن والصدمة من تصرف ميغان وهاري مع الملكة (غيتي)  

قد يتبين أن الشرخ بين ميغان وهاري من ناحية والعائلة المالكة من الناحية الأخرى خبر جيد للطرفين، بعد الانفصال الذي يبدو قاسياً في الوقت الحالي. فهو مضر للطرفين على الأمد القصير، ولكنه على الأرجح أفضل الحلول على الأمد البعيد.

وهذا ما لا يحق لنا تقريباً قوله [تناوله] لأن هذه الشروخ العائلية لا محالة مؤلمة. لكن هذا الكلام لا يستخف بها. سوف نعلم أكثر من خلال المقابلة مع أوبرا وينفري. لكن فلنبتعد عن عناوين الصحف وننظر إلى مصالح الطرفين على الأمد البعيد. إن الكلمة الأساسية هنا هي "خدمة" بترجماتها المختلفة التي ظهرت من خلال التبادل الذي حصل مؤخرا.

بالنسبة للعائلة المالكة، ما يعنيه ذلك هو خدمة البلد بالطريقة التقليدية: يقوم أفراد العائلة بمهام مدنية، ليس داخل المملكة المتحدة فحسب، إنما حول العالم في دول الكومنولث. أما بالنسبة للفريق الأميركي الذي يضم ميغان وهاري، فيعني ذلك الانشغال المناسب بقضايا مثل البيئة ودعم القضايا المحقة التي تدعمها النخبة في هوليوود. 

وأشارت التقارير إلى أن الأمير ويليام شعر بالحزن والصدمة من تصرف ميغان وهاري مع الملكة. لكن على الرغم من كل الغضب المزعوم، فقد يستفيد الطرفان من هذا الموضوع.

هذه قصة عائلة ولكنها قصة تجارية كذلك. فكروا في العائلة المالكة باعتبارها شركة عائلية، ومع أنها غير عادية أبداً، فهي شركة في كل الأحوال. هي إحدى العلامات التجارية العالمية الضخمة، كما أثبت "نتفليكس" مع نجاح مسلسل "العرش" The Crown.

إن الملكية هي المدماك الأساسي للعلامة التجارية، لكن فيما يستطيع الجانب البريطاني من الشركة أن يستغل الفرص التي تفتحها له تجارياً- مثل علامة "داتشي أوريجينالز" Duchy Originals الغذائية، لا يمكنه أن يتحكم بطريقة تقديم العلامة هذه للعالم. فدوره هو الخدمة، خدمة البلاد والكومنولث. وقد أنجزت الملكة هذه المهمة على أتم وجه، مع أنها، كما تشير في المجالس الخاصة، لم تختر أن تؤدي هذه الوظيفة. ويعمل أعضاء العائلة الآخرون في الشركة كذلك، فينجحون أحياناً، وقد لا يحالفهم الحظ كثيراً في أحيان أخرى. وسوف أتناول مشكلة الأداء الضعيف بعد قليل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعمل كل من ميغان وهاري على تأسيس شركة مستقلة. لكن يجب أن تستند إلى العلامة الأساسية، وعليها بالتالي أن تشدد على مفهوم الخدمة، ومن هنا جاءت عبارة "الخدمة عالمية" service is universal في بيان الرد الذي نشراه. إن الولايات المتحدة سوق أكبر لهذه الأمور، ومن المنطقي من الناحية العملية وجود فرع أميركي. رفضت أميركا النظام الملكي [البريطانية] إلى حد بعيد في عام 1776 لكن العديد من الأميركيين معجبون، كما هو واضح، بالمفهوم أو مفتونون بمظاهره على الأقل.

والمشكلة مع كل الشركات الفرعية الأجنبية هي درجة السيطرة التي يجب أن يفرضها عليها المقر الرئيس. فإن كانت شديدة جداً، تختنق الشركة. وإن كانت رخوة جداً، قد تتورط الفروع في مشاكل كثيرة. (ومن الأمثلة على المشكلة الأولى فشل شركة "تيسكو" في الولايات المتحدة؛ وعلى المشكلة الثانية الفوضى التي تورطت فيها "بريتيش تيليكوم" في إيطاليا).

ترى الملكة، ورؤيتها تتسم بالحكمة، أن على مؤسسة "ساسيكس"  the Sussex enterprise أن تكون مستقلة كلياً، أي أن تكون شركة متحدرة من العلامة الأم وليست فرعاً لها. ولا يمكن أن تخضع حتى لسيطرة خفيفة، الأفضل أن يكون الانفصال واضحاً وصريحاً. بهذه الطريقة، تتمتع ميغان بالحرية. هي تفهم طريقة عمل قطاع الترفيه الأميركي وتتلقى مشورة سديدة. بعض الخلاف مع مقر لندن المتعجرف أمر إيجابي على الأرجح بالنسبة للجمهور الأميركي. هذه فرصة لتأسيس عمل تجاري يدر المال ويُثمن بمليار دولار أميركي وإطلاقه مع أوبرا مثالي. بدل الاكتفاء بعائلات ملكية مزيفة، أصبح في هوليوود عائلة ملكية حقيقية. 

لو نجح الأمر، سيكون مذهلاً بالنسبة لميغان وهاري. وسيعود كذلك بالفائدة على العائلة الملكية البريطانية، إذ سوف يضفي طابعاً إنسانياً على مفهوم الملكية برمته. لا بد أن يكون أي شيء يحسن سمعة الملكية إيجابياً. كل ما يضع هاري الذي يتصرف بحرية في تعارض مع ويليام المستقيم لا بد أن يكون جيداً، كذلك.

لكن لنفترض أن مؤسسة كاليفورنيا لم تنجح، لأي سبب من الأسباب، فماذا حينها؟ بسبب استقلاليتها التامة، الضرر محدود. غالباً ما يقام أوجه الشبه بين ما حدث مع هاري وتنازل إدوارد الثامن عن العرش في عام 1936. لكن ما يجري الآن ليس أبداً بجدية ذلك الوضع. فهاري ليس ملكاً، وهو يحتل موقعاً بعيداً جداً في تراتبية ورثة العرش.

فالمقارنة أوضح بكثير في حال الإخوة الأصغر للملكة أو لولي العهد. عانت الأميرة مارغريت كثيراً كي تتقبل فكرة تبوأ أختها العرش وحيازتها منصب الملكة. ولا شك في أن الأمير آندرو وجد دوره كأخ للأمير تشارلز الصغير صعباً، ولا نعرف مدى الضرر الذي سيحدثه ارتباطه بجيفري ابستين.

ما زال هاري أميراً، وسيظل بطبيعة الحال سفيراً للملكية. ولذا، لا يزال في الخدمة. وإن نجح الفرع الأميركي، كما يجب أن نأمل جميعاً، سوف ينال الثناء الذي يستحقه. وإن فشل الأمر، فالضرر محدود.

من الناحية الإنسانية، هذا ليس سهلاً، لكن فكروا في المسألة قليلاً. فمن الناحية العملية التجارية، المسألة منطقية للغاية ولها ما يبررها.

© The Independent

المزيد من آراء