Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع عدد وفيات المشردين في بريطانيا في 2020

على الرغم من النجاح الواضح لخطة الحكومة تأمين إقامةٍ طارئة للأفراد الذين ينامون في العراء، سُجلت في العام الماضي نحو 1000 حالة وفاة في أوساطهم بمختلف أنحاء المملكة المتحدة

ارتفعت نسبة وفيات المتشردين في المملكة المتحدة 37 في المئة (غيتي)

تبين من نتائج بحث جديد أجري في المملكة المتحدة، أن عدد الوفيات بين المشردين في بريطانيا ارتفع بأكثر من الثلث في عام 2020. وقد دعا ناشطون الحكومة إلى زيادة استثماراتها في المساكن العامة التي توفرها المجالس المحلية لذوي الدخل المحدود، وكذلك خدمات الدعم المحلية.

وفي هذا الإطار سجل "متحف التشرد" The Museum of Homelessness MoH   (مؤسسة تدعم العدالة الاجتماعية أنشأها ويديرها أشخاص عانوا بشكل مباشر من التشرد) وقوع 976 حالة وفاة في جميع أنحاء إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية العام الماضي، بزيادة مقدارها 37 في المئة في عدد الوفيات التي تم الإبلاغ عنها في عام 2019.

الأرقام التي تم جمعها من خلال تقديم أكثر من 300 طلب بموجب "قانون حرية الحصول على المعلومات" Freedom of Information Act البريطاني، شملت وفاة أفراد كانوا يفترشون الشوارع، أو يقيمون في أماكن سكن مؤقتة، أو يعتمدون على أقارب أو أصدقاء لهم لإيواء أنفسهم.

اللافت أن هذه المعدلات المرتفعة سُجلت على الرغم من نجاح خطة الحكومة البريطانية التي حملت عنوان "إيواء الجميع" Everyone In ، والتي أمنت إقامة طارئة في فنادق لنحو 15 ألف شخص كانوا يعيشون بلا مأوى، خلال الموجة الأولى من وباء كوفيد - 19. وأسهمت مبادرة الحكومة بحسب إحدى الدراسات، في الحؤول دون حدوث ما يُقدر بنحو 266 حالة وفاة.

ويوضح "متحف التشرد" Museum of Homelessness MoH أنه على الرغم من أن أقل من 3 في المئة من وفيات المشردين المسجلة في عام 2020، كانت تُعزى بشكلٍ مباشر إلى عدوى "كوفيد"، إلا أن خطة "إيواء الجميع" لم تتمكن من تعويض آثار سلسلة التخفيضات التي أجرتها الحكومة البريطانية على خدمات الرعاية الاجتماعية والإدمان والصحة العقلية والإسكان قبل الجائحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووجدت الدراسة التي أجراها "متحف التشرد" MoH أن 36 في المئة من الوفيات كانت مرتبطةً بحالات من الإدمان على المخدرات والكحول، في حين أن نحو 15 في المئة من الحالات كان سببها الانتحار.

ورأت جيس تورتل الشريكة المؤسسة لـ "متحف التشرد" أنه "في الوقت الذي روجت فيه الحكومة لخطة "إيواء الجميع" معتبرةً أنها تكللت بنجاح لافت، إلا أن ذلك لم يضع حداً للزيادة الهائلة في عدد الوفيات ما بين الأشخاص الذين هم بلا مأوى، وذلك على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها زملاء لنا في مختلف أنحاء البلاد، والذين لم يكفوا عن العمل يومياً وعلى مدار الساعة، من أجل الاستجابة لحالات الطوارئ".

وأضافت تورتل قائلةً إن "هذه النتائج المؤلمة تثبت كيف هز الوباء نظاماً تعرض لنحو 10 أعوام من التقشف الهائل، وكشف عن حجم التحدي الذي نواجهه الآن للتعافي. يتعين على الحكومة أن تكف عن إعادة إنتاج repackaging برامج التمويل القديمة لتقديمها بحلة أخرى تجعلها تبدو وكأنها خطط دعم جديدة، وأن تبذل مزيداً من الجهد لوضع حد لهذه الخسائر الفادحة في الأرواح".

في غضون ذلك، لم يتمكن عدد من سلطات المجالس المحلية من تأمين إسكان مناسب وطويل الأمد للمشردين، بعد انتهاء خطة "إيواء الجميع" في شهر مايو (أيار) الماضي، على الرغم من تقديم الحكومة تمويلاً بمقدار 3.2 مليون جنيه استرليني (حوالي 4.48 مليارات دولار أميركي) لكل مجلس محلي في إنجلترا.

وأشار "متحف التشرد" إلى أنه في دائرة وستمنستر (في العاصمة لندن)، تم نقل 104 أشخاص فقط مما يُقدر بنحو 306 أشخاص مشردين في المنطقة، إلى سكنٍ خاص مستأجر، أو إلى المساكن العامة التابعة للمجلس المحلي. إلا أن مجالس محلية أخرى في العاصمة اعتمدت نهجاً أكثر طموحاً لمعالجة مشكلة التشرد.

وفي هذا الإطار تسعى الآن السلطات المحلية في هارينجي Haringey شمال العاصمة البريطانية، إلى تطوير 37 وحدةً سكنية جديدة في جنوب توتنهام South Tottenham، لتوفير الأمن والدعم للذين ينامون في العراء.

النتائج التي توصل إليها "متحف التشرد" والتي نُشرت كجزءٍ من "مشروع المشرد المحتضر" Dying Homeless Project الذي وضعه المتحف (أنشئ تكريماً لذكرى الذين قضوا وهم بلا مأوى، ولمنع وفيات غير ضرورية أخرى في المستقبل)، بينت أنه يتعين على الحكومة زيادة الدعم بشكل كبير للاستثمارات طويلة الأجل في المساكن العامة وخدمات الدعم.

واعتبر أن الإنفاق الحكومي المخصص لحالات التشرد ما زال أقل بكثير من المستويات المسجلة في عام 2010، في وقت كان عدد الأشخاص المشردين أقل من نصف العدد الذين هم عليه اليوم. وبحسب أرقام مؤسسة "شلتر" Shelter الخيرية، كان يُوجد حتى ديسمبر (كانون الأول) عام 2019، نحو 280 ألف شخص بلا مأوى في إنجلترا.

أما آخر الأرقام الصادرة عن الحكومة التي جُمعت في خريف عام 2019 وتم نشرها في فبراير (شباط) عام 2020، فأكدت أن نحو4266  شخصاً ينامون في العراء في الليلة الواحدة.

"متحف التشرد" استند إلى الدراسة التي أعدها، ليناشد الحكومة فتح تحقيق وطني في وفيات المشردين في المملكة المتحدة. وفي هذا الإطار لفت مات تورتل الشريك المؤسس للمتحف، إلى أن "الأدلة تتكدس منذ أعوام. وقد وافقت الحكومة قبل نحو عامين على البدء في تسجيل الإحصاءات للمرة الأولى، لكن لم يتحقق الكثير في ما يتعلق بالنتائج".

وأضاف تورتل: "سؤالنا يكمن في الطريقة التي يمكننا من خلالها الاستفادة من هذه الدروس؟ إذ نرى أنه من أجل إحداث تغيير ما، يتعين القيام بالمزيد على المستويين المحلي والوطني. بالتالي، نعتقد أن إجراء "تحقيق وطني سري" من شأنه أن يضمن الالتزام المنشود من جانب الحكومة على المدى الطويل".

منظمة "كرايسيس" Crisis وهي جمعية خيرية وطنية تعمل على مساعدة المشردين في المملكة المتحدة، قالت إن الاستجابة على نطاق الدولة مع مسألة التشرد، أظهرت ما يمكن تحقيقه "عندما نوحد جهودنا".

وأضاف رئيسها التنفيذي جون سباركس في تصريح لصحيفة "اندبندنت": "لكن علينا أن نوضح أن غرفة الفندق ليست بمنزل، بالتالي، يتعين على حكومة المملكة المتحدة، لدى خروجنا من مرحلة الإغلاق، أن تعد خطة لمساعدة الناس على إنهاء حال التشرد بشكل كامل، ووضع تدابير من شأنها الحؤول دون فقدان منازلهم. لقد أظهرنا ما يمكن القيام به. فلننهِ مهمتنا الآن".

ورأت المؤسسة الخيرية أيضاً أنه كان يمكن تجنب حدوث عدد من الوفيات التي سجلها "متحف التشرد"، مع توسيع الحكومة نظامها المتعلق بالحماية، المستخدم في التحقيق في الوفيات، بحيث يشمل أي شخص توفي أثناء تشرده. وأضاف سباركس أن "ذلك من شأنه أن يضمن أن نتعلم من هذه الإخفاقات، وأن نتخذ إجراءات تحول دون تكرار ذلك في المستقبل".

 وذكر الرئيس التنفيذي لمنظمة "كرايسيس" أن "خلف هذه الإحصاءات يقبع أشخاص كانت لديهم حياة مختلفة، وشخصيات مختلفة، وقصص مختلفة. وينبغي ألا يُتركوا فريسةً للموت والنسيان".

وقالت أخيراً بولي نيت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "شيلتر"  Shelter لصحيفة "اندبندنت"، إنه "في الوقت الذي نتجه نحو التعافي، يتعين علينا حسم مسألة أزمة الإسكان ووضعها على رأس جدول أعمالنا. لقد حان الوقت الآن لمواجهة منحى هذا "الوضع الراهن" وبناء المنازل الاجتماعية التي نحتاج إليها، لإيواء الجميع تحت سقف آمن، وإلا فإننا نخاطر بمواجهة المزيد من حالات التشرد، وبوقوع مزيد من حوادث الوفاة التي تخلفها وراءها عدوى كوفيد - 19".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير