Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاحات كورونا عند العرب... وفرة إشاعات وشح كميات

الممانعون والمشككون والمحرمون والمؤمنون بنظريات المؤامرة والمبالغة سيكونون على الأغلب في أول الصفوف الساعية إلى تلقي الطعم

حصلت لقاحات على موافقات الجهات الصحية العربية ولم تحصل أخرى عليها (أ ف ب)

لسبب ما يتصور بعض من في الدول العربية أن مسألة اللقاحات المضادة لـ "كوفيد-19" قابلة لرفاهية النقاش والاختيار والتفنيد وأخذ فرصة للتفكير، لأن القلب غير مطمئن أو رأي الدين غير مستقر، ولسبب ما يُهيأ للبعض أن مجموعة من اللقاحات ستطرق باب البيت وتعرض على سكانه اختيار الأنسب وانتقاء الأحلى، وإن تحير أو تردد فستطرق الأبواب الأخرى من حوله، ومن ثم ستعود علهم يكونون استقروا على أي لقاح يتلقون، إن عقدوا العزم على التلقي.

تلقي اللقاح المضاد لكورونا المستجد أمر شديد التعقيد والتشابك والغموض عربياً، غموض جداول التطعيمات وتشابك أنواعها وتعقيد الحصول على معلومات ولو أولوية في شأنها يلقي بظلال جدلية ونقاشية على الجميع، فالدول العربية شأنها شأن بقية دول العالم باختلاف قدراتها، سارعت لتوقيع اتفاقات والانضمام لمعاهدات لتأمين ما يمكن تأمينه من لقاحات لشعوبها،

لكن القدرات تتفاوت واللقاحات تختلف والجداول تتراوح، ومن الدول العربية ما بدأ فعلياً حملات التلقيح، ومنها ما أوشك على ذلك، ومنها من لم يزل ينتظر وصول الشحنات.

شحنات وموافقات

الشحنات التي وصلت معظم دول الخليج العربي هي "فايزر- بيونتك" الألمانية - الأميركية، في حين مالت دول أخرى إلى "سينوفارم" الصيني و"سبوتنيك 5" الروسي و"أسترازينيكا" البريطاني.

حصلت لقاحات على موافقات الجهات الصحية العربية، ولم تحصل أخرى عليها، وبعض هذه الجهات أعلن أسباب الموافقة أو عدمها، فيما اكتفى بعض آخر بالتنويه عن القرار من دون إبداء أسباب، وهناك من الدول العربية من أعلن وصول أو قرب وصول اللقاح من دون تحديد مواعيد أو جداول أو حتى اسم اللقاح.

"إسم اللقاح لا يهم كثيراً طالما لا يأتي من دولة إسلامية، وهذا يعني أن مكوناته ومدى تحريمها أو تحليلها تظل في أيادي الغير، ومن أدرانا ربما يصدرون لنا لقاحات غير تلك التي يلتقونها حتى يخلصوا منا". بدا التخوف والحس التآمري اللذين عبرت عنهما تغريدة مواطن عربي اسمه سالم على "تويتر" أمراً خيالياً لولا عدد مرات إعادة التغريد، وتعليقات التأييد والثناء التي حصلت عليها التغريدة.

معضلة المعلومات

وإذا كانت اللقاحات وأنواعها ومدى توافرها وجداول إعطائها وغيرها من المعلومات الحيوية المطلوبة بشدة هذه الآونة تمثل معضلة في زمن الوباء، فإن عوامل دينية وثقافية واجتماعية تمثل ثلاث معضلات إضافية في الدول العربية.

هذه المعضلات تنبهت إليها منظمة الصحة العالمية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي حين أشارت إلى أن الأخبار السارة في نهاية العام الأول من الوباء تشير إلى أن لقاحات" كوفيد-19" أصبحت قريبة، لكنها حذرت من أنه حتى بعد التغلب على التحديات الوشيكة المتمثلة في توفير الإمدادات الكافية وتأمين الطرح الفعال والإتاحة العادلة، سيلزم وضع طيف من الاستراتيجيات البرمجية المصمّمة جيداً لتعزيز قبول التطعيم والإقبال عليه.

وأضافت المنظمة أن البحوث أشارت إلى عدم كفاية المعلومات المتاحة عن اللقاحات وذلك لتشجيع الإقبال عليها من قبل المواطنين، موضحة وجود عدد من العوامل التي توجه سلوك الأشخاص عندما يتعلق الأمر باللقاحات، وهذه العوامل هي البيئة المواتية والمؤثرات الاجتماعية والدوافع.

معارضون ومؤيدون ومتأرجحون

لكن الدوافع من فتح باب النقاش الشعبي حول اللقاح قبل توافره ومن دون التأكد من أنه في حال توافره سيكون في متناول يد المعارضين والمؤيدين والمتأرجحين، تدور في خانة تمضية الوقت.

الوقت الذي أمضاه الفيزيائي في جامعة جورج تاون الأميركية لدرس الشكوك التي تعتري بعض الأشخاص تجاه لقاحات "كوفيد-19" بناء على محتوى مواقع التواصل الاجتماعي أسفر عن أربعة أسباب رئيسة هي الأمان ومدى الضرورة والثقة في شركات الأدوية وعدم اليقين بالعلم، ويمكن أن نضيف إليها عربياً عاملي الدين والمؤامرة.

 

مؤامرات وإشاعات

وعلى الرغم من الجهود التقنية المبذولة لتنقية مواقع التواصل الاجتماعي من النظريات التآمرية عن الفيروس ولقاحاته، مثل قيام "تويتر" بحظر التغريدات المروجة لنظريات المؤامرة في هذا الشأن، إلا أن الإيمان بالمؤامرة أسلوب حياة.

المؤامرات والإشاعات وإعادة تشاركها تلقى صدراً حنوناً وآذاناً صاغية، فمن استخدام أنسجة أجنة مجهضة إلى تصنيع لقاحات ذات مكونات سرية للقضاء على المسلمين إلى كون الفيروس وإصاباته ووفياته ولقاحاته أكذوبة كبرى، تجد مثل هذه الأقاويل أرضية خصبة لدى كثيرين في الدول العربية،

وإذا كان بعض من في دول عربية يستقبل الإشاعات والمؤامرات بآذان صاغية، فإن الكل يعاني تدهوراً وإن كان بدرجات متفاوتة في الخدمات الصحية المتاحة بسبب ضغط الوباء.

قبل أيام، قال المدير الإقليمي لمكتب شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية (إمرو)، أحمد المنظري، إن إقليم شرق المتوسط الذي يعاني سكانه وأنظمته الصحية باستمرار من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية وتفشي الأمراض، يعاني الأمرين جراء فيروس "كوفيد-19".

وأوضح أنه على الرغم من "الاستقرار" الحالي الذي يبدو في الأفق فيما يختص بأعداد الإصابة اليومية، إلا أن دولاً عدة في الإقليم ما زالت تبلغ زيادات مثيرة للقلق، ففي لبنان مثلاً بلغت إشغالات وحدات الرعاية المكثفة في عدد من المستشفيات 100 في المئة، مما أدى إلى علاج المرضى في في مستشفيات أخرى.

كما عبر المنظري عن قلق المنظمة من إبلاغ 13 دولة عن حالات إصابة بنسخة متحورة واحدة على الأقل من التحورات الثلاثة الجديدة في الفيروس، وهي التحورات ذات معدلات السريان الأعلى، وهذا يعني ارتفاعاً في الإصابات وزيادة في الإقبال على المستشفيات المستنفدة أصلاً.

اللقاحات في مواجهة التحورات

لكن المنظري تطرق إلى تساؤل علمي كان من شأنه أن يلقي بظلال اجتماعية ونقاشية وليست علمية بالضرورة على شعوب المنطقة، إذ نوه إلى التأثير المحتمل للقاحات في مواجهة هذه التحورات، وعما إذا كانت اللقاحات ستكون ناجعة في مواجهتها، وإذا كان تساؤل منظمة الصحة العالمية عن فعالية اللقاحات أمام التحورات نجم عنه مطالبة علمية بالاستعداد لتكييف اللقاحات حتى تظل فعالة، فإنه أسفر عن تعليقات مثل "ولماذا أعرض نفسي للتطعيم طالما الفيروس يتغير واستجابة اللقاح له غير مؤكدة؟"

المؤكد أنه حال إتاحة اللقاحات وانتقالها من الإعلانات الرسمية والتنويهات التلفزيونية إلى العيادات والمستشفيات، فإن التنظيرات والنقاشات الشعبية ستتخذ منحى آخر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السعي المتشكك

الممانعون والمشككون والمحرمون والمؤمنون بنظريات المؤامرة والمبالغة سيكونون على الأغلب في أول الصفوف الساعية إلى تلقي اللقاح، فهانم أحمد (54 عاماً) تقول إن قلبها غير مطمئن لمسألة اللقاح، لكن لو توفر فإنها حتماً ستعمل على توفيره لبناتها وأحفادها ولنفسها، لا سيما أن مناعتها ضعيفة وأكثر عرضة للإصابة من غيرها. ويشاركها السعي المتشكك الحثيث سليمان مصطفى (43 عاماً) والذي يبدي تخوفاً شرعياً في شأن مكونات اللقاح، لكنه "سيبتلع ليمونة (للدلالة على القيام بالفعل على مضض) ويتلقاه وزوجته وأبناؤه".

لكن ما لا يعرفه مصطفى هو أنه سواء توافرت الليمونة لزوم تلقي اللقاح على مضض أو لم تتوافر، فإن مسألة تلقيه اللقاح من الأصل وتوقيته في علم الغيب، وإذا كانت الدول الأوروبية وأميركا الشمالية وهي الضالعة قلباً وقالباً في ابتكار وتصنيع اللقاحات تواجه مشكلات ومعضلات تتعلق بتوافر اللقاح للجميع وتنظيم عمليات التلقيح إذ يعتريها كثير من الفوضى، فما بالك بدول أخرى تقبع على الجانب المتلقي فقط؟

 

بيانات التطعيم

على الجانب المتلقي، يشير موقع "عالمنا عبر البيانات" التفاعلي أو "Our World in Data" الذي يحوي بيانات جرعات التطعيم يومياً حول العالم إلى تربع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والكويت وعمان وقطر والسعودية والجزائر عربياً بالترتيب في قائمة من حصل من السكان والمقيمين على جرعة واحدة على الأقل من أحد لقاحات "كوفيد-19"، أما بقية الدول العربية فإما ما زالت تخطو خطواتها الأولى نحو التلقيح بشكل لم تتوافر فيه أرقام أو إحصاءات تذكر، أو أن الخطوات في علم الغيب.

إسرائيل في المقدمة

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تتصدر سباق التلقيح في العالم، فهي الدولة التي أخضعت سكانها لأكبر عدد من جرعات اللقاحات، ومنذ بدء التطعيم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي تلقى 3،67 مليون إسرائيلي الجرعة الأولى، أي أن 40 في المئة من الإسرائيليين حصلوا على جرعاتهم الأولى، وحصل 28 في المئة منهم على الجرعة الثانية.

كما تلقى 80 في المئة ممن تزيد أعمارهم على 60 عاماً اللقاح. وتستعد إسرائيل لبدء تطعيم السكان الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً، وهي الفئة التي تأتي في ذيل قائمة السكان الأحق بالتطعيم، وتمتلك مخزوناً ضخماً من اللقاحات المتنوعة الخاصة بـ "كوفيد-19" والتي لم تستخدم بعد، وقد انعكس ذلك بشكل واضح على انخفاض نسب الإصابات بالفيروس.

في السياق نفسه، اتبعت إسرائيل مساراً في التخطيط والتعاقد والتفاوض مع الشركات المصنعة للقاحات لم يتبعه سواها، وأوضحت تقارير صحافية أن إسرائيل لم تكتف بإعلان شروطها التعاقدية مع المصنّعين على الملأ، بل نشرت صوراً من الاتفاقات التي أبرمتها مع "فايزر" على شبكة الإنترنت. وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل" فقد دفعت إسرائيل نحو 47 دولاراً قيمة جرعة اللقاح من فايزر، على الرغم من أن السعر الذي سددته دول الاتحاد الأوروبي أقل من ذلك، لكن هذا في المقابل أمّن لها الكمية المطلوبة من اللقاحات في وقت مبكر.

القمة والعراقيل

التأمين والوقت المدروسان، ومعدل التلقيح الأفضل في العالم في كفة، والعراقيل التي وضعتها إسرائيل أمام حصول الفلسطينيين على جرعات اللقاحات في كفة أخرى، فبعد أسابيع من الشد والجذب واتهامات من الجانب الفلسطيني لإسرائيل بالتعسف والعنصرية والتمييز، وردود إسرائيلية تتراوح بين إخضاع طلبات إدخال اللقاحات للمراجعة وكونها قيد المناقشة، قالت وزيرة الصحة في السلطة الفلسطينية مي الكيلة أنه تم إرسال ألفي جرعة من لقاح "سبوتنيك" الروسي إلى قطاع غزة.

والمثير أن بعض "عرب إسرائيل" والفلسطينيين في القدس الشرقية عبروا عن تشككهم في اللقاح وعن آثاره الجانبية ومكوناته.

مكتب شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية أعلن قبل أيام قليلة أن الائتلاف العالمي لضمان الإتاحة العادلة والمنصفة للقاحات "كوفيد-19" (مرفق كوفاكس)، خصّص شحنتي جرعات من اللقاحات لكل من فلسطين وتونس ضمن الدفعة الأولى المخصصة لدول إقليم شرق المتوسط، ونحو 37 ألف جرعة من لقاح فايزر للأراضي الفلسطينية و94 ألف جرعة لتونس في طريقها لتلقيح الأشد ضعفاً في البلدين.

وينتظر 20 بلداً في الإقليم وصول بين 46 و56 مليون جرعة إضافية من "أسترازينيكا" من "مرفق كوفاكس" خلال النصف الأول من العام الحالي.

لقاحات وأسرى

يبدو أن العام الحالي لن يكون فقط عام وباء، لكنه سيكون عام وباء ولقاح مثير للجدل السياسي اللقاحي الشديد، فقد أشارت تقارير صحافية إسرائيلية إلى "صفقة" لقاحات وأسرى بين إسرائيل وسوريا، وذلك بإطلاق سراح إسرائيليين محتجزين في سوريا، وسوريين محتجزين في إسرائيل في مقابل إمداد تل أبيب لدمشق بمئات الآلاف من لقاح "سبوتنيك" الروسي، فيما سمي بـ "البند السري"، وهو ما نفته سوريا واصفة من يروج لوجود بند سري في تبادل المحتجزين بـ "محاولة تشويه الجانب الوطني والإنساني للعملية". 

وتطرح سوريا تساؤلات عدة لا تخلو من مواطن قلق كثيرة، فحتى في حال حصولها على كميات من اللقاح، فهل توجه للمدنيين الذين يعانون الأمرين منذ اندلاع الأحداث هناك قبل عقد؟ وما موقف الجماعات المسلحة وعائلاتها؟ وهل تصل اللقاحات إلى النازحين داخلياً؟

اليمن وأولويات "كوفاكس"

وجه إنساني آخر في اليمن، يطرح تساؤلات حول موقف اليمنيين من الحصول على اللقاح، حيث الأوضاع الأمنية والإنسانية بالغة الصعوبة على مدى سنوات قبل زمن الوباء، وبين إدراج اسم البلد على قائمة أولويات "مرفق كوفاكس"، وتحذيرات منظمة "يونيسف" بأن نصف أطفال اليمن معرضون للمجاعة وأمراض سوء التغذية ونقص اللقاحات الأولية، يجد اليمن نفسه في وضع ضبابي صعب.

وتتوالى الصعوبات العربية في ما يختص باللقاح وتوافره وتشابك السياسة بالاقتصاد والأمن واللقاح، ففي العراق مثلاً أعلنت سفارة الصين في بغداد عن منحة إنسانية للعراق لمجابهة فيروس "كوفيد-19" ممثلة في 55 ألف جرعة من لقاح "سينوفارم" الصيني، إضافة إلى معدات طبية ومولدات كهرباء، وتستثمر الشركات الصينية في قطاعات عدة في العراق أبرزها الإعمار والنفط بمليارات الدولارات.

 

تفاصيل الإتاحة في مصر

يتابع ملايين المواطنين في مصر أخبار اللقاحات، وحيث أن تفاصيل الإتاحة والتوقيت والأسعار ما زالت تتأرجح بين التصريحات غير الحاسمة والتكهنات غير المؤكدة، فإن الموقف الشعبي ما زال كعادته يدور في فلك النقاش والجدال.

وزيرة الصحة والسكان هالة زايد تحدثت قبل أسبوعين عن "أسعار اللقاح"، وهو ما اعتبرته الغالبية مؤشراً إلى أن التلقيح لن يكون مجانياً. وقالت زايد إن المواطن سيدفع ثمناً رمزياً هو 100 جنيه مصري (6.4 دولار) للجرعة الواحدة، و200 جنيه (12.7 دولاراً) للجرعتين كحد أقصى، وقد يقل السعر وقت تفعيل التلقيح.

وأشارت إلى اعتماد مصر ثلاث لقاحات وهي "أسترازينيكا" البريطاني و"سينوفارم" الصيني و"سبوتنيك 5" الروسي، وأضافت أنه يمكن للجميع التقدم للتسجيل لتلقي اللقاح عبر الموقع الرسمي، أو التوجه إلى أي مستشفى تابع لوزارة الصحة للتسجيل في حال تعذر التسجيل على الإنترنت.

ويضم موقع وزارة الصحة والسكان بالفعل صفحة "منظومة التسجيل للقاح فيروس كورونا المستجد"، وأكدت زايد أن هناك فئتين سيتم تلقيحهما مجاناً، وهما الطواقم الطبية في المستشفيات وغير القادرين من المواطنين، وسيتم تحديد الفئة الأخيرة من دون تدخلات بشرية، وهو ما يقلق كثيرين حيث تراث المحسوبية والالتفافات الورقية.

وأوضحت زايد أن مستحقي التطعيم المجاني هم أنفسهم المسجلين في برنامج "تكافل وكرامة" الحكومي المخصص للفئات غير القادرة، وستظهر أسماؤهم حال تسجيل بيانات الرقم القومي الخاصة بهم إلكترونياً.

صحيح أن بعض الأشخاص يعبر عن مخاوف الإتجار في اللقاح المخصص لغير القادرين من خلال غير القادرين أنفسهم، من خلال مقايضته بمبالغ مالية وإعادة بيعه بأسعار تحقق أرباحاً لـ "السمسار"، إلا أن هذه المخاوف متروكة لوقتها.

رفاهية الإجبار

حين تنتهي الجولة الأولى من سباق الزمن من أجل تلقيح الفئات ذات الأولوية، وعودة الهدوء النسبي إلى عمليات تصنيع اللقاح وتوريده، وخفوت نسب الهلع الأولي سيتم طرح قضية الإجبار، وهي مسألة شائكة ما زالت غائبة في الدول العربية.

الكميات القليلة مقارنة بالكميات المطلوبة في بعض الدول، وعدم توافرها من الأصل في دول أخرى تجعل فتح ملف إجبار الحكومات شعوبها على التلقيح أشبه بـ "سفسطة المرفهين" أو دردشة المنتظرين وصول اللقاح،

لكن هذا لا يمنع أن الإجبار غير محبذ علمياً وعملياً، يقول استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية أمجد الخولي إن الإجبار على التلقيح أمر بالغ الصعوبة وغير محبذ.

ويضيف أن لكل دولة تشريعات وقوانين خاصة بها، ولكن منظمة الصحة العالمية لا تحبذ الإجبار، موضحاً أن بعض الدول قد يفرض شرط التلقيح على الفرق الطبية مثلاً، وهذا أمر وارد الحدوث في ظرف وبائي كالذي يعيشه العالم.

من جهة أخرى، فإن الإجبار على تلقي اللقاح قد لا يتم عبر قوانين مكتوبة وعقوبات مفروضة، لكنه قد يكون إجباراً اختيارياً، فمثلاً إذا فرضت دول أو شركات طيران أو أماكن عمل أو دراسة على من يود العمل لديها أو الحصول على خدماتها أن يكون ملقحاً، فهذا يعني أن الإجبار قد يأتي في صورة اختيار.

ويرى الخولي أن مثل هذه "الشروط" قد تكون أمراً وارد التطبيق ومقبولاً عملياً لتقليل فرص انتشار الوباء، لكن يظل الإجبار على تلقي لقاح مناهض لـ "كوفيد-19" رفاهية تقتصر على دردشات في انتظار وصول اللقاحات.

المزيد من تحقيقات ومطولات