Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون أعد خريطة طريق لتجاوز الجائحة لكنها تتطلب دعم قطاع الأعمال

لا يضير الحكومة تمديدها برنامج الإجازات المدفوعة أثناء رفع إجراءات الإغلاق وثمة مطالبة بذلك من الهيئات والنقابات في القطاع الخاص

ريشي سوناك يستعد للإعلان عن الخطة الحكومية لإعادة فتح البلاد (رويترز)

برز بعض التفاؤل لدى مجتمع قطاع الأعمال مع تحديد بوريس جونسون خريطة الطريق الحكومية في اتجاه نهاية الجائحة. وقد أشار إلى أن الحياة قد تعود طبيعية مع حلول نهاية يونيو (حزيران) 2021.

لكن، فلنكن واضحين. يجب التأكيد على "قد". إذ لا يزال ثمة عدد من العقبات الكبيرة المملؤة بالتحديات يجب أن تُزَال، وتشمل "الاختبارات الرئيسة الأربعة" التي تريد الحكومة تجاوزها قبل كل مرحلة.

وتالياً، لا بد من أن يستمر برنامج التلقيح بوتيرة سريعة مع ارتفاع مستويات التلقيح، وأن تثبت الأدلة أن اللقاحات فاعلة بالقدر الكافي في الحد من حالات الدخول إلى المستشفى والوفيات لدى أولئك الذين لُقِّحوا، وألا تكون معدلات الإصابة مرتفعة إلى الحد الذي قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الدخول إلى المستشفى.

والاختبار الأخير المتمثل في ألا تعمل فيروسات متغيرة لعينة جديدة على تغيير تقديرات المخاطر، وقد أسمي ذلك "العامل الأكبر أثراً". إذ يشكل الفيروس ذلك المهرج الذي لا يمكن توقع تصرفاته. ويتمثل الفارق في أنه مهرج لا يضحك أحداً.

في المقابل، دعونا نفترض للحظة أن فيروسات متغيرة لعينة جديدة لا تفسد الحفلة، والخروج لتناول مشروب بارد في مؤسسة محلية للضيافة سيكون مأموناً حقاً مع حلول 11 يونيو.

إذا حصل ذلك، فلن يمثل "نهاية" الأزمة بالنسبة إلى مالكي المؤسسات.

يبدو أن هناك انطباعاً في بعض الأماكن بأن الشركات ستتمكن فجأة من الانتقال من 0 إلى 60 ميلاً في الساعة على غرار بطل السباقات لويس هاملتون حين يقود أحدث سيارة من طراز "مرسيدس إف 1" في مسار التدريب الخاص بفريقه.

إذاً، تخلصوا أيها العاملون البريطانيون من برنامج الإجازات المدفوعة وعودوا إلى العمل الجاد، فثمة كمية ضخمة من المال ستهبط على أصحاب أعمالكم.

هذا ما قد يحصل في الأحلام المحمومة للسياسيين البريطانيين الأكثر سذاجة، لكن في العالم الحقيقي تبدو الأمور مختلفة. إذ إن لدى الشركات عدداً من العوامل المتغيرة تشمل سلاسل الإمداد المتعين التعامل معها، وحاجات التوظيف اللازم احتسابها، وتوقعات الإيرادات الواجب وضعها، وقواعد التكلفة المفترض تكييفها، وكذلك الديون المطلوبة إدارتها. إن المطلوب هو الإدارة [للديون]. و[المطلوب أيضاً] الإدارة الإضافية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

لقد أبلغ بوريس جونسون أعضاء البرلمان أن الحكومة لن "تسحب البساط" من تحت أقدام الشركات وموظفيها طيلة مدة الجائحة، وهذا يعتمد بالأحرى على كيفية تحديد هذا المصطلح. وسنتعرف على مزيد من التفاصيل حينما يكشف وزير المالية ريشي سوناك النقاب عن ميزانيته المقبلة في 3 مارس (آذار)، وفق ما يُقَال لنا.

ما ضر الرجلان لو وفرا على الأقل بعض الوضوح في ما يتعلق ببرنامج الإجازات المدفوعة؟ إذ تشير المديرة العامة لمؤتمر الاتحادات المهنية، فرانسيس أوغرادي، إلى أن خطة رئيس الوزراء تعني أن بعض الشركات لن تتمكن من إعادة فتح أبوابها من جديد قبل انتهاء العمل ببرنامج الحفاظ على الوظائف نهاية أبريل (نيسان) 2021، الأمر الذي يجعل العاملين يشعرون بالقلق إزاء ما قد يحدث بالنسبة إلى وظائفهم ومداخيلهم خلال الفترة الانتقالية.

والآن يؤكد تصريح جونسون بوضوح أن سوناك سيعمل على منع هذا من الحدوث. لماذا إذاً لا يُوضَع حد ببساطة، لأي حالة من حالات عدم اليقين المستمرة، وتلك لم تكن قليلة في المملكة المتحدة بفضل حكومة صاحبة الجلالة؟ هل العمل السياسي بهذه الأهمية حقاً؟ يبدو أن الأمر كذلك. ولم يقتصر النداء على العاملين. لقد دعت مجموعات تمثل الشركات إلى تمديد العمل ببرنامج الإجازات المدفوعة. فقد حض "معهد المديرين" على "دعم التدفقات النقدية" و"تمويل تقديري للمنح".

وبتفاؤل أيضاً، أعلنت "كابيتال إيكونوميكس" عن اعتقادها "بأن خريطة الطريق التي وضعتها الحكومة كي تخفف القيود المفروضة في إنجلترا بسبب "كوفيد- 19" ستوجه الاقتصاد إلى حجمه السابق للجائحة مع حلول الربع الأول من 2022". ومن المؤكد أن احتمالات ذلك قليلة، وسيكون من الرائع إذا أثبت هذا التوقع أنه دقيق.

وفي المقابل، أوضحت مجموعات قطاع الأعمال أن الطريق المؤدي إلى هذه الوجهة لا يمكن عبوره بسهولة، بل إن شركات كثيرة تعبره بسيارات ذات محركات تعاني عيوباً وتفتقر إلى القوة اللازمة كي تتجاوز العقبات الماثلة على المسار. وليس الإنهاء المبكر لبرنامج الإجازات المدفوعة سوى إحدى هذه العقبات.

أثناء عمل سوناك على ميزانيته، يتعين عليه أن يفكر على نحو عاجل في بناء بعض الجسور على هذا الطريق. فإن اقتصاد المملكة المتحدة سيحتاج إليها.

© The Independent

المزيد من آراء