Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع حصيلة الصدامات في ذي قار ومطالبات بإقالة المحافظ

استهداف الناشطين يمثل المحفز الأكبر للتظاهرات في المدينة

تظاهرات الناصرية إثر اعتقال قوى الأمن عدداً من الناشطين (غيتي)

بعد ليلة دامية عاشتها مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، ارتفعت حصيلة الصدامات بين المحتجين والقوات الأمنية إلى 20 جريحاً، في حين أكدت مصادر طبية وفاة متظاهر متأثراً بجروح بليغة.

وتأتي تلك التظاهرات على بعد أسبوعين من حراك احتجاجي نفّذه ناشطو المدينة على إثر اعتقال القوات الأمنية عدداً منهم، إضافة إلى اعتداء جماعات مسلحة على عدد آخر.

مطالبات بإقالة المحافظ

وركزت مطالب المحتجين خلال التظاهرات على مطلب إقالة المحافظ، لأسباب عدة أشاروا إلى أن أبرزها "إخفاقه في حمايتهم" من تكرار عمليات الملاحقة والاستهداف.

وطالب المحتجون بإقالة المحافظ ناظم الوائلي ومحاسبة القتلة وإطلاق المختطفين من أبناء المحافظة، مما أدى إلى اشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين.

وتجمع العشرات أمام مكتب المحافظ، فيما قاموا بإحراق الإطارات وقطع عدد من الطرق الرئيسة، رافعين شعارات تطالب بإقالته مع نائبيه، إضافة إلى شعارات أخرى تطالب بمحاسبة قتلة المحتجين والعمل على إطلاق المختطفين، ومن بينهم الناشط سجاد العراقي الذي اختطفته مجموعة مسلحة مجهولة في سبتمبر (أيلول) 2020.

وأشارت مصادر طبية إلى أن "متظاهراً توفي متأثراً بإصابته، فيما أصيب 6 آخرون، بالإضافة إلى 12 عنصراً أمنياً خلال الصدامات بالحجارة والكدمات".

في غضون ذلك، دانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، أعمال العنف الأخيرة في مدينة الناصرية، ودعت في بيان إلى "وضع حد للإفلات من العقاب".

وشددت على ضرورة "تقديم المسؤولين عن هذا الهجوم وما قبله إلى العدالة"، لافتة إلى أن "الحل الهادئ والسلمي للخلافات هو السبيل الوحيد للمضي قدماً".

ومنذ انطلاق الانتفاضة العراقية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، استمرت مدينة الناصرية بالاحتجاج طوال الأشهر الماضية، على الرغم من انتهائها في بغداد وبقية المحافظات العراقية.

صراعات على منصب المحافظ

في غضون ذلك، نقلت وكالات محلية عن مصادر نيابية أن الصراعات السياسية على منصب المحافظ هي التي حفزت الاحتجاجات الأخيرة، خصوصاً بعد تخصيص أموال كبيرة للمحافظة ضمن بنود الموازنة العامة.

ويؤكد الناشط في مدينة الناصرية عماد الحداد أن "المحتجين في المدينة مستمرون بالمطالبة بإقالة المحافظ نتيجة سوء إدارته وإخفاقه في تلبية مطالب المحتجين وعلى رأسها حماية الناشطين والكشف عن القتلة، إضافة إلى المطالبة بالكشف عن مصير الناشط سجاد العراقي بعد نحو ستة أشهر من اختطافه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير الحداد إلى "استثمار جهات سياسية للحراك الاحتجاجي في المحافظة للحصول على المنصب، خصوصاً بعد تخصيص نحو 1.3 ترليون دينار (900 مليون دولار) لها ضمن الموازنة العامة للبلاد".

ويتابع أن "مقاولين ورجال أعمال مقربين من ميليشيات مسلحة استثمروا تظاهرات الأمس لتحقيق غاياتهم، في محاولة للضغط على المحافظ لإحالة مشاريع المحافظة إليهم".

ويختم أن "متظاهري الناصرية وقعوا ضحية التناحر بين المحافظ وبقية الأطراف في المدينة".

ونصت وثيقة أصدرها متظاهرون في الناصرية على إمهال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي سبعة أيام لإقالة الحكومة المحلية في ذي قار وعلى رأسها المحافظ ناظم الوائلي، وأفادت الوثيقة أن "ذلك المطلب يأتي على خلفية الأحداث الأخيرة وإحالة المحافظ ومستشاريه ونوابه ومعاونيه إلى التحقيق فوراً".

وطالب المتظاهرون بـ "إحالة الضباط وعناصر قوات الشغب الذين اشتركوا بمجزرة الثلاثاء إلى اللجان التحقيقية وإعلان النتائج، وخلاف ذلك سيكون لنا موقف نعلن عنه في حينه".

محافظ ذي قار يرد

ويرى مراقبون أن تكرار عدم إيفاء الحكومة بتعهداتها إزاء المحتجين يمثل المحفز الأكبر لاستمرار الاحتجاجات في المدينة، خصوصاً أنها تشهد بشكل متكرر عمليات استهداف وملاحقة للناشطين.

واعتبر محافظ ذي قار ناظم الوائلي، في بيان، أن "ما حصل من أحداث أخيرة لا يمت للتظاهرات الحقيقية بصلة، ولا يمثل المتظاهرين السلميين ومطالبهم الحقة، إذ تجمع شبان مغرر بهم من أصحاب المصالح وتجار الدم الذين لا يريدون الاستقرار والأمن لهذه المدينة التي عانت الأمرّين، فكلما استقرت الأوضاع وبدأ الإعمار تراهم يخلقون الأكاذيب ويبثون الإشاعات والبهتان وقول الزور، من أجل انتشار الفوضى التي تزدهر في ظلها تجارتهم بتهريب النفط وسرقة الشعب وتحقيق مكاسب سياسية على حساب محافظتنا وأهلها".

وجزم "أننا مستمرون بجمع الملفات المتعلقة بفسادهم وتقديمها إلى القضاء، وان سلمت الجرة في المرة السابقة فلن تسلم هذه المرة، وأقول لأصحاب الفتن إن كنتم مصلحين حقيقين ورجال دولة فأمامكم القضاء والنزاهة، فإن الإصلاح لا يتحقق من خلال الصفحات الممولة والتصريحات الإعلامية التي لا تستند إلى دليل". 

نواب يتهمون المحافظ ومستشار يستقيل

في الأثناء، قدّم مستشار المحافظ لشؤون الرياضة هيثم هاشم سدخان استقالته من منصبه، "احتراماً لكل قطرة دم سقطت في الناصرية"، وطالب المحافظ بتقديم استقالته.

في المقابل، شنّ النائب عن محافظة ذي قار ستار الجابري، هجوماً على الوائلي. وقال إن "الأخير يعد أفسد وأفشل محافظ تولى المنصب"، محملاً إياه مسؤولية ما تعرض إليه المتظاهرون خلال الاحتجاجات.

وأشار الجابري خلال مقابلة متلفزة إلى أن "محافظة ذي قار تدفع ثمن سوء إدارته، لأنه لم يكن محافظاً لحل أزمة، بل جاء من أجل بناء إمبراطوريته الاقتصادية"، لافتاً إلى أن "المحافظة تدار من قبل محافظ ظِل، والمحافظ الحالي ليس مؤهلاً لإدارة ذي قار".

وكشف الجابري أن "منصب القائم مقام الآن يتم بيعه بذي قار بمبلغ 100 ألف دولار"، مردفاً أن "المحافظ يقوم بإعطاء إجازة إجبارية لبعضهم براتب كامل، ويقوم بتعيين قائم مقام جديد براتب ثان".

المزيد من العالم العربي