Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موجة تكساس الصقيعية تطلق عاصفة سياسية بوجه بايدن

انتقادات لأداء الإدارة خلال الأزمة التي أسفرت عن مقتل العشرات بسبب موجة صقيع وانقطاع الكهرباء

تحولت معاناة الملايين من سكان ولاية تكساس الأميركية نتيجة ظروف بائسة ومقتل العشرات، بعد عاصفة ثلجية غير مسبوقة في العقود الثلاثة الماضية للولاية الواقعة جنوب وسط الولايات المتحدة، إلى صراع سياسي جديد بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين تبادلوا اللوم عن المأساة الإنسانية في الولاية، فضلاً عن اتهامات طاولت الرئيس الأميركي جو بايدن في أول اختبار له منذ توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وبحسب متخصصين تحدثوا لوسائل الإعلام الأميركية، فإن شبكة الطاقة في الولاية لم تكن مستعدة للارتفاع المفاجئ في الطلب الناتج عن الهبوط القياسي لدرجات الحرارة، والتي بلغت 18 درجة تحت السفر، مطلع الأسبوع الماضي. وأدى البرد القارس إلى تدمير عديد من محطات الطاقة، وتوقفت توربينات الرياح الخاصة بالطاقة المتجددة، فضلاً عن انفجار أنابيب المياه في أنحاء الولاية بسبب الصقيع، ما أسفر عن انقطاع المياه.

 

بايدن الغائب

ويلقي عديد من الديمقراطيين باللوم على حاكم الولاية الجمهوري غريغ أبوت، وقد وجهوا له اتهامات بالفشل في الاستعداد بشكل كافٍ للعاصفة، في حين يلقي عديد من الجمهوريين باللوم على الحركة البيئية وسياسات الرئيس بايدن الخاصة بالطاقة، إذ يصرون على أن توربينات الرياح التي تجمدت تظهر حدود مصادر الطاقة البديلة. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وجه البعض اتهامات للرئيس الأميركي بالتأخر في الاستجابة والتعامل مع الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 70 شخصاً.

وعلى الرغم من دفاعها عن الرئيس الأميركي، غير أن صحيفة "واشنطن بوست" أشارت إلى أن بايدن اتخذ نهجاً هادئاً في تعامله مع أول كارثة طبيعية في ظل إدارته حتى إنه بدا غائباً، فلم يزر المنطقة المنكوبة، ولم يلقِ تصريحات أو يخاطب سكان الولاية في الأوقات الصعبة، كما لم يذكر الكارثة في تعليقاته، ليبدو أنه يحاول تجنب الجدل حول ما إذا كانت طاقة الرياح أو الوقود الأحفوري هي المسؤولة عن انقطاع التيار الكهربائي.

ووجه بعض القادة الديمقراطيين في تكساس انتقادات ضمنية لأداء بايدن والحكومة الفيدرالية في إدارة الأزمة. وقال النائب كولين ألريد، إن ما سيساعد أكثر، بخلاف ضخ الأموال الفيدرالية، هو زيارة الرئيس بايدن، مضيفاً "لقد كان المشهد أشبه بالعصور المظلمة. الناس يحرقون أثاثهم للتدفئة، ويجدون أشخاصاً أكبر سناً مجمدين حرفياً حتى الموت في أسرّتهم. عندما يقوم الرئيس بجولة، يتفقد الضرر ويتحدث للأشخاص المنكوبين، أعتقد أن هذا أفضل من أن يتركهم يواجهون الأمر بمفردهم".

وقال النائب جيمس تالاريكو، إن أكثر ما سمعه عن المساعدة الفيدرالية كان شاحنة مياه، والتي يبدو أنها كانت عالقة في الجليد. وقال كيه بي جورج، المسؤول الأعلى في مقاطعة فورت بيند بولاية تكساس، إن المسؤولين الفيدراليين أخبروه أن المساعدة في الطريق، لكن ليس بالسرعة الكافية، بينما لم يكن من الممكن الانتظار لمدة 72 ساعة أخرى للحصول على الطعام والبطانيات، وأشياء من هذا القبيل.

وبحسب وسائل إعلام محافظة، فإنه قبل أسبوع من وقوع الكارثة، طلبت ولاية تكساس المساعدة من وزارة الطاقة لرفع اللوائح الفيدرالية التي تحظر إنتاج الطاقة التقليدية. ونشر موقع "يور نيوز" وثيقة رسمية لأمر طوارئ صادر عن الوزارة التابعة لإدارة بايدن، يظهر أمراً لمشغل شبكة الطاقة في تكساس "ERCOT"، بالالتزام بمعايير الطاقة الخضراء. وتظهر الوثيقة الخاصة بالأمر الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد 14 فبراير (شباط) الحالي، أن الوزارة كانت على علم بتحذير حاكم تكساس من الكارثة، وأن مشغل شبكة الطاقة كان يجهز مرافق الغاز استعداداً لزيادة الطلب.

ويوضح الأمر أن وزير الطاقة بالإنابة، ديفيد هويزنغا، لم يتنازل عن القيود البيئية للسماح بأقصى قدر من إنتاج الطاقة التقليدية، وبدلاً من ذلك أمر المشغل (ERCOT) باستخدام جميع الموارد من أجل البقاء ضمن معايير الانبعاثات المقبولة، بما في ذلك شراء الطاقة من خارج الولاية.

وفي وقت لاحق، قال مشغل شبكة الطاقة في تكساس، والذي ألقى البعض عليه اللوم للتقصير أيضاً في الاستعداد الكافي، إن مخزون الغاز الطبيعي المحدود كان وراء فشل شبكة الكهرباء.

الطاقة المتجددة

ووجه لاري كودلو، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، انتقادات للرئيس الحالي قائلاً في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، الأحد، إن بايدن يتحمل مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في العاصفة التي دمرت تكساس. ووجه انتقادات للرئيس الديمقراطي بسبب ما وصفه بفشله في الوفاء بوعد حملته الانتخابية بالوحدة، وأرجع انقطاع التيار إلى أجندة الرئيس التقدمية.

 

وقال كودلو "أعتقد أنهم تحركوا بسرعة كبيرة نحو الموقف اليساري التقدمي في شأن كثير من هذه القضايا. لقد حاول تلطيف الأمر بالحديث عن الوحدة. كان يدور حديث عن الانتقال إلى المركز، وأنه سيكون هناك مزيد من التوازن، ولن تكون هناك أجندة يسارية متطرفة تقدمية". وأضاف "لسوء الحظ في الأسابيع الأولى لإدارته، رأينا تلك الأجندة اليسارية. لقد تعقب قطاع الطاقة، ورأينا بعض العواقب في تكساس. هذا مجرد غيض من فيض".

والثلاثاء الماضي، ألقى حاكم تكساس باللوم على تحرك بايدن نحو الطاقة الخضراء في انقطاع التيار الكهربائي في ولايته. وقال في تعليقات لـ"فوكس نيوز"، إن "هذا يوضح كيف أن الصفقة الخضراء الجديدة ستكون صفقة مميتة للولايات المتحدة (بفعل العاصفة الثلجية) توقفت مولدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية لدينا، وتمثل معاً أكثر من عشرة في المئة من شبكة الطاقة لدينا، وهذا ما آل إلى الوضع الذي شهدته تكساس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ادعاءات مضللة

لكن يواجه الجمهوريون في تكساس انتقادات بسبب ادعاءاتهم التي وصفت بـ"المضللة" في شأن الطاقة المتجددة. ودافعت وسائل الإعلام الرئيسة عن بايدن، مشيرة إلى أن محطات الغاز والفحم والطاقة النووية في الولاية، بالإضافة إلى توربينات الرياح، لم يتم تجهيزها لتحمل فترة تجمد طويلة وشديدة في الشتاء، بالتالي تعطلت مع موجة الثلج، ملقية باللوم على الحاكم الجمهوري للولاية، الذي وصفته صحيفة "نيوزداي"، بالمؤيد الشديد للرئيس السابق ترمب.

وأشارت شبكة "سي أن بي سي" إلى إعلان الرئيس الأميركي، بعد أيام من الكارثة، حالة كوارث كبرى في ولاية تكساس، والتي تتيح للأفراد وأصحاب الشركات في الولاية التقدم للحصول على إعانة طوارئ فيدرالية، بما في ذلك الإيواء المؤقت وإصلاح المنازل وتوفير قروض منخفضة الفائدة لتغطية الخسائر في الممتلكات. وألقت الشبكة باللوم على إشراف الجمهوريين على صناعة الطاقة في الولاية على مدى عقد.

كما أشارت شبكة "سي أن أن" إلى تجنب تكساس التنظيم الفيدرالي من خلال امتلاك شبكة كهرباء خاصة بها. وأضافت أنه لطالما افتخرت تكساس بامتلاكها نظام شبكة كهرباء خاصة بها لتجنب أي تدخل فيدرالي، إذ يوجد لدى الولايات المتحدة ثلاث شبكات كهرباء، وهي: الشبكة الشرقية، والشبكة الغربية، وشبكة تكساس،بالتالي تتحمل إدارة الشبكة الخاصة بتكساس اللوم عما حدث في الولاية الأسبوع الماضي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير