Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لم تعد بريطانيا قادرة على تصنيع ما تحتاج إليه من عقاقير

يكتب كريس بلاكهرست قائلاً، إن المملكة المتحدة تزعم أنها في الصدارة عالمياً لكنها لا تمتلك منشآت واسعة النطاق لتصنيع أدوية حديثة ومعقدة التركيب

بريطانيا رائدة في الأبحاث والابتكار ولكنها عاجزة عن اللحاق بركب القوى الآخر في مجال صناعة الأدوية، لماذا؟ (أ ف ب)

يتوقع أن يخاطب رئيس الوزراء مجلس العموم وسيعقد مؤتمراً صحافياً في مقره ليبلغ الأمة عن مسار الخروج من الإغلاق. ومن المحتم أن يمتدح إنجازنا المتمثل في العثور على لقاح لكوفيد وفي طرح برنامج للتلقيح الشامل. ولم لا؟

لكن بينما نستعد للاحتفال وتهنئة أنفسنا هناك حقيقة أخرى، لا تملك بريطانيا حالياً منشآت واسعة النطاق لتصنيع عقاقير حديثة ومعقدة (باستثناء المنشآت التي تنتج لقاحات).

ربما نقود العالم في البحث والتطوير، كما أثبت الانتصار في مجال اللقاح المضاد لكوفيد، لكن عندما يتعلق الأمر بصنع العقاقير فإن وضعنا بائس. ونتيجة لهذا، اختفت ببساطة الآلاف من وظائف التصنيع المتطلبة لمهارات عالية والمولدة لأجور جيدة، إلى جانب المصانع التي أصبحت الآن من نصيب مجمعات البيع بالتجزئة والعقارات السكنية.

كنت أبحث في ذلك مع إعلان شركة "غلاسكو سميث كلاين" إغلاق مصنع آخر للمستحضرات الصيدلانية في أولفرستون بكمبريا. كان المصنع قائماً منذ عام 1948. وقبل ثماني سنوات، قام رئيس الوزراء آنذاك، ديفيد كاميرون، ورئيس "غلاسكو سميث كلاين"، أندرو ويتي، بزيارة مشتركة إليه وأعلنا عن توسع بتكلفة 350 مليون جنيه إسترليني (490 مليون دولار) وتوفير ألف وظيفة جديدة. واستدعى ذلك كثيراً من الاحتفال. انسوا عملية التوسيع. فالآن وتحت قيادة شخصية مختلفة، هي السيدة إيما والمسلي، تقفل "غلاسكو سميث كلاين" المنشأة بالكامل وتنسحب تماماً.

لقد أظهرت الجائحة للحكومة ضعفنا الكبير في هذا المجال. في حين كان علماء أوكسفورد يتسابقون للعثور على لقاح، وكانت الحكومة البريطانية تدرك تمام الإدراك النقص في المعروض من العقاقير والمعدات الأخرى.

 كانت تُصنَع في أماكن أخرى وكانت بلدان أخرى تقبض على مخزوناتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودفع ذلك بوريس جونسون إلى إطلاق مبادرة في الإدارة العامة، في مايو (أيار) 2020، باسم "مشروع الدفاع" ليشمل تركيزنا على الأمن القومي، المرونة في خطوط الإمداد الأساسية غير الغذائية. والهدف من هذا هو أن تتوقف المملكة المتحدة بعد الجائحة العالمية عن الاعتماد على الواردات من السلع الحيوية. وفضلاً عن الرعاية الصحية تشمل المبادرة قطاعات أخرى، بما في ذلك قطاع التكنولوجيا.

ويحيط بـ"مشروع الدفاع"، الذي تديره وزارة الخارجية، غموض، لكن فلنقل إن الحملة لم تمنع "غلاسكو سميث كلاين" من إقفال أبواب منشأة أخرى. وكان المصنع في أولفرستون يصنع مضادات حيوية وقد بِيع إلى شركة "ساندوز". وستنقل هذه الشركة تصنيع هذه المنتجات إلى موقعها في النمسا. ويأتي هذا في أعقاب الإعلان العام الماضي عن استثمار مشترك بين "ساندوز" والحكومة النمساوية بما يزيد على 150 مليون يورو لتعزيز القدرة التنافسية البعيدة الأجل لموقعها لتصنيع المضادات الحيوية وضمان الإمداد البعيد الأجل من المضادات الحيوية.

وفي حين تتحسن (قدرات) النمسا وتقوى، نتقلص نحن ونزداد ضعفاً. فنحن لم نعد قادرين على تصنيع الأدوية التي نحتاج إليها. والعالم الطبي يتحول نحو علاجات الأجسام المضادة الأحادية المنشأ. ولإعطاء فكرة عن مدى تعقيدها، يحتوي الأسبرين على 21 ذرة في الجزيء، ويحتوي هرمون النمو على ثلاثة آلاف ذرة، والجسم المضاد الأحادي المنشأ 25 ألف ذرة. أما سوق المستحضرات الصيدلانية البيولوجية العالمية لهذه العلاجات الحديثة فتزيد على 300 مليار دولار (214 مليار جنيه) وتنمو بنسبة سبعة في المئة سنوياً. أين المملكة المتحدة في هذا؟ لا أثر لها.

واستناداً إلى أرقام القطاع، بلغ عدد مرافق تصنيع المستحضرات الصيدلانية البيولوجية في العالم ألفاً و700 منشأة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) 2020. وهذه هي المواقع القادرة على إنتاج أدوية حديثة مثل الأجسام المضادة الأحادية المنشأ المطلوبة بشدة. وتملك الولايات المتحدة 565 موقعاً، والصين 220، والهند 113، وألمانيا 84، واليابان 52، وفرنسا 39، وأيرلندا 23، والمملكة المتحدة صفر. هذا صحيح، صفر فهي لا تملك أياً منها.

وهذا العام هو العام الأول الذي تواجه فيه بريطانيا عجزاً في ميزان المدفوعات في المستحضرات الصيدلانية، قبل 10 سنوات كان القطاع أحد القطاعات القليلة التي حققت فائضاً قوياً. ويرجع هذا النقص إلى الافتقار إلى التصنيع، فقطاع البحث والتطوير، بغض النظر عن براعته وتصدره العناوين الإخبارية الرئيسة، لا يسهم في ميزان المدفوعات.

وهذا لا يعني الافتقار إلى المصانع فحسب. لدينا الآن نصف عدد العاملين في مجال المستحضرات الصيدلانية مقارنة مع فرنسا، وثلث العاملين فقط مقارنة مع ألمانيا. ولا ننافس بأرقام العاملين سوى سويسرا وإسبانيا. ومرة أخرى، قبل وقت ليس بالبعيد كنا في الصدارة، ونظراً إلى شح الاستثمارات فالأمور ستتفاقم وتزداد سوءاً.

وتسارع شركات أجنبية إلى تلقف خبراتنا. فالمهندس الكيميائي الشاب الذي يتخرج في المملكة المتحدة اليوم ليس لديه أي خيار غير الذهاب إلى الخارج من أجل حياة مهنية لائقة. وتعج الولايات المتحدة بصورة خاصة بأفضل مواهبنا.

لقد وقفت الحكومات المتعاقبة في بريطانيا موقف المتفرج، وكذلك فعلت هيئاتنا القطاعية. إن سجل الاتحاد البريطاني للصناعات في هذا المجال مؤسف. إنها لحالة بائسة.

انسوا الخطط في شأن خط القطارات السريع "أتش أس 2" والأنفاق عبر البحر الإيرلندي، إننا نتحدث عن الإمدادات الحيوية. هل نريد حقاً أن نعتمد على الولايات المتحدة والصين والهند وألمانيا وبقية العالم؟

لقد أظهرت الجائحة أن البلدان عندما تضربها أزمة تضع صحة مواطنيها في المقام الأول. تعمل حكومات وطنية وإقليمية أخرى لتشجيع مستويات هائلة من الاستثمار. هي تعمل على البناء والإعداد، ونحن نعمل على الإغلاق والتقليص، وستكون لديها المنتجات التي تحتاج إليها، وسنقتصر على الأمل والتوسل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد