Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نبتة خارقة تمتص التلوث في الطرقات المزدحمة

سياج من شجيرات الـ"كوتونيستر" بطول متر يمتص ما تنفثه سيارة في 500 ميل

إنها نبتة شائعة لكنها تقدر على تخليصنا من كميات ضخمة من التلوث (غيتي)

حدد عدد من الخبراء "نبتة خارقة" واسعة الانتشار في المملكة المتحدة، تستطيع أن تسهم في امتصاص التلوث الناجم عن المركبات على الطرقات المزدحمة.

درس علماء في الجمعية الملكية للبستنة "آر إتش أس" RHS في بريطانيا الفاعلية التي تتمتع بها أسيجة نباتية في امتصاص تلوث الهواء، مقارنين بين أنواع مختلفة من الشجيرات من بينها "كوتونيستر" Cotoneaster (جنس نباتي يسمى سفرجلية، وينتمي إلى الفصيلة الوردية)، والزعرورHawthorn، والأرز الأحمر الغربي Western Red Cedar.

اكتشف العلماء أن "كوتونيستر فرانشيتي" Cotoneaster franchetii الكثيفة وذات الأوراق المكسوة بالوبر، فاقت فاعليتها بـ20 في المئة الشجيرات الأخرى، في امتصاص التلوث الذي يشوب الطرقات ذات الازدحام المروري، علماً أنها لم تصنع فارقاً في الشوارع الأكثر هدوءاً.

وكذلك بيّن أولئك الخبراء أن سياجاً بطول متر من تلك الشجيرات الكثيفة يقدر خلال أسبوع واحد على امتصاص التلوث الذي تصدره سيارة عندما تقطع مئات الأميال.

في سياق متصل، ذكرت الباحثة الرئيسة في الدراسة الدكتورة تيجانا بلانوسا أنه "على الطرقات الرئيسة التي تشهد حركة مرور مزدحمة في المدن، وجدنا أن أنواع الشجيرات ذات الظلية الكثيفة التي تملك أوراقاً بملمس خشن ومكسوة بالوبر كالـ"كوتونيستر"، كانت الأكثر كفاءة في امتصاص التلوث.

وأضافت، "نعلم أنه في غضون سبعة أيام، سيؤدي سياج كثيف من تلك الشجيرات يكون بطول متر ومشغول بطريقة جيدة، إلى التخلص من كمية التلوث عينها التي تنبعث من سيارة قطعت مسافة 500 ميل" (804.672 كيلومتر)". وكذلك ذكرت بلانوسا أن "كوتونيستر" ستكون مثالية لزراعتها على طول الطرقات المزدحمة بالسيارات حيث بؤر التلوث، بينما في المناطق الأخرى التي تهدف إلى تعزيز المشاهد الطبيعة فيها، فيوصى بزراعة مزيج من تلك الأنواع [التي شملتها الدراسة].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تشكل الدراسة جزءاً من عمل تنهض به الجمعية الملكية للبستنة RHS يرمي إلى التصدي لمشكلات بيئية كتلوث الهواء والفيضانات وموجات الحر، عبر تعزيز المنافع المستمدة من الحدائق والمساحات الخضراء.

وكذلك وجدت دراسة استقصائية أجريت لمصلحة الجمعية الملكية للبستنة RHS، شارك فيها ألفان و56 شخصاً، أن ثلث هؤلاء (تحديداً 33 في المئة منهم) تأثروا سلباً بتلوث الهواء، فيما لا يتخذ سوى ستة في المئة منهم خطوات فعلية في حدائقهم في سبيل التخفيف من ذلك.

واستطراداً، ذكر نحو 86 في المئة ممن استطلعت آراءهم مؤسسة "يوغوف" YouGove [شركة بريطانية دولية تعنى باستطلاع الرأي وبأبحاث السوق وتحليل البيانات عبر الإنترنت] أنهم يهتمون بالقضايا البيئية، فيما أبدى 78 في المئة منهم قلقهم بشأن تغير المناخ. وتأمل الجمعية الملكية للبستنة في تسخير هذا الاهتمام كي تشجع الناس على التفكير بشأن المساعدة في حماية البيئة من خلال حدائقهم الخاصة.

في ذلك الصدد، ذكر البروفيسور أليستير غريفيث، مدير قسم العلوم والمجموعات في تلك المؤسسة الخيرية، "نحدد بصورة متواصلة "نباتات خارقة" جديدة ذات صفات فريدة، توفر عند دمجها مع نباتات أخرى، فوائد كبيرة، وفي الوقت نفسه تقدم موائل مطلوبة بشدة بالنسبة إلى الحياة البرية".

وأضاف البروفيسور غريفيث "وجدنا مثلاً أن تغطية الجدران بنبات اللبلاب تشكل طريقة ممتازة في تبريد المباني، فيما يساعد "الزعرور" و"التمرحنة" في تخفيف وطأة الأمطار الصيفية الغزيرة ويحد من الفيضانات المحلية".

"إذا زرعت تلك الشجيرات في حدائق ومساحات خضراء حيث تسود تلك المشكلات البيئية، يمكننا أن نصنع فارقاً كبيراً في مكافحة تغير المناخ"، وفق البروفيسور غريفيث.

الآن، يتجه علماء الجمعية الملكية للبستنة إلى مركز "هيلتوب" Hilltop، في حدائق المؤسسة الخيرية نفسها في "ويزلي في مقاطعة "ساري" Surrey، الذي يضم مرافق تسمح لهم بإجراء مزيد من البحث في هذه المجالات، فضلاً عن المساحات المخصصة للعرض وحدائق "المختبر الحي".

(شاركت وكالة "برس أسوسييشن" في إعداد التقرير)

© The Independent

المزيد من بيئة