Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بحث عن الاسترزاق في قلب حراك الجزائر

المقاهي ومحالّ بيع المأكولات تضاعفت أرباحها بعدما كانت في السابق توصد واجهاتها

أصبح الشاب محمد (19 عاماً) يُحصّل أكثر من 50 دولاراً كل يوم جمعة بعدما كان عاطلاً عن العمل يقضي يومه في النوم أو برفقة أصدقائه في الحي الشعبي بباب الواد بالجزائر العاصمة، للحديث عن فريقه الرياضي المفضل، مولودية الجزائر.

ومع بداية الحراك الشعبي 22 فبراير (شباط)، قرر محمد أن يشتري بعض المأكولات الخفيفة الطازجة أو الجافة، لعرضها على المتظاهرين الذين تعج بهم الشوارع والساحات كل يوم جمعة للمطالبة بتغيير النظام السياسي وترحيل رموزه الذين ينتمون لعهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

تجارة عشوائية

يقول محمد لـ"اندبندنت عربية" إنه كان يشعر بالفراغ طوال الوقت، لكونه لم يستطع إكمال دراسته، بسبب ظروفه العائلية، وفشله في الحصول على عمل، ليجد أمامه ممارسة نشاط التجارة العشوائية في الأسواق المغطاة أو على الأرصفة، لكنه يتعرض بشكل يومي إلى مضايقات رجال الشرطة الذين كثيراً ما يعمدون إلى حجز السلع المعروضة على الطرق.

الحراك يزرع الأمل

مع كل يوم جمعة، يتهافت عشرات الشباب في العشرين من عمرهم إلى شوارع العاصمة، فيختار كل واحد زاوية محددة لعرض سلعه على الزبائن من المتظاهرين الذين خرجوا للجمعة التاسعة على التوالي.

مصطفى الأمين شاب يمتلك شاحنة صغيرة يملأها بالمياه المعدنية والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى المأكولات التي تحضرها له أمه كل صباح.

يقول "كانت الجمعة بالنسبة إلي يوماً عادياً أقضيه في النوم، وعند انقضاء الصلاة أعود للبيت لأكمل نصف يومي الآخر مع ألعاب الفيديو، لكنني أصبحت اليوم أنهض باكراً وآتي متحمساً، فنحن هنا للتظاهر والاسترزاق في الوقت نفسه، هكذا أشعر بأنني أحسن وأجني دخلاً أسبوعياً".

وفي جوار الأمين، كان عشرات المواطنين يتجمعون أمام شاب يصرخ "محاجب سخونين"، وهي أكلة شعبية تقليدية واقتصادية ولا تحتاج إلا إلى الدقيق والماء لإعداد العجين والبصل والطماطم لحشوها، وتؤكل ساخنة.

 

الشارع يتحرك

النشاط التجاري لا يقتصر على الباعة المتجولين فقط، فحراك الشارع الذي أضفى حركية على المشهد في البلاد، حفّز أصحاب المحال لفتح أبوابها، وهو ما وقفت عليه "اندبندنت عربية"، فالمقاهي ومحالّ بيع المأكولات تضاعفت أرباحها بعدما كانت في السابق توصد واجهاتها، في يوم تخف الحركة بشكل كبير وتخلو الشوارع من الزحام الذي يلازمها طوال أيام الأسبوع الأخرى.

سلمية التحرك

يقول صاحب محل تجاري في شارع ديدوش مراد إن "سلمية الحراك وتحضر المتظاهرين شجعاه في بادئ الأمر على الخروج للشارع ورفع المطالب نفسها التي يرفعها الشعب، لكن مع مرور الأيام قرّر أن يفتح محله أمام الزبائن".

وفي وقت سابق، حاولت السلطات العمومية أن تعيد الحركة إلى شوارع العاصمة التي تسجل ما يتعدى مليون ونصف مليون زائر يومياً، بإطلاق حملات عدة لإقناع التجار بالعمل يوم الجمعة والبقاء إلى ساعات متقدمة من الليل، لكنها فشلت في ذلك على الرغم من وعودها بتقديم تسهيلات جبائية وتوفير الحماية الأمنية بشكل مضاعف عن الأيام العادية، لكن الحراك الشعبي غيّر من هذه المعادلة، ومع توالي الجمعات واستمرار التصعيد في المطالب، أصبح يوم الجمعة رمزاً للنشاط والحركية.

المزيد من العالم العربي