Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيلي العليا: قيادة الأوركسترا تأثرت بعصر السرعة

يدعو إلى الحفاظ على جمالية الأغاني القديمة والحداثة الفنية لا تعني السقوط في الاستهلاك

المايسترو اللبناني إيلي العليا (اندبندنت عربية)

إيلي العليا قائد أوركسترا لبناني معروف عربياً، وصاحب تجربة كبيرة في البرامج التلفزيونية. ومعروف أن أزمة كورونا على رغم سلبياتها، شكلت حافزاً لبعض الفنانين، كي ينفذوا مشاريع وأعمالاً فنية، حالت التزاماتهم المهنية قبل الأزمة، دون ولادتها، ومن بينهم العليا. فها هو يستعد لخوض تجربة التلحين قربياً، ليؤكد أنه يمكن تقديم أغنية قيّمة وتتماشى مع العصر، ويستعد أيضاً لإصدار ما بين ثماني أو عشر مقطوعات موسيقية جديدة، من بعد مقطوعتيّ "يا ليلي" و"أمل". وحول هذا الموضوع يقول: "عندما أؤلف موسيقى فأنني أقدم فناً أحبه كثيراً حال عملي دون تنفيذه، لأن الواقع يفرض علينا أشياء معينة. أنا أؤمن بأن الواقع يفرض علينا 20 في المئة بما نقوم به. مثلاً، على المسرح لست كما أنا في ملهى ليلي أو في حفلة أو مهرجان، بل كل مكان منها يفرض عليّ نوعاً معيناً من الموسيقى يرضي الناس، لأن هدفنا هم إسعادهم".

النوادي الليلية

ويؤكد العليا أنه لا يمانع العمل في النوادي الليلية، ويوضح: "قبل ثلاث سنوات شكلت فرقة تضم مغنيين ومغنيتين، وأقمنا حفلات في كافة المناطق اللبنانية وفي الخارج، ونحن نجمع على طريقة "الميدلي" الأغاني الحديثة وأغاني الزمن الجميل والأغاني الأجنبية بعد "شدشدتها"، بهدف تقديم أكبر كم ممكن من الأغاني. مهنتنا تأثرت بعصر السرعة لكن شرط المحافظة على القيمة الفنية لمطبخ الأغاني القديمة، بعيداً من الفن الاستهلاكي".

وعن نسبة الفن الاستهلاكي الذي يُقدّم حالياً، أجاب: "هو موجود وبكثرة، بسبب عدم وجود التوعية والإرشاد. كلما رحل أحد فناني الجيل القديم، يقال "انتهى عصر العمالقة"، في حين أن هناك عناصر جيدة في الجيل الفني الذي تلاه، سيتحولون إلى جيل عمالقة بالنسبة إلى الجيل الجديد. وعلى هؤلاء نشر التوعية وعدم التوقف عن الإنتاج، لكي لا تتحول الأغنية إلى ماكينة". وعن حجم الوعي بين الفنانين الذين يتحدث عنهم، أجاب "الفنان الذي تستمر نجوميته 30 عاماً ليس نجماً بالصدفة، ولا شك أنه يملك وعياً وفكراً وسياسة معينة وفريق عمل يعاونه، ومطلوب منه أن يقدم النصيحة للجيل الجديد تقوم على فكرة أنه يمكن تقديم أغانٍ قصيرة وفيها مضمون". 

أغنيات راسخة

ولأن معظم الفنانين الذين أشار إليهم لم يتوقفوا عن الإنتاج، ولكن أعمالهم تمرّ مرور الكرام، يقول: "لا شك أن هناك أغاني تستمر، ولكن الاستمرارية ليست هي المقياس، ليس في مجال الغناء فقط بل في كافة المجالات، بوجود السوشيال ميديا وإيقاع الحياة السريع. الأهم هو نشر أغان بمواصفات جيدة وبهدف أن تستمر، ولكنها قد لا تضرب ولا تستمر، وهذا لا يعني أنها ليست قيّمة. معظم الأغاني الثقافية ليست جماهيرية، ولكنها ذات قيمة".

ويؤكد العليا أنه يوجد في لبنان عدد لا بأس به من الفنانين يحملون لقب مايسترو، ويوضح: "لكن هناك من يتسلقون على اللقب، وفي عدم وجود قانون يحاسبهم، فإن أعمالهم سوف تقوم بالمهمة. لا يوجد قانون مهني يصنّف العازفين والفنانين في لبنان، كما هي الحال في مصر أو سوريا، وتكمن الخطورة بأنهم يتذرعون بالحرية التي يوجد بينها وبين الفلتان شعرة واحدة". ويتابع "المايسترو هو من يقود أوركسترا وليس فرقة موسيقية، ويفترض به أن يعرف دور كل آلة في الأوركسترا لكي يتمكن من توزيع الأدوار، لأن العمل يشبهه، لذلك يمكن للسيمفونية الواحدة أن يلعبها 5 أوركسترا، وكل واحدة منها تقدمها بطريقة معينة تعكس روح المايسترو، ولأنه في الواجهة هو الذي يتحمل الانتقاد لأن المسؤولية تقع عليه. وبالنسبة إليّ، أنا درست بداية الغيتار ومن ثم البيانو ومن بعدها العلوم الموسيقية في الجامعة ودرّست فيها، وفي مرحلة لاحقة تخصصت مايسترو "أونلاين" وحصلت على شهادة، ولقد ساعدتني خبرتي كثيراً وسهلت عليّ الأمر وأنجزت الاختصاص بطريقة أسرع. لكن الألقاب لا تهمني، في حين أن البعض يصرّ على مناداته بـ المايسترو وهو يزعل كثيراً عندما يناديه أحدهم باسمه من دون لقب".

عبد الوهاب وبركات

وعما إذا كانت هذه الإشكالية تدور حول لقب الموسيقار، وهل محمد عبد الوهاب كما ملحم بركات هما موسيقاران بالقيمة الفنية نفسها؟ يجيب: "الموسيقار كلمة تركية مركبة تعني كار (مهنة) فلان الموسيقى. كلاهما غنى ولحّن أعمالاً وصلت إلى كل الناس واشتغلا في المطبخ القديم للأغنية التي تعتمد على الميلودي بعيداً من مدة الأغنية. عبد الوهاب فضله كبير على الموسيقى العربية وملحم بركات فضله كبير على الموسيقى اللبنانية. قبل عبد الوهاب كانت الموسيقى على شكل دور وموشح، وهو أسس مدرسة وأطلق أغنية ذات قيمة، ولكن لم يكن هدفه إلغاء الدور والموشح لمجرد إلغائهما، بل كان دوره كبيراً في تطوير الموسيقى، ومثله ملحم بركات الذي حرص على أن للميلودي دوراً أساسياً في الأغنية بعد الكلام، فنحن يمكن أن نتفاعل مع ألحانه من دون توزيع، لأن لحنه لا يحتاج إلى ماكياج، وكل أغانيه راسخة، وجعل الأغنية اللبنانية ذات قيمة وفي مرتبة عالية ومنعها من الانحدار".

وعن مقولة "لا يوجد فنان لا ينشّز" التي يرددها الفنانون في برامج الهواة، أوضح: "الفنان الذي يغني ساعتين لا بد وأن ينشّز لأنه إنسان ولديه أوتار تتأثر بعوامل الطبيعة، ولكن لا يمكن أن نشمل كل الفنانين بهذا الكلام، وهناك فرق بين فنان يبدأ بالتنشيز منذ أن يعتلي المسرح حتى نهاية الحفل، وآخر يمكن أن "يفلت" منه تنشيز لسبب أو لآخر. كما أن هناك فنانين تُرفع لهم القبعة، من بينهم وديع الصافي لم يكن أن يقترف "ربع تنشيزة" لأنه كان يقوم بالتمارين اللازمة قبل كل حفلة. وحتى بين فناني الجيل الشاب هناك مطربون رائعون، من بينهم رامي عياش ووائل كفوري وعاصي الحلاني، وقبلهم أحمد دوغان وغيره".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن السبب الذي يجعله يقود أوركسترا لفنان "ينشّز"، أجاب: "الاحتراف لا يكون في العزف وحسب بل في التعامل أيضاً، وعندما ألتزم بعقد مع محطة تلفزيونية لا يمكنني أن أصنف المطربين الذين يشاركون في برامجها، ويمكن أن يوجه إليّ اللوم عندما "أنشز" خلال العزف. أما في الحفلات، فإنني أختار أحياناً الفنانين الذين أتعامل معهم، لأن المطربين الذين يطلبونني لحفلاتهم معروفون وهم لبنانيون وعرب، ومن بينهم يارا ورامي عياش وراغب علامة ووليد توفيق ومحمد عبده وعبدالله الرويشد، وأنا على قناعة تامة بأن الموسيقي يجب أن يشتغل مع كل الفنانين لكي يطور تجربته، لأن الموسيقى أنماط وأشكال ولا معنى للعزف لمدة عشرين عاماً مع فنان واحد".

مواهب الهواة

العليا الذي كان قائد أوركسترا في عدد من برامج الهواة، علّق على الانتقادات التي تعتبر أن أصوات بعض الهواة أهم من أصوات الفنانين الذين يحكمون عليهم في لجان التحكيم، قائلاً: "هذا أمر طبيعي. وهناك عدد كبير من الأصوات الجميلة التي لا تغني علناً، وهل المطلوب أن تكون أصوات الهواة أقل من أصوات أعضاء اللجنة؟ وفي الأساس هل يمكن التكهن مسبقاً بالمشتركين أو بحجم موهبتهم. إذا كان صوت وديع الصافي جميلاً فهل هذا لا يعني أن أصوات بقية المطربين ليست كذلك، وتالياً إذا كان صوت المشترك جميلاً، فهذا لا يعني أن أصوات أعضاء اللجنة ليسوا كذلك".

وعن التأثير السلبي الذي تتركه هذه البرامج على نفسية المشتركين، خصوصاً الذين ينالون قسطاً وفيراً من المديح خلال عرضها يُشعرهم بالنجومية، وبعضهم يصاب بالضياع وخيبات الأمل، بعد انتهائها، أجاب: "هذا هو نظام هذه البرامج ومن يشارك فيها يعرف أن مشتركاً واحداً سيفوز. منذ أيام "استديو الفن" وحتى اليوم، هناك من لم يفوزوا بميداليات ولكنهم اشتغلوا على أنفسهم وأصحبوا نجوماً".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة