Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فوكس نيوز ربما تجاوزت حدود دهائها أخيراً

باتت القناة عالقة في مرمى نيران المعركة على روح الحزب الجمهوري

 مذيع قناة فوكس نيوز الأميركية تاك كارلسون تبنى نظريات ترمب اليمينية المتطرفة حول سرقة الانتخابات (غيتي) 

لطالما كانت هناك قصة واحدة على الأقل يمكن من خلالها الاعتماد على قناة فوكس نيوز التابعة لروبرت مردوخ في صحة أخبارها، وهي قصة التصنيفات. لم تكن هناك حاجة لمعلقيها للتحدث عن المؤامرات أو عن ثقافة الإقصاء أو عن حروب ضد عيد الميلاد في "نيلسن،" لأن المعلومات غير المتحيزة التي تقدمها وكالة التقييمات كانت في صالح فوكس سنوات. لقد أظهرت باستمرار تقدم الشبكة على القنوات الإخبارية المُنافسة "سي إن إن" و "إم إس إن بي سي" على مدى 20 عاماً تقريباً، منذ بداية عام 2002، بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية.

الأوقات تتغير. لقد شهدت الدفعة الأخيرة (من التصنيفات) تخبط شبكات الأخبار الثلاثة جميعها بشكل جنوني بين التركيز على أوقات الذروة أو على فئات ديموغرافية رئيسية، أو على عطلة نهاية الأسبوع مقابل أيام الأسبوع، أو ما إذا كان ينبغي النظر إلى الأداء السنوي أو الأسبوعي.

لكن وسط الدخان والمرايا والأكاذيب والأكاذيب اللعينة والإحصاءات، كان هناك أمر واضح واحد، وهو أن فوكس أصبحت في الأسفل ومنافسوها في الأعلى.

إن القناة التي فعلت الكثير لتهيئة الظروف لدونالد ترمب قبل أن تحتضنه بحماسة، فحسب لتجد نفسها محاصرة من قبل المزيد من المتملقين الخنوعين على اليمين، أصبحت الآن عالقة في معضلة سيئة.

وبعد تعرضها لانتقادات شديدة على "تويتر" من الرئيس السابق خلال الحملة الانتخابية، حيث هاجم الشبكة لكونها غير موالية له بما يكفي، وحث أتباعه على عدم مشاهدتها ومشاهدة "نيوزماكس" أو "وان أميركا نيوز" بدلاً منها، أصبحت فوكس عالقة الآن في مرمى نيران المعركة على روح الحزب الجمهوري.

من ناحية، يوجد جناح المؤسسة الذي تجسده ليز تشيني، ثالث أرفع عضو جمهوري في الكونغرس والتي صوتت لعزل ترمب. ومن الناحية الأخرى، يوجد جناح المؤامرة، الذي تحمل علمه حالياً النائبة الجمهورية ماجوري تايلور غرين، التي كانت تدعم حركة "كيو انون" وادعت سابقاً أن عمليات إطلاق النار في المدارس كانت "مزيفة"، وقامت بمضايقة الناجين وأشارت إلى أن حرائق الغابات في كاليفورنيا اندلعت بسبب أشعة ليزر فضائية يسيطر عليها ممولون يهود.

وبين هذين الجناحين، تحاول فوكس إيجاد أرضية آمنة لمهاجمة إدارة بايدن وانتقاد "ثقافة الإقصاء". ولكن حتى ذلك "الضرب المتواصل" لم يعد ناجحاً كما كان في السابق.

ولقد سلط موقع نيوزهاوند - صاحب شعار "نشاهد فوكس نيابة عنك" – الضوء حديثاً على مقابلة رائعة أجرتها القناة مع المحلل جون غولدبيرغ، قال فيها المساهم وكاتب العمود والمحرر السابق في  مجلة "ناشيونال ريفيو" المحافظة إن هناك "ثقافة إقصاء يمينية منتشرة ومزدهرة" بالإضافة إلى الثقافة الليبرالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفت إلى أن "هناك أشخاصاً يريدون رؤية فوكس خارج دائرة التأثير وأعتقد أن هذا سخيف." لكنه تابع قائلاً: "في الوقت نفسه، لا ينبغي أن يكون الأمر مفاجئاً، وأنت محق في الإشارة بشكل خاص إلى قسم الأخبار على أنه مختلف، لكن لا ينبغي أن يكون مفاجئاً عندما يروج أناس في قسم الرأي للأكاذيب حول سرقة الانتخابات، والذين يهتمون أكثر بإقصاء ليز تشيني أكثر من قلقهم بشأن إقصاء ماجوري تايلور غرين ".

بعد هذا التعليق، يتساءل المرء إلى متى سيحتفظ غولدبرغ بوضعه كمحلل على القناة.

لقد بُثت المقابلة بعد فترة وجيزة من ظهور مقال افتتاحي مدمر في صحيفة لوس أنجلوس تايمز للكاتب كريس ستيروالت، المحرر السياسي السابق في قناة فوكس نيوز الذي أعلن بشكل صحيح فوز جو بايدن بولاية أريزونا ليلة الانتخابات.

في أعقاب ذلك، واجه ستيروالت "غضباً قاتلاً" من أنصار ترمب المغتاظين من عدم تبنيه وجهات نظرهم. وفي مقاله، قال إن ما حدث كان "نتيجة مأساوية لسوء التغذية المعلوماتية التي أصابت الأمة بشدة" مدفوعة ببيانات التصنيف الدقيقة، لدرجة أن المخرجين يمكنهم رؤية ما يلفت أنظار الجمهور دقيقة بدقيقة ويقومون بتكييف الأخبار مع تحيزاتهم.

هذه البيانات هي التي استندت إليها فوكس نيوز على ما يبدو في صياغة استراتيجيتها للانخراط في المعركة الضارية من أجل روح التيار الأميركي المُحافظ. ولقد زادت من استضافة محللي الرأي بينما قامت بتطهير مقدمي "الأخبار" مثل ستيروالت، الذي زعمت الشركة أنه فقد وظيفته بسبب "إعادة الهيكلة"، فيما قال المنتقدون إن ما حدث كان "تطهيراً".

الآن، ربما يكون انخفاض تصنيفات فوكس مؤقتاً، حيث قدم موقع نيوز ديدلاين تحليلاً جيداً للادعاءات والادعاءات المضادة، لكن يبدو من الواضح أن "سي إن إن" لديها أكثر الأسباب لتكون سعيدة.

لماذا يعتبر هذا مهماً؟ تعد "سي إن إن" أفضل القنوات في تقديم الأخبار، والأخبار العاجلة الرئيسية على وجه الخصوص، وكان هناك الكثير من الأخبار في يناير(كانون الثاني).

لذا يمكن ربما أن تستعيد فوكس بعض خسائرها عندما تكون هناك أخبار أقل وشهية أكبر للغضب المصطنع. لكن ربما لن يحدث ذلك، حيث كان من اللافت قيام راشيل مادو، مقدمة البرنامج في "إم إس إن بي سي" ذات الميول الليبرالية، بانتقاد مذيع فوكس نيوز تاكر كارلسون، في فقرة أفضل العشرة (Top 10).

هناك مشكلة تواجه فوكس، وبخاصة مالكها مردوخ، نظراً لأهمية هذا العملاق المالي لأعماله التجارية. فعندما عزّزت القناة مكانتها باعتبارها الأكثر مشاهدة من بين قنوات الأخبار الأميركية خلال رئاسة جورج دبليو بوش، كان الحزب الجمهوري متحداً على نطاق واسع. وكان يمينياً جداً مقارنة بمعظم أقرانه الأوروبيين، حتى المحافظين البريطانيين، وكانت لديه قدرة كبيرة على الإساءة. ومع ذلك كان معروفاً كحزب رئيسي ينتمي إلى يمين الوسط إلى حد ما.

لم يعد هذا هو الحال. ربما تستنتج فوكس من تصنيفاتها أن احتضان اليمين المتطرّف الذي تجسده تايلور غرين هو السبيل لكسب المشاهدين. لكن باتباع هذا المسار ستجد نفسها تُنافس على حصة من سوق أصغر وأكثر ازدحاماً، وتجعل البعض من مشاهديها التقليديين المحافظين، ينفرون منها، بعدما أصيبواً بالصدمة مما حدث لحزبهم والذهول جراء أحداث مثل أعمال الشغب في مبنى الكابيتول. كما أنها ستُضحي بصدقيتها المحدودة.

وهناك أيضاً الإشكالية الصغيرة المتعلقة بقضايا التشهير والتي تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار والتي رفعتها شركتان لصناعة ماكينات التصويت "سمارتماتيك و دومينيون". وتركز هذه القضايا على ادعاءات باطلة تم بثها على قناة فوكس وغيرها تقول إن هاتين الشركتين ساعدتا في سرقة الانتخابات من ترمب، وهي الانتخابات التي خسرها الجمهوريون بهامش كبير.

فهل يا ترى تجاوزت الشبكة ومالكها مردوخ حدود دهائهم؟

© The Independent

المزيد من آراء