Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسامون شباب يسعون إلى تجديد الفن التشكيلي المغربي

"نفس جديد" معرض جماعي يقدم أعمالاً تجريبية متعددة الأبعاد

لوحة لهاجر المستعصم في المعرض الجماعي (اندبندنت عربية)

يستضيف غاليري كينت بمدينة تطوان المغربية حتى الثامن من مارس (آذار) المقبل معرضاً لمجموعة من الفنانين الشباب من خريجي معهد الفنون الجميلة في تطوان. ويقام المعرض الذي يحمل عنوان "نفس جديد" بالتعاون مع المركز الثقافي الإسباني في تطوان، ويأتي في إطار احتفال المعهد بمرور سبعين عاماً على إنشائه. في هذا المعرض يتم الاحتفاء بأربعة من الفنانين الشباب حديثي التخرج، وهم رحمة الحصيك، وهاجر المستعصم، وزياد المنصوري، ورضا بودينة، بالإضافة إلى عدد من الأسماء الشابة في مجال رسوم التحريك والقصص المصورة المغربية.

الأعمال المشاركة في هذا المعرض تتسم بالاختلاف في ما بينها من حيث التقنية والأفكار والموضوعات التي تطرحها، لكنها تتوافق في نزوعها نحو التجريب والحماسة البادية في المعالجات الفنية. فالفنانة هاجر المستعصم على سبيل المثال تشارك بأعمال تصويرية تحمل معالجات يسيطر عليها التجريب في الخامة. وفي لوحات المعتصم ثمة عنصر محوري يمثله في الغالب وجه فتاة، بوضع جانبي، أو في وضع المواجهة، ويحيط بهذا العنصر المتكرر مجموعة من الدوائر المتداخلة على هيئة إطارات للدراجات الهوائية، بينما تركت خلفية العمل بلون واحد أو اثنين من أجل تأكيد العنصر الرئيس في اللوحة. ويعكس رمز الدراجة الهوائية هنا القضية التي تعمل عليها الفنانة منذ فترة كما تقول، والمتعلقة بالمرأة وقضاياها. فحتى وقت قريب كانت الدراجات الهوائية حكراً على الرجل وممنوعة عن الفتيات. تلخص هذه المفردة كما تقول الفنانة على نحو واضح ما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا من حصار حتى في أبسط الأمور. تعمل الدائرة هنا أيضاً كإطار مغلق يحاصر وجه المرأة ويمنعها من الحركة.

 

أما الفنان الشاب زياد المنصوري فيشارك بمجموعة من الأعمال التصويرية التي تعكس التقلبات النفسية التي يعيشها الفنان، والذي يرى أننا نعيش في عالم يحكمه العبث كما يقول. في لوحات المنصوري ثمة حضور للجسد البشري، لكنه حضور مشوه في أغلب الأحيان، فثمة رؤوس بلا أجساد أو أجساد بشرية مشوهة تملأ فضاء هذه الأعمال. تتحرك هذه العناصر في فضاء غائم ومشتعل بدرجات الأحمر. في هذه الأعمال ثمة بناء صرحي للمساحات ذات الأبعاد الكبيرة، كما يلعب الفراغ هنا دوراً في تشكيل المشهد، ويميزه ذلك المزج بين الدارجات الأحادية والرمادية والألوان الصارخة.

أجواء حلمية

لا تخلو أعمال الفنانة رحمة الحصيك من الهواجس المشتركة نفسها، ففي أعمالها التي يطغى عليها اللون الأبيض على نحو لافت تطالعنا أجواء أشبه بالأحلام. في هذه الأعمال ذات المساحات الصغيرة نسبياً تحتفي الفنانة بعنصر وحيد في كل مساحة: نباتات أو طيور أو أجزاء من الجسد البشري، أو ربما تمزج بين عنصرين أو ثلاثة في لوحة واحدة. تربط الحصيك بين هذه العناصر جميعها برسم لجسد فتاة ذي حجم كبير مرسوم على جدار القاعة مباشرة كخلفية لهذه اللوحات الصغيرة. هي فنانة متمكنة في توظيفها للمفردات والعناصر المنتقاة بعناية، ومعالجاتها السريعة الأقرب إلى روح الاسكتشات. أما الفنان رضا بودينة فيشارك بأعمال يغلب عليها التجريد الهندسي والتوظيف اللافت للخامات والعناصر المختلفة على سطح العمل. في هذه الأعمال تطالعنا مساحات من اللون الصريح مؤطرة بخطوط سوداء واضحة تبرز جمالية اللون والبناء الهندسي للمساحات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى جانب هذه التجارب الأربع يستضيف المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية لعدد من فناني القصص المصورة، على رأسهم الفنان عزيز أوموسى، وهو أحد الأسماء المغربية البارزة في مجال القصص المصورة والتحريك. يقدم أوموسى أعماله المستلهمة من الموروث المغربي والمصادر الأدبية، إلى جانب بعض الأسماء الشابة من خريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة بطنجة، الذين يخطون أولى خطواتهم العملية من خلال هذا المعرض، وهم أحمد خيري، وأفاسي كمال، وأنس الخو.

 

في تعليقه يرى القيم على المعرض، عمر سعدون، أن المعرض يأتي في إطار حرص معهد الفنون الجميلة بتطوان على دعم خريجيه من خلال إيلائهم أهمية كبرى بعد أن تلقوا تكوينهم الثقافي والجمالي والفني بأحد أبرز المؤسسات التطوانية العتيدة في تاريخ الحركة الفنية المغربية. ويضيف سعدون: "إن دور المعهد يتجاوز هنا فكرة التدريس الأكاديمي لطلبته، فهو يسعى كذلك إلى دعمهم في تحديات نحت أسمائهم الفنية على أرض الواقع، ومد يد العون لهم حتى يكون مستقبل الفن البصري المغربي المعاصر واعداً بالأمل ومليئاً بالعطاء".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة