Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السترات البرتقالية"... الوجه الآخر لسلمية الحراك في الجزائر

"هدف أصحاب المبادرة تجنيد أكثر من 200 شاب لمنع صدام المحتجّين مع قوات الأمن"

مبادرة شبابية للمساعدة والإسهام في إنجاح المسيرات المليونية التي تشهدها الجزائر (اندبندنت عربية)

على الرغم من أن أحداث الشغب التي شهدتها الجمعة الثامنة من حراك الجزائر 12 أبريل (نيسان) كانت جانبية ولا تكاد تذكر، إلا أنها أحدثت حفيظة المتظاهرين الذين يفتخرون بسلمية حراكهم الشعبي ويخوضون معركة من أجل المحافظة عليها لكونها سرّ قوتهم ضد بقايا النظام السابق، فكانت فكرة "السترات البرتقالية" واحدة من بين المبادرات الشبابية التي ولدت لحماية حراك 22 فبراير (شباط).

مهمتهم الأولى

يزيد، البالغ من العمر 31 عاماً، واحد من بين المتطوعين في فريق "السترات البرتقالية"، يبدو متحمساً للفكرة بدليل أنه قدم في ساعات الصباح الباكرة وقرّر الالتحاق بزملائه الذين كانوا يتوافدون على شارع "ميسوني" في العاصمة، وهي نقطة انطلاقهم في مهمتهم الأولى التي تصادفت مع الجمعة التاسعة من الحراك.

يقول يزيد "منذ الجمعة الثالثة من الحراك الشعبي، راودتني فكرة الانخراط في مبادرة شبابية بغرض تقديم يد المساعدة والإسهام في إنجاح المسيرات المليونية التي تشهدها البلاد".

الشارات الخضراء

ويضيف لـ "اندبندنت عربية" "في البداية فكرت في الانضمام إلى فريق الشارات الخضراء، وهم مجموعة من الشباب الذين تقع على عاتقهم مهمة تقديم الإسعافات الأولية للمتظاهرين في حال تسجيل أي حوادث، ولأنني لا أفقه في هذا المجال الطبي تراجعت".

يزيد واحد من بين الشباب المتحمسين لتقديم خدمة للحراك والإسهام في المحافظة على زخمه، فكانت مبادرة السترات البرتقالية التي احتوته في نهاية المطاف، موضحاً "اتصلت بالفريق وجرى الترحيب بي وها أنا في أول مهمة تطوعية لي اليوم الجمعة، خصوصاً وأن الهدف منها هو الحفاظ على أكبر نقطة في قوة الحراك وهو سلميته".

هكذا بدأت الفكرة

السترات البرتقالية، ليست استنساخاً لفكرة "السترات الصفراء" التي ظهرت في فرنسا احتجاجاً على الأوضاع التي تعيشها البلاد، يقول ولد مهاجري "بالعكس هي مبادرة ضد العنف وتكافح الانحراف. نحن مجموعة من الشباب سجلنا وقوع بعض الانحرافات في الجمعة السابقة أي الثامنة 12 أبريل، من طرف بعض البلطجية لإخراج الحراك من سلميته، فقررنا التصدي لها بهذه المبادرة".

الجزائري سلمي

وتابع "قررنا أن يكون لون السترة برتقالياً حتى ترمز للسلمية والتحضر والرقي، لإعطاء صورة للعالم بأن الجزائري سلمي إلى أبعد الحدود"، متابعاً "مبادرة السترات البرتقالية هي جد قيمية، لأنها ستكون بمثابة حاجز أمني بين رجال الشرطة والمتظاهرين لمنع الاحتكاك، ولحماية المشاركين في مسيرات الجمعة بهدف تثبيت السلوك السلمي، ورصد المتسللين الذين يثيرون الفوضى في المسيرات، خصوصاً في العاصمة الجزائر".

وتحمل السترات البرتقالية شعار "سلمية"، ويجري الترويج للمبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولقيت تجاوباً كبيراً، وعبر عدد من الشباب تبنيهم للفكرة وانخراطهم في المبادرة، ويأمل أصحابها ألا تبقى حكراً على الجزائر العاصمة فقط وتتوسع لتشمل مدناً عدة من الوطن، لإعطاء صورة مشرفة.

مبادرات تطوعية

وبحسب أصحاب المبادرة التي أطلقها الصحفي توفيق عمران، فإنها تهدف إلى تجنيد أكثر من 200 شاب لمنع صدام المحتجّين مع قوات الأمن، ولقيت في بدايتها، استحسان الشارع الجزائري، وتقول السيدة مريم إن وعي الشباب وقدراتهم الكامنة بدأت تتفجر بعدما عمدت السلطة الحاكمة إلى قتل روح المبادرة في أوساط الجزائريين، وتفكيك المجتمع المدني الذي لم يعد فاعلاً على الإطلاق في فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

ومنذ انطلاق حراك الجزائر، يعمد الشباب على تأطير المسيرات الشعبية، عن طريق مبادرات تطوعية على غرار تقديم الإسعافات الأولية للمتظاهرين، بالإضافة إلى تنظيم حركة المرور، وتنظيف الشوارع والساحات عقب كل مسيرة من يوم جمعة، وهو ما قدم صورة رائعة على حراك 22 فبراير الذي أبهر دولاً عدة بسلميته.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي