Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جريمة غامضة تودي بحياة عائلة كاملة في المغرب

وقعت في مدينة سلا ولم تكتشف الشرطة حتى الآن دوافعها

تستمر تحقيقات الجهات الأمنية المغربية لمعرفة الجاني (غيتي)

لا يزال الغموض يحوم حول جريمة وقعت يوم السبت 6 فبراير (شباط) في مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط هزت الرأي العام المغربي، وراح ضحيتها ستة أفراد من عائلة واحدة، إذ لم يتوصل المحققون الأمنيون حتى الآن إلى فك خيوطها الغامضة.

الجريمة

في السابعة من صباح يوم السبت، لاحظ أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى عمله خروج أعمدة دخان من أحد البيوت في حي الرحمة الشعبي بمدينة سلا، مبلغاً الجيران الذين تواصلوا مع الشرطة التي حضرت رفقة قوات الدفاع المدني، وعملت على إخماد النيران المشتعلة، ثم اكتشفت قوات الأمن ستة أشخاص مذبوحين في البيت، خمسة منهم فارقوا الحياة، وواحد (نور الدين) لا يزال على قيد الحياة، لكنه توفي بعد نقله إلى المستشفى. 

وفي حين لم تكشف الشرطة حتى الآن عن دوافع وتفاصيل الجريمة، إلا أن أقارب العائلة المقتولة وجيرانها أعطوا بعض السيناريوهات المحتملة لها.

وفي بلاغها، ذكرت المديرية العامة للأمن الوطني المغربية أنه تم "اكتشاف جثث خمسة أشخاص من عائلة واحدة تحمل آثار جروح ناجمة عن أداة حادة وحروق بليغة بسبب اندلاع النيران التي يشتبه في كونها ناتجة من مادة سريعة الاشتعال".

وأوضحت المديرية أن المعاينة الأولية تشير إلى غياب أية علامات بارزة على تحطيم أبواب ونوافذ المنزل المكون من طابقين، والذي يعيش فيه كلبان للحراسة.

روايات مختلفة

تتضارب الأنباء حول دوافع وتفاصيل الجريمة، لكن هناك من يرجح فرضية إقدام نور الدين على قتل والديه وزوجته وابنته الرضيعة وابن أخته، ومن ثم انتحاره، خصوصاً ألا آثار على اقتحام المنزل، إضافة إلى التلميح إلى أن الجاني المفترض كان يتعاطى المخدرات.

في المقابل، يؤكد عدد من سكان الحي بأن نور الدين لا يمكنه الإقدام على تلك الجريمة الشنيعة، لأنه كان شخصاً يحظى باحترام وتقدير الجميع، وأن علاقته بوالديه كانت جيدة، خصوصاً أنه المعيل الوحيد للعائلة. 

ويشير إلى أنه انتظر سنتين بعد زواجه ليرزق بولد، وبالتالي كان المولود الجديد محط حب كبير.

ويقول الجيران إن نور الدين شخص عصامي استطاع تطوير وضعيته الاقتصادية، فبعد أن عمل لأعوام حارساً في أحد أسواق الآواني والبلاستيك، تمكن من دخول تلك التجارة، وخصص محلاً أسفل منزله لبيعها إلى أن اشترى عربة لنقل البضائع قبل خمسة أيام.

يتساءل جيران الأسرة المقتولة، كيف يعقل أن يقدم شخص على جريمة من دون أن يكون قد أخذ وقتاً كافياً للتخطيط، وبالتالي لا يعقل أن يطور شخص مجال عمله إن كان يخطط لجريمة خطيرة، كما يرجحون فرضية تصفية حسابات على طريقة المافيات، نظراً لبشاعتها.

ويؤكد أحدهم أنه كان بصحبة نور الدين حتى حدود الساعة الواحدة من ليلة الجريمة، مشيراً إلى أن الأخير لم تكن تظهر عليه أية أعراض لتعاطي المخدرات أو الخمر، في حين يحتمل أن تكون الجريمة قد وقعت حوالى الساعة الرابعة صباح السبت.

سلسلة من الأحداث

تشهد مدينة سلا سلسلة من الجرائم يصل بعضها إلى مستوى خطير، بحيث تسهل بنية المدينة الفقيرة ذلك، كونها لم تعرف اهتماماً على غرار العاصمة الرباط المجاورة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الوقت الذي تشهد فيه المدينة ثاني أكبر نسبة زيادة سكانية بعد الدار البيضاء، إلا أن المشاريع الاقتصادية والدعم الاجتماعي غائبين عنها، إذ يعاني عدد من شبابها البطالة، كما تعرف بعض بؤر تداول المخدرات والكحول. 

وعلى الرغم من جهود السلطات للحد من الجريمة في المدينة، إلا أنها لا تزال تعرف معدلات مرتفعة للانحراف بالمقارنة مع مدن أخرى.

تطور الجريمة

ويربط الباحث في علم الاجتماع الإجرامي عادل بلعمري، الجرائم البشعة بارتفاع نسبة الأنانية المفرطة لدى الأشخاص، مؤكداً أن تطور ظاهرة الإجرام أصبح مرتبطاً بهوامش وأطراف المدن الكبرى والمتوسطة.

ويشير الباحث إلى أن تطور هذه الظاهرة أدى إلى حدوث تحول جذري في اتجاهاتها، بحيث انتقلت من النزوع لقتل ضحية واحدة، إلى الطابع الجماعي.

ليس الفقر 

اختلفت تعليقات المغاربة على الموضوع عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك من يربط الجريمة بالانحراف والفقر والضياع الذي يعيشه بعض الشباب، بينما فسره آخرون بالفراغ الروحي، حيث أشار إسماعيل رشيد، في تعليقه على الجريمة، إلى أنه "للأسف كان في المواطن المغربي خير كثير على الرغم من بساطته في العيش، لكن الآن يتم تحويله إلى وحش بقصد أو عن غير قصد، لأن السلوكيات والتصرفات إضافة إلى طريقة التفكير تختلف تماماً عما عهدناه من قبل، ووجد الفقر في السابق ولا يزال موجوداً، ولكن لا مبرر للجريمة ولا يمكن أن نربطها بالفقر، إنما بالفراغ الروحي".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي