Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيديو يصور أطفالا مغاربة يعنفون في إسبانيا يثير غضبا

سجل في أحد مراكز إيواء المهاجرين القاصرين في شمال جزر الكناري

أعاد شريط فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل في المغرب موجة استياء من الطريقة المهينة التي تتصرف بها قوات الأمن الإسباني مع المهاجرين المغاربة، وخصوصاً القاصرين منهم.

ويوثق الشريط تعرض مجموعة من الأطفال المغاربة، من المهاجرين السريين، للضرب والتعنيف من طرف عناصر قوات الأمن الإسباني، في ما يبدو أنه مركز إيواء في جزر الكناري. ويظهر الفيديو مجموعة من القاصرين يتجمعون حول أحد زملائهم الملقى على الأرض ولا يتحرك طوال مدة الفيديو، في حين يقوم أفراد الأمن الإسباني بضرب بعضهم، وإرغامهم على الجلوس أرضاً من دون حركة. وفي الأثناء ذاتها، يكرر أحد الأطفال عبارة "أيها الشرطة، إنه أخي"، ما يوحي بأنه يطلب من الشرطة إنقاذ أخيه. ويظهر أفراد الأمن وهم يضعون أقنعة طبية، ما يشير إلى أن الواقعة حدثت خلال جائحة كورونا.

وتطالب الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان الادعاء العام الإسباني بفتح تحقيق حول الفيديو الذي يوثق لواقعة الاعتداء على القاصرين المغاربة، مع ترتيب الجزاءات القانونية والإدارية ضد رجال الشرطة الذين اقترفوا الفعل الإجرامي.

انتهاكات متعددة ومتكررة

يؤكد إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، أن "الرابطة تابعت بقلق كبير ذلك الحادث الذي يؤكد تورط إسبانيا في انتهاكات متعددة لحقوق هؤلاء القاصرين". ويلفت إلى أن "تلك الاعتداءات تشهدها الأراضي الإسبانية كلها، بما فيها مدينتنا سبتة ومليلية المحتلتان من طرف إسبانيا، حيث يتم على سبيل المثال إخضاع المهاجرين القاصرين لكشف طبي مهين يتم خلاله إجبارهم على نزع ملابسهم وفحص أعضائهم التناسلية وأسنانهم، وهو الإجراء الذي يتنافى مع القيم الثقافية والدينية لتلك الفئة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضاف إلى ذلك، وفق السدراوي "الحرمان من الحق في التعليم والتكوين المهني، ووضع القاصرين المغاربة في غرفة عقاب انفرادية صغيرة ومعتمة وقذرة، تخلو إلا من بعض الفرشات ولا يوجد فيها حمام، وذلك لمدة تصل إلى أسبوع بسبب مخالفات بسيطة، بالإضافة إلى تعرض بعض القاصرين لاعتداءات جنسية".

ويروي السدراوي أن "القاصرين المغاربة يتعرضون لعديد من الانتهاكات الممنهجة والمتعمدة، ويؤكد تقرير ميداني أعدته منظمة حقوقية دولية تعرض أطفال مغاربة في مدينة مليلية للضرب بالأيدي والهراوات وللرفس من قبل الشرطة، أما في سبتة فيظلون معرضين للضرب الوحشي إذا ما حاولوا الفرار أثناء سعي الشرطة الإسبانية للقبض عليهم، وفي كلتا المدينتين (سبتة ومليلية) لا يتمكن بعض الأطفال من الحصول على الإقامة القانونية المؤقتة المكفولة لهم بالقانون، حيث يصبحون عرضة للترحيل إلى المغرب عند بلوغهم الثمانية عشرة".

ويشير السدراوي إلى أن "المراكز السكنية للأطفال غير المرفقين، التابعة لدائرة الرفاه الاجتماعي في مدينتي سبتة ومليلية، تعاني الازدحام، وتعرض الأطفال لسوء المعاملة من قبل الموظفين، أو من قبل أطفال آخرين، مع منحهم وجبات غذائية سيئة غالباً ما تحتوي على لحم الخنزير، وهذا بدوره أمر غير ملائم لكثير من الأطفال لأسباب دينية". ويذكر أن المهاجرين القاصرين في المدينتين لا يحصلون على عناية صحية وقائية منتظمة، وكثيراً ما يتم حرمانهم، بشكل تعسفي، من العناية الصحية في حال تعرضهم لمشاكل صحية خطيرة، على الرغم من أنهم مؤهلون لتلقي العناية الصحية وفقاً للقانون الإسباني، حيث لم تصرف للأطفال البطاقة الصحية التي تصدرها الحكومة (Tarjeta Sanitaria) على الرغم من أهليتهم لتسلمها، ومن المعتاد أن ترفض مراكز الخدمات الطبية، المدعومة من الحكومة، تقديم العناية الصحية للأطفال الذين لا يحملون البطاقة الصحية، وإذا لم يصحبهم موظف من المراكز السكنية".

نفي رسمي

من جانبها، أكدت حكومة جزر الكناري، حسب ما تناقلته وسائل إعلام إسبانية، أن الفيديو المذكور تم تصويره صباح الثلاثاء 2 فبراير (شباط) الحالي، في أحد مراكز إيواء المهاجرين القاصرين في شمال الجزر، موضحة أن هذا التدخل أتى لإيقاف المراهقين الذين ظهروا في الفيديو إثر شكايات من طرف موظفين في المركز، يتهمونهم بتهديدهم بواسطة مقص.

وفي خصوص الشاب الذي ظهر في الفيديو ملقياً على الأرض، أشارت حكومة جزر الكناري إلى أن المعني بالأمر كان يتظاهر بأنه فاقد للوعي. وقالت إنه بعد حضور الخدمات الطبية نهض من الأرض سالماً معافى.

وعلى الرغم من رواية حكومة جزر الكناري التي تتجه نحو إخلاء المسؤولية في الاعتداء على قاصرين، يؤكد ناشطون إسبان التوجه العدواني الرسمي الإسباني ضد المهاجرين. وتعتبر هيلينا مالينو، المدافعة الإسبانية عن حقوق المهاجرين في حديث إلى إحدى الصحف العربية، أن "لدى إسبانيا عنصرية هيكلية، كانت مصدراً للعنصرية الاجتماعية، وذلك جلي في شبكات التواصل الاجتماعي التي تعج بخطاب الكراهية ضد المهاجرين المغاربيين".

وتؤكد مالينو أن الوضع رهيب هناك، وأن هذه الصور توضح زيادة في العنصرية وكراهية الأجانب، وهي إحدى المشكلات الرئيسة في إسبانيا التي تنفي وجود العنصرية داخلها.

منع ترحيل القاصرين

يمنع القانون الإسباني ترحيل المهاجرين غير الشرعيين القاصرين، في حين تقوم السلطات الإسبانية بتجاوزات عدة في حقهم، ما يشكل ضرباً لقوانين حماية الطفولة الواجب اتباعها في تلك الحالات.

ويعتبر السدراوي أن مرجعية وجود هؤلاء الأطفال في الدولة الإسبانية تعود لقرار المحكمة الدستورية الإسبانية الذي يمنع ترحيل المهاجرين القاصرين إلى بلدانهم الأصلية، عندما أوقف المحامي الإسباني، إغناثيو دي لاماتا، في نهاية عام 2009، عملية ترحيل قاصر مغربي بحجة عدم وجود كفيل له ووجوده في وضعية غير شرعية، وهو حسب السدراوي اعتراف من أعلى سلطة قضائية في إسبانيا بأن القوانين الدولية لحماية حقوق الطفل هي المرجع الأصلي، وأن الجهاز القضائي الإسباني مجبر على توفير كل ضمانات الدفاع للمهاجرين القاصرين والاستجابة لخياراتهم، سواء أكانت المكوث في إسبانيا أو مغادرتها.

وكان تقرير للحكومة الإسبانية قد صدر عام 2019 قد كشف عن أن عدد القاصرين المغاربة غير المصحوبين بذويهم ممن وصلوا إلى إسبانيا في إطار الهجرة غير النظامية، يبلغ 14 ألف قاصر، من بينهم نحو 4 آلاف وصلوا خلال 2019 أكثر من نصفهم مغاربة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير