Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يهاجم رئيس تونس الأسبق منصف المرزوقي الجزائر؟

توالت البيانات والمواقف من سياسيي بلاده المستنكرة لتصريحاته

الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي (غيتي)

يبدو أن الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي يستهدف توتير العلاقات بين بلاده والجزائر، بعد أن أصبح لا يفوّت أي مناسبة للتهجم على الأخيرة، وآخرها وصفه النظام الجزائري بـ"الفاسد"، متوعداً إياه بـ"شر رحيل".

ووجّه المرزوقي كلاماً صادماً للجزائر، وكتب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الجزائر قسمان، جزائر الحراك وجزائر الجنرالات، مشدداً على أن الأخيرة أساءت لشعبها كما أساءت لتونس. 

وأضاف أن "خروج الشعب الجزائري العظيم 53 أسبوعاً على التوالي ضد النظام، لا بد من أن يطوي صفحة الجنرالات يوماً كما طوينا صفحة (زين العابدين) بن علي... ولا بد لليل أن ينجلي".

وتأتي تدوينة المرزوقي بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته لإحدى القنوات الفضائية، حين قال إن "جنرالات الجزائر حاربوا الثورة في تونس، وكادوا لها كيداً مخافة أن تنتقل إليهم شرارتها". واتهم الجزائر بعرقلة بناء اتحاد المغرب العربي بسبب تمسكها باستقلالية الصحراء الغربية، في حين أنها أراضٍ مغربية، وفق قوله.

صمت جزائري وحرج تونسي

وفي ظل الصمت الرسمي الجزائري، تبرأت الخارجية التونسية على مرتين متتاليتين من تصريحات المرزوقي، بشكل يكشف عن حجم الحرج الذي تسبب فيه مع "الشقيقة الكبرى". 

وعبّرت في بيان عن استغرابها الشديد من تكرر التصريحات المسيئة للجزائر، مجددة رفضها القطعي لكل المحاولات اليائسة الرامية إلى المسّ بمتانة وعمق الروابط الأخوية والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين. وقالت إن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة لا تعبّر سوى عن أصحابها ولا تلزم الدولة التونسية.

تشكيك

في السياق، تساءل عضو مجلس الأمة، الغرفة العليا للبرلمان الجزائري، عبد الوهاب بن زعيم، في حديث خاص، "لماذا لا يعيش المرزوقي في تونس ويسهم في بناء بلاده، بدل المنفى الأوروبي؟"، مضيفاً أنه "لو كانت نيته خدمة شعبه ووطنه لبقي إلى جانبهم في ظل أزمات مالية وسياسية واقتصادية، بدل العيش الفخم في أرقى الدول الأوروبية". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "أي ثورة في تونس يتحدث عنها المرزوقي، ألم تصرّح هيلاري كلينتون في مذكراتها بأن الإدارة الأميركية هي من حركت الأمور وافتعلت ما يُسمّى بثورة الياسمين، وأنها لم تكن رغبة الشعب التونسي بتاتاً، بل رغبة أميركية".

وأشار إلى أنه "في الجزائر لا أحد يملي علينا شروطاً، نقوم بالحراك، نطالب ونتفق ونتفاهم ونعارض، المهم القرار جزائري وليس صندوق النقد الدولي ولا العواصم الأوروبية"، مبرزاً أن بلاده لم تتدخل أبداً في أي شأن داخلي، بخاصة إذا تعلق بتونس.

استنفار تونسي

واستنفرت تصريحات المرزوقي السلطة والبرلمان والطبقة السياسية في تونس. 

وقال رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إنه "لن يسمح بالمسّ بالعلاقة الاستراتيجية التي تربط تونس بشقيقتها الجزائر"، مضيفاً أن "علاقتنا بها في مقدمة العلاقات الدولية والإقليمية، باعتبارها استراتيجية، ونحن ممتنون لأشقائنا، دولة وشعباً على وقفتهم مع بلادنا في أوقات الشدة".

كما انتقد الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري تصريحات المرزوقي، مؤكداً عبر "فيسبوك"، أنه "يريد إشعال حرب ضد الجزائر... لا تتركوه، إنه مأمور".

اجتهاد

من جانبه، اعتبر رئيس جبهة الإصلاح التونسية رشيد الترخاني أن المرزوقي "أنزه من أن يكون دمية تحركها أطراف أخرى معادية للنظام الجزائري، بخاصة أنه من أشد المدافعين عن قيام الاتحاد المغاربي". 

وقال "لا أرى في موقفه إلا اجتهاداً في إطار تكوين قوة إقليمية قادرة على امتلاك الكلمة الفصل في عالم تحكمه التكتلات والمصالح".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير