Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوريل: العلاقات مع روسيا "في أدنى مستوياتها" بعد اعتقال نافالني

"هناك الكثير من القضايا الأمنية التي يجب مناقشتها مع موسكو"

اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من موسكو الجمعة، الخامس من فبراير (شباط)، أن العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي بلغت "أدنى مستوياتها" على خلفية اعتقال المعارض الأبرز للكرملين أليكسي نافالني والملاحقات بحقه التي تندد بها الدول الغربية.

وقال بوريل أمام نظيره الروسي سيرغي لافروف، "من المؤكد أن علاقاتنا متوترة بشدة وقضية نافالني (جعلتها) في أدنى مستوياتها".

10 آلاف شخص قيد الاعتقال

وحكم على نافالني الثلاثاء بالسجن سنتين وثمانية أشهر بتهمة مخالفة شروط الرقابة القضائية عليه التي تعود إلى العام 2014. ويعتبر أن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى عبر ذلك الى إسكاته بعدما نجا في الصيف الماضي من عملية تسميم.

وسيُحاكم من جانب آخر الجمعة في قضية أخرى هي "التشهير"، فيما تم توقيف غالبية مساعديه المقربين، أو هم ملاحقون قضائياً.

في روسيا، نددت هيئات تحرير وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية بالقمع العنيف لمتظاهرين مؤيدين لنافالني في 23 و31 يناير (كانون الثاني) والثاني من فبراير، ما أدى إلى اعتقال عشرة آلاف شخص وسط أعمال عنف مارستها الشرطة.

وأثار توقيف صحافيين مثل سيرغي سميرنوف، رئيس تحرير موقع الأخبار "ميديازونا" لمدة 25 يوماً بتهمة إعادة نشر تغريدة تتعلق بهذه الأعمال غير المرخص لها، استهجاناً أيضاً.

وكتبت 25 شخصية من منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان، "ندعو السلطات الروسية إلى وقف العنف الذي تمارسه الشرطة والتجاوزات الكثيفة للحقوق الأساسية وحرية التجمع والرأي".

ونددت صحيفة "كوميرسانت" التي يملكها رجل أعمال مقرب من الكرملين الخميس بأن "المشكلة لا تنحصر بالصحافة. في الأسابيع الماضية، أصبحنا شهوداً على أعمال قاسية جداً ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين".

وأضافت "كون تحرك ما غير مشروع أو غير مرخص له، لا يبرر الاستخدام المفرط للقوة".

 

مراكز اعتقال مكتظة

وبسبب حجم القمع، باتت مراكز الاعتقال في موسكو مكتظة بالمشتبه فيهم أو الذين حكم عليهم بتهمة التظاهر من دون ترخيص، وهي تهمة عقوبتها السجن 15 يوماً.

ووسط غياب الأماكن الشاغرة، سجن عشرات منهم في مركز توقيف للمهاجرين على بعد 66 كلم من العاصمة، في ساخاروفو. ويقف أقرباؤهم لساعات أو حتى أيام في بعض الأحيان في صفوف انتظار طويلة لتسليمهم بعض الأغراض.

وقبل ذلك، يمضي المعتقلون ساعات في عربات نقل المساجين من دون الحصول على الماء أو السماح لهم بالدخول إلى المرحاض، كما روت منظمة "أو في دي-إنفو" المتخصصة.

وقالت آنا كورانوفا وهي مصممة ديكور (30 سنة) ذهبت إلى ساخاروفو لنقل حاجات أولية لأقرباء مسجونين، "هكذا تتم في بلادنا محاربة" الخصوم السياسيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته، اعتبر دنيس بوندارينكو وهو خبير قانوني في الـ27 من العمر، حضر إلى المكان للأسباب ذاتها، "ليس هناك دولة قانون في روسيا".

توقيفات بـ"الجملة"

وهكذا يقضي سميرنوف عقوبة سجن في مركز توقيف مهاجرين بسبب عدم وجود مكان في مراكز أخرى.

وأوقف مواطن فرنسي-روسي يدعى سيريل دانييلو مساء الثلاثاء عند خروجه من حانة واتهم عن طريق الخطأ، بحسب قوله، بالتظاهر وهو ينتظر محاكمته، وقد أمضى ليلتين قيد الحجز. ويواجه عقوبة السجن 15 يوماً.

ووصف محكمة تيميريازفسكي بأنها "مكتظة" وتدين الموقوفين تباعاً.

وصرّح أن "الجميع ينالون عقوبة السجن عشرة أيام كحد أدنى" باستثناء "سوري لا يتكلم الروسية وليس لديه لا محامٍ ولا مترجم، فقد حكم عليه بدفع غرامة بقيمة 15 ألف روبل (165 يورو)".

عقوبات جديدة؟

ولم تردّ السلطات الروسية التي تخضع أساساً لسلسة عقوبات غربية، على الانتقادات الداخلية أو الدولية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "لا يوجد قمع في روسيا، إنها مجرد إجراءات للشرطة مع الذين يخالفون القانون".

بالتالي فإن الرسالة التي يحملها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي إلى موسكو ليس لديها أي فرصة في النجاح، لكنه يأمل على الرغم من ذلك في التمكن من لقاء نافالني.

في غضون ذلك، بدأت بعض دول الاتحاد الأوروبي تتحدث عن احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا، خصوصاً ألمانيا.

وسيجري وزراء الخارجية أول نقاش في 22 فبراير حول نتائج مهمة بوريل. ويفترض أن يستخلصوا الخيارات لعرضها على القادة الأوروبيين الذين سيجتمعون في نهاية الشهر الحالي قبل قمتهم المخصصة للعلاقة مع موسكو في نهاية مارس (آذار).

ويعتبر مشروع خط أنابيب الغاز البحري "نورد ستريم 2" بين روسيا وألمانيا أحد وسائل الضغط. فبينما تطالب فرنسا بالتخلي عنه، تعتبر المفوضية أن هذه القضية ليست أولوية.

ويؤكد المحلل الروسي أليكسي مالاشينكو أن "إغلاق نورد ستريم يشكل رهاناً لبوتين. فهو يخشى ذلك".

لكن برلين ترفض التخلي عن هذا المشروع الخاص الذي أقيم مع المجموعة الروسية العملاقة للغاز "غازبروم". وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأربعاء إلى أن قرار وقف المشروع من "مسؤولية الألمان".

تحريك الحوار

لكن مهمة بوريل تضع حدّاً لتجميد الاتصالات الدبلوماسية على المستوى الأوروبي بين الطرفين منذ 2017. وستطرح ملفات أخرى على الطاولة غير ملف نافالني، لأن الخلافات كثيرة، خصوصاً حول أوكرانيا وسوريا وليبيا.

وقال بوريل "العلاقة مع روسيا معقدة. وهناك الكثير من القضايا الأمنية التي يجب مناقشتها".

من جهته، قال الناطق باسم الكرملين الخميس، "نريد تحريك الحوار والتباحث بصراحة حول خلافاتنا".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات