Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيروس القومية يتفشى في بريطانيا وقد يودي بها إلى مصاف "الدول الفاشلة"

السبيل الوحيد لتحقيق ما يسميه رئيس الحكومة الأسبق غوردون براون "أمة أصلحت أمرها" هو منح اسكتلندا حق النقض

"أصبنا بفيروس بريكست الذي كان في الواقع تفشياً للقومية الإنجليزية السامة والآن تطور إلى متغير جديد في اسكتلندا (رويترز)

من علامات وجود مشكلات في الاتحاد البريطاني عودةُ غوردون براون إلى صدارة الأخبار في بريطانيا واستخدامه لغة لاذعة.

وهو يقول إن بريطانيا تتجه إلى أن تتحول "دولة فاشلة". هذا هو المصطلح الذي يستخدمه الناس عادة لوصف أماكن مثل الصومال أو العراق أو أفغانستان. وحتى لو كان هذا صحيحاً، فإنه في الغالب مصطلح قاسٍ وغير مجدٍ تجاه دول ربما انتهى بها الأمر إلى محنتها من دون أن ترتكب خطأ، وبالتأكيد ليست محنتها جراء أفعال شعوبها بل قادتها.

لذا، ربما ينبغي أن نفكر في سبب اعتقاد براون (الذي، في النهاية، كان يدير هذه الدولة الفاشلة المفترضة) أن المملكة المتحدة تواجه خطر أن تصبح دولة فاشلة: لأنه بالصدفة على حق.

ويكمن الجواب بالطبع في فيروس القومية. والأخير لطالما كان موجوداً، بالطبع، لكنه الآن بدأ يتحوّر في هذه الجزر بالذات، وأصبح في مثابة "كورونا القومية، إذا جازت التسمية". وصار مُعدياً أكثر.

أصبنا بـ "فيروس بريكست،" الذي كان في الواقع تفشياً للقومية الإنجليزية السامة (على الرغم من أن البعض منا كان يأمل في مآل أفضل)، والآن تطور إلى متغير جديد في اسكتلندا.

بدأت حجج الأعراض نفسها بشأن استعادة السيطرة والهوية الوطنية والسيادة تتحول إلى حملة مسعورة، وبدأ الناس يقلقون ويفقدون حاسة الذوق السليم. وعلى الرغم من أن المريض نجا للتو من الوباء الأخير الذي شهدته اسكتلندا عام 2014،  إلا أن الجسم السياسي أصيب مرة أخرى. كان من المفترض أن تدوم الأجسام المضادة لجيل كامل، لكن ذلك لم يحدث.

لماذا عاد المرض؟ أين اللقاح؟ يعتقد براون أنه يمتلكه – على شكل دولة شبه فيدرالية حيث تتوازن مصالح الأمم [الأقوام] والمناطق في برلمان فيدرالي، ربما في إطار مجلس شيوخ جديد يحل محل مجلس اللوردات. لقد أثبت هذا النظام نجاحه في أستراليا وألمانيا والولايات المتحدة وأماكن أخرى، فلماذا لا يكون ناجحاً في بريطانيا؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليس هناك سبب وجيه لعدم نجاحه، باستثناء أن المحافظين لا يملكون مصلحة في إرسائه أو إنجاحه. يجب أن يتذكر براون ما حدث في المرة الأخيرة التي تدخل فيها كطبيب بارع - في اللحظة الأخيرة، عندما خسر القوميون في اسكتلندا استفتاء الاستقلال وبدا أن المريض البريطاني يراوح مكانه في 2015.

لقد أعرب براون نفسه، في مذكراته، عن خيبة أمله إزاء ما حدث بعد ذلك – أصوات إنجليزية لقوانين إنجليزية.

بعد ذلك، بالطبع، جاء بريكست، وانتقاد "اتفاقية سيويل" Sewel Convention - التي كان ينبغي أن تمنح اسكتلندا حق النقض في مسائل مثل بريكست على الأقل – ومحاولة البرلمان الذي يهيمن عليه الإنجليز تمرير مشروع قانون السوق الداخلية الذي ترجح سلطات بروكسل على حساب الشؤون الاسكتلندية، ويمنح لندن الكثير [امتيازات كثيرة].

في غضون ذلك، تبقى آلية التعاون، المتمثلة في اللجان المشتركة بين الأمم المنضوية في المملكة المتحدة، غير فعّالة لكنها، لم تجتمع أبداً هذه الأيام.

يبدو أن براون يتحدث إلى مايكل غوف عن كل هذه الأمور، لكن عليه أن يتذكر كيف استخدمه ديفيد كاميرون بخبث قبل أن يتخلى عنه منذ ست سنوات. سيحدث ذلك مرة أخرى، حتى لو تفادينا الاستفتاء ببعض الوعود المطاطية بالإصلاح الدستوري.

إن هذه الأمور تغذي فقط حمى الاستقلال والشعور بالخيانة في اسكتلندا. لذا، على براون أن يتحمل نصيبه من اللوم لفشله في الحؤول دون تحول بريطانيا إلى دولة فاشلة.

© The Independent

المزيد من آراء