Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متحور كورونا الجديد يثبت أن من الصعب السيطرة عليه على الرغم من الإغلاق البريطاني

أرقام جديدة صادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في المملكة المتحدة تظهر أن شخصاً من كل 55 أصيب بعدوى كوفيد في إنجلترا الأسبوع الماضي

متحور كورونا يصعب عملية السيطرة على العدوى ويبقى اللقاح المخرج الوحيد أمام ضبط انتشار المرض (رويترز)

تظهر آخر الأرقام الصادرة في بريطانيا أن عدوى فيروس كورونا ما زالت عند مستوياتها في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، الأمر الذي أثار قلقاً من أن المتحور الجديد الذي اكتشف لأول مرة في جنوب شرقي إنجلترا "يثبت أن من الصعب للغاية السيطرة عليه".

ووفقاً لما جاء في دراسة استقصائية جديدة عن عدد الإصابات بالفيروس نشرها "المكتب الوطني للإحصاء" Office for National Statistics، فإن شخصاً واحداً من كل 55 شخصاً في إنجلترا، أصيب بعدوى كوفيد - 19 في الأسبوع الممتد ما بين السابع عشر من يناير (كانون الثاني) والثالث والعشرين منه. ولم يبدل هذا الواقع بشكل عام التقديرات السابقة للفترة الممتدّة ما بين العاشر والسادس عشر من هذا الشهر.

هذه الأرقام تشير إلى أن أكثر من مليون شخص قد اختُبروا وثبتت إصابتهم بفيروس كورونا الأسبوع الماضي.

ويوضح "المكتب الوطني للإحصاء" ONS أن نسبة الأفراد الذين جاءت نتيجة اختباراتهم إيجابية لجهة الإصابة بفيروس كورونا في إنجلترا، "لا تزال مرتفعة"، مع استمرار ظهور أعلى المعدلات في العاصمة لندن، حيث أصيب فرد من كل 35 شخصاً في الأيام السبعة التي سبقت الثالث والعشرين من يناير الجاري.

في غضون ذلك، يُقدر معدل رقم التكاثر R (متوسط عدد الإصابات الثانوية بالعدوى التي يسببها شخص مصاب بالفيروس) في المملكة المتحدة، ما بين 0.7 و1.1، كما تقول "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" Sage، التابعة للحكومة البريطانية.

أما أحدث نطاق لمعدل النمو الأخير، الذي يعكس مدى السرعة التي يتغير من خلالها عدد الإصابات يوماً بعد يوم، فيتفاوت الآن ما بين -5 وصفر. وفي حال كان معدل النمو أكبر من صفر، فإن الوباء يزداد حدة. أما إذا كان معدل النمو أقل من صفر، فهذا يعني أن الوباء آخذ في الانكماش.

وتشير تقديرات جديدة صادرة عن "المكتب الوطني للإحصاء" و"المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ"، إلى أن الانخفاض الأخير في عدد الإصابات بالعدوى في المملكة المتحدة، الذي تحقق لأول مرة بسبب الإغلاق الوطني، قد يكون وصل إلى خط الاستقرار (الهضبة التي تسبق خط النزول)، أو حتى بدأ يتباطأ في بعض المناطق.

ويرى البروفيسور جيمس نايسميث مدير "معهد روزاليند فرانكلين" Rosalind Franklin Institute أن ما صدر عن المكتب الوطني للإحصاء اليوم ليس بالخبر السار. ففيما انخفض عدد حالات الإصابة بالفيروس بشكل واضح عن الذروة التي بلغها (لوحظ ذلك أيضاً في حالات الدخول إلى المستشفيات) خلال الأسبوعين الماضيين، فإن هذا الانخفاض قد يتوقف، ومن شأن الأسبوع المقبل أن يؤكد هذا المنحى.

وأضاف البروفيسور نايسميث، "في المقابل، ما زالت معدلات انتشار العدوى مرتفعة، وسيُترجم ذلك بزيادة عدد الوفيات في الأسابيع المقبلة. فقد أثبت المتحور الجديد، وهذا ما كنا نتخوف منه، أن من الصعب جداً السيطرة عليه من خلال إجراءات الإغلاق في المملكة المتحدة. ومع وفاة أكثر من 100 ألف شخص، أرى أن التيقن من إمكان وفاة آلاف آخرين هو خبر محزن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما في إقليم ويلز، فيقول المكتب الوطني للإحصاء إن نحو شخص من كل 70 شخصاً قد أصيب بعدوى كوفيد - 19 الأسبوع الماضي، ما أبقى أيضاً على التقديرات السابقة كما كانت عليه.

وفي إيرلندا الشمالية كان الرقم في إطار شخص من كل 50، بارتفاع طفيف عن واحد من كل 60، في حين لم تطرأ على التقديرات المتعلقة باسكتلندا تغييرات كبيرة، فقد تراجعت بشكل طفيف من نحو شخص من كل 100 شخص، إلى شخص من كل 110 أشخاص.

وترتكز بيانات المكتب الوطني للإحصاء على المسحات المأخوذة من الأشخاص في المنازل، بغض النظر عما إذا كانت لديهم أعراض المرض أم لا. ولا تشمل دور الرعاية والمستشفيات وغيرها من المرافق المؤسسية. ولهذا السبب، يُنظر إلى الأمر باعتباره انعكاساً أكثر دقةً للوضع الراهن للوباء في المملكة المتحدة.

وأظهرت بيانات الاختبار والتتبع الصادرة يوم الخميس الماضي، انخفاضاً بنسبة 17 في المئة في حالات الإصابة عن الأسبوع السابق، لكن النظام لا يأخذ في الحسبان إصابات السكان الذين لا تظهر عليهم أعراض، وهؤلاء يشكلون المحرك الرئيس لأزمة كوفيد.

ويشير مدير "معهد روزاليند فرانكلين" إلى أن البيانات الواردة من المكتب الوطني للإحصاء تعكس نتائج دراسة React التي نُشرت أخيراً، والتي أظهرت إصابة فرد من كل 60 شخصاً بالفيروس خلال الفترة الممتدة ما بين السادس والثاني والعشرين من يناير.

ويقول إن "هذه الأنواع من الدراسات هي أكثر فائدة من الرقم الرسمي للاختبارات الإيجابية. ومن الواضح أنها يمكن أن تقلل من وطأة انتشار العدوى".

وتوقع البروفيسور نايسميث أن "تكون هذه المشكلة طويلة الأمد وربما قد لا يمكن حلها إذا ما أخذنا في الاعتبار ما وصلنا إليه حتى الآن. لكن عدم التطابق بين عدد الأشخاص الذين يُجرى التأكد من إصابتهم وعدد الذين يتم اختبارهم بالفعل، هو العامل الذي يضرب بفاعلية نظام التتبع والتعقب عرض الحائط". ويعتبر أن "إطلاق حملة اللقاحات، هو في الواقع الطريقة الوحيدة للخروج من المأزق الذي نغوص فيه".

ومع ذلك، يبدو أن العدد الأسبوعي للأشخاص المصابين بالفيروس الذين يُدخلون إلى المستشفيات يشهد تراجعاً".

يُشار إلى أنه في خلال الأسبوع المنتهي في الرابع والعشرين من يناير، تراجع عدد الحالات التي أُدخلت إلى المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، إلى 33.51 لكل 100 ألف شخص، بعدما كان قد وصل إلى 35.64، وهو أدنى مستوى مسجل حتى الآن في بريطانيا في السنة 2021.

إلى ذلك، أظهرت الدراسة التي أجراها المكتب الوطني للإحصاء، أن النسبة المئوية للحالات المتطابقة مع السلالة المتغيرة الجديدة ارتفعت في شرق ميدلاندز خلال الأسبوع الممتد حتى الثالث والعشرين من يناير، فيما كانت المعدلات مستقرةً نسبياً أو متجهة نحو الانحسار في جميع المناطق الأخرى في إنجلترا.

© The Independent

المزيد من دوليات