Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشرعية اليمنية تدفع لتثبيت تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

فتح جبهة جديدة في الصراع على مواقع التواصل الاجتماعي

تظاهرة بناريخ 27 يناير الحالي في تعز داعمة لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية (أ ف ب)

تعمّ الدعوات إلى عقد تجمعات افتراضية وجماهيرية أرجاء اليمن على إثر التصنيف الأميركي لجماعة الحوثي "منظمة إرهابية" الذي يبدو وكأنه سكب الزيت على النار، إذ فُتحت جبهة جديدة في الصراع على المواقع الافتراضية ومنصات التواصل الاجتماعي. فالقرار الذي أعلن عنه في 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، ودخل حيّز التنفيذ بعد ثمانية أيام، أي في 19 من الشهر ذاته، دفع الناشطين الداعمين للحكومة الشرعية إلى إطلاق دعوة إلكترونية لـ"فضح جرائم الحوثي".

وجاءت الحملة التي امتدت على مدى يومَي 24 و25 يناير الحالي عبر منصات التواصل الاجتماعي، بهدف تسليط الضوء على "الإرهاب الذي تمارسه ميليشيات الحوثي بحق اليمنيين، ومطالبة بقية دول العالم بتصنيفهم جماعة إرهابية".

الحكومة تشارك

ولم يكن من الحكومة اليمنية الشرعية إلا أن دعمت تلك الحملة، فغرّد رئيسها معين عبد الملك مستذكراً بداية الانقلاب، فكتب أنه "في الخامس من يناير 2015 وقّع على مسودة الدستور الجديد 16 عضواً من أصل 17، مستشعرين خطورة ودقة المرحلة لنضع مساراً لإكمال الفترة الانتقالية بتوافق وطني وضمانات دستورية لتنقلب ميليشيات الحوثي على المسار السياسي وتغرق البلاد في دوامة العنف والدماء".


من جانبه، سجّل وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني رقماً قياسياً في المشاركة في الوسم، إذ تكاد تكون صفحته على "تويتر" مخصصة فقط للحملة منذ انطلاقها.

واعتبر في إحدى تغريداته أن "الإدارة الأميركية الحالية أكثر التصاقاً بالملف اليمني واستيعاباً لتفاصيل الأزمة منذ أحداث عام 2011، ومسار تنفيذ المبادرة الخليجية، ومؤتمر الحوار الوطني الشامل برعاية أممية، وكيف قامت ميليشيا الحوثي الإرهابية بانقلابها على مخرجاته بإشرف وتخطيط إيراني".

إلا أن الوزير اليمني لم يكتفِ بالإشادة بالجهود المبذولة، بل التفت إلى لوم المجتمع الدولي منذ الانقلاب الحوثي، مشيراً إلى أنه ملزم، خصوصاً للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، كاحترام مبادئ القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.

الحوثي "نفخر بأننا نرهب أميركا"

في المقابل، قال نائب وزير الثقافة، رئيس اللجنة المنظمة للفعالية الحوثية المركزية في العاصمة الواقعة تحت سيطرة الجماعة، محمد حيدرة "سنرسل صرخة مدوّية ضد القرار الأميركي والتأكيد أن هذا القرار لا يعني لليمن شيئاً وأنه عبارة عن قرار مدفوع الأجر مسبقاً جاء في توقيت كانت فيه الإدارة الأميركية تترنّح"، وذلك في حوار مع صحيفة "الثورة" الحوثية.


ودعت الجماعة الحوثية أتباعها في صنعاء إلى "الوقوف ضد الحصار الأميركي"، في حين سخر عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين محمد علي الحوثي، من القرار، معرباً عن افتخاره بالتصنيف الأميركي لهم إذ إنهم "يرهبون أميركا"، وفق ما صرّح للقناة الرسمية للجماعة.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة الشرعية راجح بادي لـ"اندبندنت عربية" أن "الدعوات الحوثية تجبر اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي إلى الخروج والتجمهر تحت ضغط السلاح"، واصفاً التظاهرات بـ"الهزيلة".

وقال بادي إن "اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرة الحوثيين يواجهون نظاماً قمعياً إرهابياً، فماذا تتوقعون من حركة إرهابية فجّرت منازل المعارضين والمساجد ودور العبادة والمدارس، وحوّلت المستشفيات إلى ثكنات عسكرية؟". وأضاف أن "الحركة الحوثية كشفت عن وجهها القبيح، الذي يبدو أشد قبحاً ودموية من الحركات الإرهابية الأخرى في العالم".
في سياق متصل، انتهى التجمهر الحوثي بدعوة جديدة إلى التظاهر، ولكن على "حلبة تويتر" هذه المرة، لمواجهة حملة الحكومة الشرعية، بهدف "إبراز بشاعة الجرائم الإرهابية الأميركية بحق الشعب اليمني"، وفق ما ورد في بيان لمركز الإعلام التابع للحوثيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل جاءت الحملة الشرعية عكسية؟

في السياق وعلى الرغم من التفاعل العالي الذي شهده الوسم المعتمد للحملة الشعبية اليمنية، الذي حمّل الحوثيين مسؤولية الدمار والقتل والإرهاب في المناطق الخاضعة لهم، إلا أن الأصوات لم تكن جميعها تحمّل الجماعة الانقلابية كامل المسؤولية. وتداول مغردون وإعلاميون مطالباتٍ بضرورة إصدار قرار حكومي شرعي ضد الجماعة الحوثية وإدراجه ضمن برنامج الحكومة المعيّنة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كخطوة في طريق تنفيذ "اتفاق الرياض".

وكتب الصحافي اليمني حسن غالب "قيادات الدولة لا يغردون قيادات الدولة يقررون. كيف يمكن أن نقنع العالم بأن الحوثي جماعة إرهابية ولم تصنفه الحكومة حتى الآن؟".

من جانبه، أكد راجح بادي أن "الحملة الإعلامية الشعبية جاءت من دون تخطيط مسبق، ودفعت اليمنيين إلى الاجتماع والوحدة تحت عنوان واحد وهو أن الحوثية حركة إرهابية، وهو التجمع الأول من نوعه منذ ست سنوات".
وعن التصنيف الحكومي للجماعة كحركة إرهابية، لفت بادي إلى أنه "لم يعُد يوجد أي تردد أو مبرر يحول دون تصنيف الحكومة الشرعية للحوثيين، سواء من البرلمان أو من الحكومة ذاتها".

وأوضح "نحن في الحكومة لم نصنّفها حركة إرهابية بناءً على طلبات المبعوثين الأممين والمجتمع الدولي، إتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية وجهود السلام، كون التصنيف قد يعرقلها".

وأضاف أن "الحكومة أتاحت الفرصة للسلام طيلة سنوات الانقلاب لكن الحركة الحوثية قابلتها بمزيد من التعنت والصلف ومزيد من الأعمال الإرهابية بحق الملايين من أبناء الشعب اليمني".

التصنيف الأميركي يرمي إلى محاسبة الإرهابيين

وكان وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، أعلن في بيان أن الولايات المتحدة صنّفت الحوثيين في اليمن على قائمتها السوداء للجماعات الإرهابية، بهدف تعزيز "الردع ضد النشاطات المضرّة التي يقوم بها النظام الإيراني". وأدرج التصنيف الأميركي ثلاثة من قياديّي الجماعة، هم عبد الملك الحوثي وعبد الخالق بدر الدين الحوثي وعبدالله يحيى الحاكم، على قائمة الإرهابيين الدوليين.

وأشار بومبيو إلى أن القرار يرمي إلى "محاسبة الحوثيين على أعمالهم الإرهابية بما فيها الهجمات العابرة للحدود التي تهدد المدنيين والبنية التحتية والشحن التجاري".

المزيد من العالم العربي