Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ركوب الرياح" قد يتيح للطائرات تخفيض انبعاثات الكربون ومدة الرحلات

بإمكان شركات الطيران أن تستفيد من تخفيض التكاليف فوراً وسيكون ذلك أفضل للبيئة

يرى الباحثون أن استغلال الرياح قد يوفر على الرحلات الجوية العابرة للمحيط الأطلسي كمية كبيرة من الوقود (غيتي)

يبدو مصطلح "ركوب الرياح" أقرب إلى الأحلام، لكنه قد يكون وسيلة مفيدة لزيادة فعالية الطائرات وتقليص استخدام الوقود الأحفوري المضر بالبيئة، بحسب إحدى الدراسات.

وقال الباحثون تحديداً، إن استغلال "التيار النفاث" jet stream - وهو تيار هوائي تتدفق فيه الرياح على ارتفاع كبير من الغرب باتجاه الشرق حول الكرة الأرضية، بسرعة قد تصل إلى 200 ميل في الساعة - قد يوفر على الرحلات الجوية العابرة للمحيط الأطلسي كمية كبيرة من الوقود.

ولفت فريق العلماء من جامعة ريدينغ Reading إلى أنه كان بإمكان الرحلات التجارية بين نيويورك ولندن الشتاء الماضي أن تستخدم 16 في المئة أقل من الوقود لو استغلت حركة تيارالرياح jet stream .

ويستخدم مراقبو الحركة الجوية أساساً معرفتهم بـ "التيار النفاث"- الذي يمكن أن تتغير سرعته وموقعه وشكله - لمساعدة بعض الرحلات، لكن العلماء أشاروا إلى أن زيادة السعي لإيجاد أفضل التيارات قد يترك أثراً كبيراً بالنسبة للمسافرين وشركات الطيران والبيئة.

وقالت كاثي ويلز، التي تجري بحث دكتوراه في الرياضيات في جامعة ريدينغ والكاتبة الرئيسة للدراسة "تحتم مسارات الطيران عبر الأطلسي حالياً حرق كمية أكبر من الوقود وتتسبب في انبعاث كمية ثاني أكسيد الكربون أكثر من اللازم". 

"مع أن حركة الرياح تأخذ بعين الاعتبار إلى درجة ما، لدى تخطيط مسار الرحلات، إلا أن اعتبارات أخرى، مثل تقليص الكلفة الإجمالية للرحلة، تحظى (حالياً) بأولوية أكبر من تلك المتعلقة بتقليص كمية الوقود المستهلك والتلوث". 

وقال الباحثون، إنه فيما تعاني تكنولوجيا الطائرات من تأخير في اللحاق بركب التغييرات المطبقة على القطاعات الأخرى، مثل التحول الذي يشهده نظام السكك الحديدية من خلال استعمال الطاقة الكهربائية وزيادة عدد المركبات الكهربائية، فإن التغييرات في مسارات الرحلات الجوية بهدف تعزيز فعالياتها، من شأنها أن تتم بسرعة. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال البروفيسور بول ويليامز، عالم الغلاف الجوي في جامعة ريدينغ والكاتب المشارك في الدراسة "إن تطوير واستخدام طائرات أكثر فعالية أو التحول لاستخدام الوقود الحيوي أو البطاريات قد يخفض الانبعاثات بشكل كبير جداً لكنه سيكون مكلفاً وقد يتطلب الوصول إليه عقوداً من الزمن".

وأضاف "إن التغييرات البسيطة على مسارات الرحلات أقل كلفة بكثير وتنتج عنها فوائد فورية. وهذه النقطة مهمة لأن الحاجة ماسة لتقليص الانبعاثات الناجمة عن حركة الملاحة الجوية للتخفيف من الأثر المستقبلي لتغير المناخ".

وقارن الباحثون كمية الوقود المستخدمة خلال هذه الرحلات بأسرع المسارات التي كان بالإمكان سلوكها في ذلك الوقت عبر التحليق داخل أو حول رياح "التيار النفاث" jet stream المتجه شرقاً.

ووجد العلماء أن استغلال حركة الرياح بشكل أفضل كان ليستهلك كمية وقود تعادل الطيران لمسافة 200 كيلومتر (125 ميلاً) في كل رحلة. 

فإجمالي هذا التخفيض في الاستهلاك يعادل تقليص 6.7 مليون كيلوغرام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو خلال فترة الشتاء. 

وبلغ معدل توفير الوقود في كل رحلة 1.7 في المئة عند التحليق غرباً باتجاه نيويورك و2.5 في المئة عند التحليق شرقاً باتجاه لندن.

ويعتبر قطاع الملاحة الجوية، حالياً، مسؤولاً عن نحو 2.4 في المئة من إجمالي انبعاثات الكربون التي ينتجها البشر وما زالت هذه النسبة في ازدياد.

وقد استجابت المنظمة الدولية للطيران المدني ودول العالم لهذه المسألة عبر وضع سياسات تهدف إلى تحسين فعالية (توفير) الوقود في الرحلات الدولية أو تعويض الانبعاثات لكن معظم هذه الخطوات تعتمد على التقدم التكنولوجي وهي بالتالي مكلفة جداً وتطبيقها بطيء.

كما يتوقع أن تؤدي آثار الأزمة المناخية إلى وقع ملموس على السفر الجوي، إذ أشارت دراسة سابقة لجامعة ريدينغ إلى أن الرحلات الجوية ستواجه مطبات هواء صاف أشد مرتين أو ثلاثة إن استمرت المستويات الحالية للانبعاثات.

وللإشارة، فإنه قبل الجائحة زاد معدل المسافرين جواً بنسبة 3.3 في المئة، بينما أظهرت الاستطلاعات في المملكة المتحدة، أنه فيما يزيد قلق سكان البلاد من انبعاثات حركة الملاحة الجوية، فإنهم في الوقت نفسه مترددون في الحد من السفر جواً.  

(نشرت الدراسة في مجلة الأوراق البحثية البيئية Environmental Research Letters)

© The Independent

المزيد من علوم