Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إدارة بايدن تدرس خياراتها إزاء تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

قرار التراجع يفترض تبريره في ظل قلق من المحاسبة في حال حدوث أزمة إنسانية

وقفة داعمة لتصنيف الحوثي جماعة إرهابية في مدينة تعز في 26 يناير الحالي (أ ف ب)

تواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التراجع عن قرارات اتخذها سلفه دونالد ترمب، من ضمنها قرار تصنيف ميليشيا الحوثي منظمةً إرهابية. وعملت الإدارة الأميركية الجديدة على منح استثناءات للمنظمات العاملة في المجال الإنساني، وذلك للحد من تأثير التصنيف على الوضع الإنساني في اليمن.
الانقسام الحزبي
أرجع جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لمعهد تحليلات دول الخليج في واشنطن، إعادة الحكومة الأميركية النظر في قرار تصنيف الحوثيين جماعةً إرهابية إلى "وجود غضب في أوساط عديد من الدبلوماسيين الأميركيين، فضلاً عن الانقسام في صفوف المشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. بالإضافة إلى المنظمات الإنسانية والخبراء الذين حذروا من أن التصنيف سيؤدي بسرعة إلى تفاقم الكوارث الإنسانية في اليمن دون الدفع قدماً بأي مصالح أميركية".

وأشار كافييرو في هذا السياق، إلى ممارسة "بعض الضغوط القوية على الرئيس الأميركي الجديد وإدارته لمراجعة وعكس هذا التصنيف المثير للجدل".

وتحدث كافييرو عن مقدار التراجع الذي يمكن للإدارة القيام به، وهل هو تراجع كامل أم أنه فقط على مستوى المنظمات الإنسانية والإغاثية؟ مشيراً إلى التأثير الذي يمارسه "أولئك الموجودون ضمن الدائرة المقربة من بايدن ومعارضتهم لهذا التصنيف، الذي وضعته إدارة ترمب في إطار حملة الضغط الأقصى ضد إيران".
ولفت الرئيس التنفيذي لمعهد تحليلات دول الخليج في واشنطن إلى أنه "يمكن للإدارة الجديدة رفع هذا التصنيف، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن هذه العملية قد تستغرق وقتاً، ما يشير إلى أنه قد يكون من الحكمة أن تتخذ القيادة الأميركية الجديدة خطوات أخرى في هذه الأثناء من شأنها أن تمكّن المنظمات الإنسانية من تقديم الإغاثة للأشخاص في مناطق اليمن الواقعة تحت حكم الحوثيين، دون مواجهة عقوبات محتملة من قبل الولايات المتحدة نتيجةً لهذا التصنيف".

لا تراجع

من جهة أخرى، قال الناشط السياسي اليمني مذاب الشايف، من واشنطن، إنه "لا يمكن للإدارة الأميركية أن تتراجع عن قرار تصنيف الحوثي، لا بايدن ولا غيره يمكنه ذلك، لأسباب عدة منها تورط الحوثي بقتل وخطف مواطنين أميركيين، والإضرار بمصالح أميركا وحلفائها، بالإضافة إلى تهديد أمن دول، أميركا ملزمة بحمايتها ومن بينها إسرائيل". وأضاف الشايف أن "القرار استند ايضاً إلى معلومات مفادها أن لدى الحوثيين طائرات مسيرة قادرة على استهداف الأراضي الإسرائيلية. وقبل التصنيف بأسبوع، التقى (وزير الخارجية الأميركي السابق مايك) بومبيو، رئيس الشاباك (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي) سراً وأطلعه على هذه النتيجة". وزاد "إذا أرادت الخارجية الأميركية رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب يجب عليها تبرير ذلك، وهذا مستحيل، إذ إن القرار جاء نتيجة بحث وتحقيق دام سنوات، ولم يكن قراراً ارتجالياً أو غير مدروس".

أما عن سبب سعي الإدارة الأميركية الحالية إلى عكس قرار إدارة ترمب، فأرجع الناشط اليمني ذلك إلى سببين "أولهما إسكات المعترضين على التصنيف بسبب حاجة الإدارة الحالية إلى الهدوء في الوقت الحالي، والسبب الثاني هو إعطاء الحوثي فرصة ودفعه إلى القبول بالحل السلمي، حتى لا تبدو أميركا أنها قطعت حلول السلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


خشية من المحاسبة

في سياق متصل، قال الصحافي الأميركي كريستي كومباس إن "إدارة بايدن تراجع تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، لتحدد ما إذا كان ذلك مبرَراً لأنهم سيتعين عليهم فرضه، وسيحاسَبون إذا تسبب بأزمة إنسانية. وأنا صراحةً، لا أعرف ماذا سيقررون".

من ناحية ثانية، رأى رئيس تحرير صحيفة "المصدر" الإنجليزية، الخطاب الروحاني، أن "أهم الأسباب التي دفعت الإدارة الأميركية إلى مراجعة قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، هو غياب الخطة البديلة من قبل من ضغطوا باتجاه هذا التصنيف".

ويخشى مراقبون دوليون من أزمة إنسانية، تظهر في شقين، الأول يتعلق بعمل المنظمات الإنسانية وعدم قدرتها على التعامل مع الحوثيين كجماعة وكسلطة أمر واقع، والثاني مرتبط بالتعاملات المصرفية والتجارية التي ستكون أكثر القطاعات تضرراً نتيجة هذا التصنيف.

وأشار الروحاني إلى أن "كل الخيارات مفتوحة بشأن التراجع الأميركي، وقد يكون تراجعاً كاملاً، لكن على الأغلب سيكون بشكل إعطاء استثناءات وتوسيعها. وستعتمد ردة الفعل على مستوى تفاعل الحكومة اليمنية والتحالف العربي مع هذا التصنيف ومستوى التطمينات العملية التي ستتخذها الحكومة لتأمين وصول المساعدات، وإيجاد البدائل للبنوك والقطاع التجاري".

المزيد من العالم العربي