إنقاذ قط تعلقت رقبته داخل طوق معدني في مصر

استغاثة نشرها أحد سكان محافظة المنيا (جنوب مصر) على مواقع التواصل الاجتماعي، بوجود قط علقت برقبته قطعة معدنية ضخمة منذ فترة، ولا بد من مساعدة مختص للإمساك به، وانتزاعها بشكل محترف يحافظ على حياته.

انتشرت الرسالة بصورة كبيرة، وخصوصاً بين المهتمين بمجال حماية الحيوان، لتصل إلى سمر سعيد، الناشطة في هذا المجال، التي قررت السفر من القاهرة إلى المنيا، لإنقاذه في رحلة تستغرق نحو ست ساعات، ونجحت بالفعل في الإمساك بالقط الذي عاد معها إلى القاهرة.

معاناة قط

الطوق المعدني العالق حول رقبة القط يشبه غطاء البالوعة، ويتوقع أنه كان غير ثابت، وحاول الاقتراب منه للشرب، أو البحث عن الطعام، فعلق به، ولم يتمكن من الإفلات منه، ليحاول سكان المنطقة الإمساك به ومساعدته، إلا أنهم لم ينجحوا في الأمر.

وعن قصة إنقاذها القط، تقول سمر، "قرأت الرسالة المتداولة على مواقع التواصل، ولمست الوضع الشديد الصعوبة الذي يعانيه القط، فالطوق المعدني إذا لم يزل سريعاً سيودي بحياته، ولن يتمكن من الاستمرار كثيراً على هذا الوضع، وبالفعل تواصلت مع صاحب الرسالة لأعرف المكان بالتحديد، وتوجهت إلى المنيا لإنقاذه".

وتضيف "تعمدت الوصول إلى المنطقة في منتصف الليل، حتى تكون هادئة تماماً، والمحال التجارية مغلقة، ليخرج القط بهدوء، فالزحام سيجعل المهمة تفشل. حتى إن أهالي المنطقة عرضوا المساعدة إلا أنني شرحت لهم أن الأفضل أن يبتعدوا، لأن هذا سيسهل الأمر كثيراً".

مراحل الإمساك بالقط

وحول كيفية إمساكها بالقط وسيطرتها عليه، تتابع "عندما بدأ في الظهور وضعت له مصيدة للإمساك به، إلا أن تلك المحاولة باءت بالفشل، فجهزت شبكة كبيرة مخصصة لهذا الغرض، فأوقعت به، وبمجرد دخوله إليها أعطيته مهدئاً حتى لا يصاب بهياج قد ينتج عنه تحركه بشكل عنيف فيحدث جرح قطعي، ويضيع كل ما بذلناه من محاولات إنقاذه، وبعدها مباشرة عدت به إلى القاهرة، والطوق المعدني لا يزال عالقا في رقبته".

يتعافى القط الآن بإحدى دور الرعاية استعداداً للسفر إلى كندا (اندبندنت عربية)​​​​​​​

تواصل "صباح اليوم التالي توجهت بالقط إلى عيادة بيطرية، وكان التحدي كيف سنخرج قطعة الحديد من حول عنقه، إذ يصعب كسرها، أو قصها، ويمكن أن يؤدي هذا إلى جرحه وإصابته بشدة، وكان الحل تخديره، ووضع كمية كبيرة من الفازلين حول عنقه وسحبها ببطء، وهو ما حدث بالفعل، ونال القط الرعاية اللازمة، من حيث الفحص والتطعيمات".

إجراءات لاحقة

مثل هذه الحوادث يتكرر دائماً، لكن ماذا يحدث بعد أن ينقذ الحيوان، هل يعود إلى الشارع؟ تجيب سمر "أودعنا القط إحدى دور الرعاية المختصة بالحيوانات، حتى يتعافى بشكل كامل. ووجود القطعة الحديدية حول عنقه فترة أثر عليه، إذ كان ينام جالساً، لأنه لا يستطيع الاستلقاء، وبعدها يعرض للتبني، فتأخذه أسرة لرعايته كما هو متبع في مثل هذه الحالات".

وتردف "القط موضع القصة نتيجة انتشار رسالة الاستغاثة بصورة كبيرة تلقى بالفعل عروضاً للتبني، ومن بينها سيدة مقيمة في كندا تابعت القصة، وأرسلت للجمعية لتبنيه، ووافقت الأخيرة على الطلب بالفعل. وفي هذه الحالة تجهز الشهادات الصحية والأوراق الخاصة بالحيوان وترسل إلى المتبني، فرعاية الحيوانات في المنازل في الغرب جزء من الثقافة، ولا يخلو منزل تقريباً من كلب أو قط".

نشر الوعي

ومؤخراً، انتشرت جمعيات ومبادرات تهدف إلى حماية الحيوانات، تقول عنها سمر "في الفترة الأخيرة انتشر الوعي بصورة أكبر بمثل هذا المجال، وكثر اتجاه الناس إلى الاستعانة بمختص في مثل هذه المواقف، لأنه سيكون قادراً على التعامل مع الحيوان، ومعه كل الأدوات اللازمة، فعملية الإمساك بالقط لم تستغرق سوى نصف ساعة، وجرى الأمر كله بنجاح".

وتختتم "الحيوانات مخلوقات ضعيفة، وأرواح سيحاسب الإنسان على إيذائها، ومن هنا نعمل كمهتمين بمجال إنقاذ الحيوانات، سواء كنا أفراداً أو جمعيات، على نشر الوعي بكثير من القضايا المتعلقة بمثل هذا المجال، التي أصبح لها صدى أكبر بالفعل عند الناس عن سنوات سابقة، وهو ما نلمسه حينما نقوم بعملية إنقاذ في الشارع".