Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإذاعي الأميركي لاري كينغ يغادر الميكروفون إلى الأبد

كورونا ينهي حياته بعد معاناة طويلة مع تاريخ طبي معقد بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي

انضم المحاور التلفزيوني والإذاعي الأميركي الشهير لاري كينغ إلى قائمة ضحايا فيروس كورونا، حيث أعلنت وفاته عن عمر 87 سنة، صباح السبت، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع قضاها بمركز "سيدراس- سيناي" الطبي بمدينة لوس أنجليس الأميركية عانى خلالها مضاعفات إصابته بفيروس كورونا. وجاء إعلان الوفاة صادماً خصوصاً أن مؤسسة أورا ميديا التي يملكها كينغ كانت قد زفت خبراً إيجابياً عقب أسبوع من وضعه على أجهزة التنفس الاصطناعي، مشيرة إلى أن الصحافي والمذيع اللامع قد غادر غرفة العناية المركزة ولم يعد بحاجة لأجهزة تساعده على التنفس، وأنه يقضي فترة التعافي من فيروس كورونا في غرفة عادية، ولكن على ما يبدو أن التاريخ الطبي المعقد له أسهم في تدهور صحته، إضافة إلى تأثيرات فيروس كورونا القاسية.

 

 

تاريخ طبي معقد

لاري كينغ كان قد خضع لجراحة قلب مفتوح خلال الثمانينيات، ونجا من سرطان الرئة عام 2017، وأصيب بذبحة صدرية عام 2019، إضافة إلى معاناته مرض السكري، وفقاً لشبكة "سي أن أن" الأميركية. وكان الراحل قد كشف قبل عشر سنوات عن توقفه عن تقديم برنامجه الأشهر "لاري كينغ لايف" بعد ربع قرن من انطلاقه، حيث حاور خلاله أكثر من خمسة آلاف ضيف، بينهم كبار الشخصيات في العالم مثل الرئيس الأميركي نيكسون والليبي معمر القذافي والعاهل الأردني الملك حسين. ولكن هذا التوقف لم يكن ابتعاداً كاملاً عن صناعة الإعلام حيث بدأ في عام 2012 بث برنامجه "لاري كينغ ناو" عبر الإنترنت لصالح شركته "أورا"، ثم انتقل بعدها بعام للعمل مع قناة روسيا اليوم في نسختها الأميركية، وقدم برنامجاً رفيعاً عليها هو Politicking with Larry King، وحاور خلاله بطلاقته وصراحته وتدفقه المعهود أشهر الشخصيات السياسية بينهم دونالد ترمب، وسيرغي لافروف وديك تشيني، وخرج من محاوريه بتصريحات نارية كانت تتسابق وسائل الإعلام على تداولها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طفولة صعوبة ومشوار حافل

ربما يلقي عمل لاري كينغ في سنواته الأخيرة مع قناة "روسيا اليوم" الضوء على أصوله ونشأته، حيث ولد الراحل لأسرة روسية مهاجرة وعاش في بداية حياته في بروكلين بنيويورك، وتوفي والده وهو لا يزال طفلاً ولم تكن أحواله المادية مع والدته وشقيقه في أفضل حال، الأمر الذي أثر في دراسته حيث عمل بعد المرحلة الثانوية في بعض المهن البسيطة لمساعدة الأسرة، ولكن حلمه بالعمل كمذيع لم يتوقف، فبدأ رحلته في ميامي الأميركية وتدرج في السلم الإعلامي من تحت الصفر وحصل على وظيفة في مجال التنظيف بإحدى الإذاعات الصغيرة، إلى أن نجح أخيراً في أن يجلس أمام الميكرفون عام 1957، ومن يومها وأحبه هذا الجهاز الصغير كما عشقه الجمهور في أنحاء العالم.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد حاور خلال مشواره الطويل أكثر من 50 ألف شخصية، بينهم الدالاي لاما، والمغني فرانك سيناترا، ورئيس الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ورئيس شركة "مايكروسوفت" بيل غيتس، وصولاً إلى المغنية الأميركية الشهيرة ليدي غاغا.

 

 

نجاح مهني ومواقف أسرية مؤلمة

لاري كينغ حصد لقب الإعلامي الأعلى دخلا بعد تجديده تعاقده مع "سي أن أن" بقيمة 58 مليون دولار عام 2004، في حين أن رحلته مع المحطة الشهيرة بدأت عام 1985 لتنتهى في عام 2010 بعد أن قدم حلقات ملهمة، وأصبح لديه أجيال من التلاميذ الذين تعلموا من مهنيته وتفرده، وطوال 63 عاماً قضاها في مجال الإعلام كان يحافظ على أناقته الكلاسكية بأسلوب ملابسه الذي لا يتغير، والذي يعكس أيضاً حيوية شخصيته، وجعله نجماً لامعاً في المحاورات المباشرة عبر الإنترنت خلال جائحة كورونا، حيث كان يتابعه على "إنستغرام" أكثر من 74 مليون شخص، وهو المعدل الذي يتزايد بشدة منذ لحظة الإعلان عن وفاته، إذ وصل حتى كتابة هذه السطور إلى 77 مليوناً.

عائلة لاري كينغ عاشت مواقف صعبة وحزينة خلال الأشهر الماضية فقبل وفاته، كان هناك مصاب أليم أعلن بنفسه في 23 أغسطس (آب) من العام الماضي، حيث فقد اثنين من أبنائه، وقال حينها في بيان مؤثر على "إنستغرام"، "بحزن وقلب أب مكسور، أؤكد فقدان اثنين من أبنائي، آندي، وشايا كينغ، كلاهما كان طيباً ولطيفاً. سنفتقدهما كثيراً". وتوفى آندى (65 سنة) بنوبة قلبية في نهاية يوليو (تموز) الماضي، وبعده بأسابيع توفيت شايا (52 سنة)، بعد تشخصيها بمرض سرطان الرئة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة