Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أمير رمسيس: "حظر تجول" كشف المسكوت عنه وراء الجدران

الفيلم تناول التحرش الأسري وهذه أسباب بطولته النسائية المطلقة

المخرج المصري أمير رمسيس  (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية – الصفحة الرسمية للفنان على فيسبوك)

بعد غياب سينمائي، عاد المخرج أمير رمسيس بفيلم "حظر تجول"، الذي دقّ ناقوس الخطر حول قضية التحرش الأسري وما قد يترتب عليها من جرائم، إذ يدور الفيلم حول سيدة تُدعى فاتن تُسجن 20 عاماً بتهمة قتل زوجها، وتخرج في أحد أيام حظر التجول لتقابل ابنتها التي تعاقبها إنسانياً لأنها قتلت أباها وتشعرها بكراهية شديدة حتى تكشف الأحداث عن أن الأم قتلته دفاعاً عن ابنتها التي تعرّضت للتحرش منه.

وفي حواره لـ"اندبندنت عربية"، تحدث أمير رمسيس عن الفيلم واختيار إلهام شاهين لبطولته وأمينة خليل ولماذا هذا الاسم، ومراحل الإنتاج التي مر بها حتى يخرج إلى النور، كما تحدث عن رأيه في عرض الأفلام السينمائية على منصات إلكترونية وكشف عن موقفه من الدراما التلفزيونية وسبب غيابه عنها.

المسكوت عنه

في البداية، تناول رمسيس كيف فكّر في "حظر تجول" واختار موضوع التحرش الأسري أو ما يُسمى بـ"زنا المحارم"، فقال إن الفكرة بدأت منذ عام 2017 عندما تراكمت أمامي أخبار عن الاستغلال الجنسي للأطفال في العائلات، وتكرر ذلك كثيراً. ما أزعجني أنه لا ينظر إلى هذا الأمر على أنه جريمة، بل هو مسكوت عنه لحين يترتب عليه جريمة أكبر، تصل إلى الشرطة والقضاء والسجن مثل جرائم القتل.

وأضاف أن هذه الأخبار ولّدت فكرة العمل، التي بُنيت على مواجهة بين شخصين واحتجتُ إلى تكثيف هذه المواجهة بشكل إجباري بأن يفرض الوضع وجودهما معاً. وفكّرت أن يكون الحظر هو ذلك الظرف الإجباري، فاخترت عام 2013 لتدور خلاله أحداث الفيلم. وأشار إلى أنه سعى لمناقشة  قضية شائكة بهدف رمي حجر في المياه الراكدة لعله يحرك الأمور ويلفت الانتباه في "محاولة لأداء دورنا تجاه المجتمع".

 

 

مراحل التنفيذ

وبشأن مرحلة عثوره على إنتاج لتنفيذ الفيلم، وهل كان الأمر عسيراً قال، تعودّتُ أن أفلامي غير مريحة للإنتاج، إذ أقدّم نمطاً قد يكون غير معتاد في السينما، وطبعاً لم تكن فكرة العثور على الإنتاج سهلة، لكن المنتجين يعرفون نوعية الأفلام التي أطرحها، وحقيقة لم تكن المدة طويلة، إذ تحمّس المنتج صفي الدين محمود واشتركت مجموعة أخرى بعد ذلك.

إلهام وأمينة

لعبت بطولة الفيلم الفنانة إلهام شاهين وكانت الترشيح الأول لأمير رمسيس، الذي كشف عن سبب وقوع اختياره عليها بقوله، "هي فنانة كبيرة وكنت أحب أن أتعاون معها لأني معجب بجرأتها في الأفكار والتجسيد، ومشهود لها بتاريخ سينمائي، وأفلامها تقتحم مناطق شائكة من حيث القضايا والمواضيع، وتؤدي أي مرحلة عمرية من دون تحفظات أو خوف على جمالها، أو نظرة الجمهور وما إلى ذلك من اعتبارات تضعها نجمات أخريات".

كما تعجبني مغامراتها الفنية من حيث الإنتاج، فقد جازفت بأموالها لإنتاج أفلام مهمة قد لا تكون تجارية أو مضمونة العائد مثل فيلم "خلطة فوزية" و"يوم للستات"، ولا يعني إلهام أيضاً أن تكون بطلة رئيسة تدور حولها الأحداث، وكل هذه الأمور جعلتها بالنسبة لي الاختيار والترشيح الأول، إضافة إلى أنها بكل تأكيد قادرة على تجسيد دور امرأة خارجة من السجن، تعاني الكبر والإرهاق من دون أن تركّز على شكلها وجمالها ومكياجها.

وأشار رمسيس في مقارنة بين شاهين وغيرها من النجمات إلى أن كثيرات منهن بكل أسف أصبحن أقرب إلى فكرة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، وتشغل غالبيتهن فكرة الترند على حساب الفن، وربما اختيارها لدور فاتن، المرأة المظلومة التي تحمل هموماً وتتخلى عن شبابها وجمالها، جاء لأنها بعيدة كل البعد عما يشتّت ويؤثر سلباً في تركيزها على الصناعة.

 وتابع، "بالنسبة إلى أمينة خليل التي لعبت دور الابنة، فكانت الترشيح الأمثل لي، إذ تعاونت معها من قبل في فيلم خانة اليك، وفي بروفات فيلم حظر تجول وجدت أن لديها مرونة كبيرة وأداء خاصاً مميزاً يضيف إلى الشخصية".

نظرة نسائية

وردّ أمير تسليط الضوء على قضية التحرش العائلي ضد المرأة من زاوية الأخيرة تحديداً، بخاصة أن البطلتين سيدتان، إلى أن هذا الاختيار يعود لشعوره براحة أكبر في التطرق إلى عالم المرأة بوصفها أكثر عرضة لفكرة التحرش الجنسي على كل المستويات، وحتى في قضايا التحرش العائلي. كما أن المرأة هي الجزء الأهم في تحمّل الاتهامات. وفي رأيي، إنها الفاعل الحقيقي في المجتمع، خصوصاً في الطبقة المتوسطة وتحت المتوسطة، فهي تحمل كل هذا الكيان العائلي.

 

 

تحرك رسمي

بعد عرض الفيلم، هل توقّع أمير رمسيس تحركاً فعلياً رسمياً نحو قضايا التحرش الأسري وتغيير القوانين كما حصل لدى طرح بعض الأفلام في تاريخ السينما المصرية وغيرها، يقول إن التحرك القانوني باتجاه قضايا زنى المحارم عن طريق الفيلم، لم يكن مبتغاه تحديداً، موضحاً "ولكن ما كان يهمني أن تصل القضية إلى الناس والمجتمع لكسر حالة الصمت والخوف والإحساس بالعار من الحديث عن هذه القضايا ومواجهتها".

 أضاف، "أعرف أن القانون غير ليّن في هذه المنطقة كما يعلم الجميع، لكن تهمني الناحية الإنسانية، فالواقع لن يغيره فيلم فحسب، ولكن مبدئياً من الجيد أن نبدأ الحديث. وفي فيلم يهود مصر، ناقشنا قضية اليهود في بلادنا وكسرنا التابوه وشاهد الفيلم الملايين لكن لم تتغيّر القضية نفسها، إنما بات الناس يعرفون عنها كثيراً من الأمور".

أكثر من جهة

 عرض الفيلم في مهرجان القاهرة ثم في السينما أواخر عام 2020، وقال رمسيس بهذا الشأن إن "هناك أكثر من جهة ارتبطت بالمشروع من بدايته ومنها أن يُعرض على منصة إلكترونية، ولكن بسبب مهرجان القاهرة، أرجئت الفكرة كما فضّلنا التأجيل مرة أخرى حتى يطرح في دور السينما ويأخذ حقه من العرض الجماهيري".

وتابع، "بالنسبة إلى شبح القلق من الإيرادات، فهذا الأمر لا يخيفني، بخاصة أن المستقبل غامض، وهناك ظروف عالمية بسبب وباء كورونا والعرض من خلال المنصات أصبح أمراً ملحّاً، ومن حسن الحظ أنه بإمكاننا الآن عرض الفيلم سينمائياً أيضاً مع المنصات أو بمعنى أدقّ قبلها". وعن تأثير ظروف كورونا في العملية الإنتاجية ومستقبل السينما، قال، "أفكر في الفيلم ولا أفكر في كيف سيعرض أو متى، فهذه الخطوات ليست قصتي بقدر ما يعنيني الفيلم والمحتوى والتنفيذ، وبكل تأكيد هناك طريقة لطرح العمل السينمائي بشكل أو بآخر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دور المنصات

وعن المنصات وعرض الأفلام السينمائية وإنتاجها لبعضها، أكد رمسيس، "لست ضد أي عامل مساعد للسينما، فالمنصات أصبحت جهة إنتاج مهمة وتقدّم نوعاً من الأفلام السينمائية الصعبة مثل الرجل الإيرلندي، الذي جمع روبرت دي نيرو وآل باتشينو ومن إخراج مارتن سكورسيزي. وهذا العمل الضخم أنتجته منصة مهمة، وهذا يعني أن المنصات أصبحت جهات منتجة وعارضة، وهذا يسمح بوجود سينمائي رائع لا بد من أن نشجعه في كل الأحوال".

غياب درامي

وعن غيابه الفني لفترات طويلة، أوضح رمسيس، "أرتبط كل عام ومنذ أربع سنوات بمهرجان الجونة السينمائي، كما يعلم الجميع كوني أحد المنظمين، ما يشغلني لنحو 5 أشهر في السنة وهذا يؤثر في وجودي بعض الشيء، إضافة إلى ظروف الإنتاج في مصر والممثلين والسينما".

لم يقدم أمير رمسيس أي مسلسل حتى الآن، وفسّر غيابه عن الدراما بقوله، "لا أبتعد عنها عن قصد، بل الأمر مرتبط لدي بوجود سيناريو مميز، وعاجلاً أم آجلاً، سأقدّم دراما وقد طرحت مسلسلاً درامياً في المغرب منذ فترة. والآن لم يعد هناك فرق كبير على الإطلاق بين السينما والدراما، التي تطوّرت جدّاً وأصبحت قريبة من السينما في كل التقنيات".

واختتم رمسيس حديثه بالإشارة إلى أنه يحضّر حالياً لعمل سينمائي جديد بعنوان "ما تخفيه سميرة" مع السيناريست الشاب هيثم دبور وتدور أحداثه في إطار كوميدي، موضحاً أن تحضير النسخة الأولى من السيناريو أنجزت.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة