ما أن يتم تنصيب رئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية، حتى تبدأ الأسئلة تنهال على حلفائه في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط حول موقفهم من الوافد الجديد إلى البيت الأبيض وتوقعاتهم حيال سياسته تجاههم.
الأسئلة تبدو أكثر إلحاحاً هذه المرة، فالذي يغادر هو ترمب ذو المواقف المتباينة تجاه حلفاء أميركا التقليديين في مختلف دول العالم، بخاصة الحلفاء العرب الذين شاب علاقتهم بواشنطن بعض التوتر في فترة رئاسة سلفه باراك أوباما، في حين أن جو بايدن، أحد رجال أوباما والسياسة السابقة الذي يأتي وسط تجاذب التوقعات بين أن يكون ابناً بارّاً لسياسة رفيقه الديمقراطي، أو أن يكون أكثر توازناً وتوافقية في مراعاة مصالح الأصدقاء التقليديين.
السعوديون متفائلون
غداة تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، خلفاً لترمب الذي اتّبع سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، أعرب وزير الخارجية السعودي عن تفاؤله بأن العلاقات ستكون "ممتازة" في ظل إدارة الرئيس الأميركي الجديد، قائلاً "تعاملنا بشكل ممتاز مع إدارات من الجمهوريين والديمقراطيين".
وأضاف في تصرحيات لـ"العربية" أن التعيينات التي أعلنها بايدن تظهر "تفهماً من الإدارة الأميركية الجديدة للقضايا المشتركة بين البلدين وهو أمر يدعو إلى التفاؤل"، مؤكداً أن "مصالحنا المشتركة لم تتغير".
إيران واليمن
وفي ما يتعلّق بالاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى عام 2015، الذي انسحب منه ترمب عام 2018 معيداً فرض عقوبات قاسية على طهران، قال فيصل بن فرحان إن السعودية ستتشاور مع أميركا بخصوص الاتفاق مع إيران "ليكون ذا أساس قوي"، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية كذلك تتفهم أن الاتفاق يحوي نواقص.
وقال وزير الخارجية السعودي، "يدنا ممدودة للسلام مع إيران لكنها لا تلتزم باتفاقياتها"، مؤكداً أن دعوات طهران للحوار تهدف إلى التسويف والهروب من أزماتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما في ما يتعلّق باليمن، فاعتبر فيصل بن فرحان أن تصنيف إدارة ترمب ميليشيات الحوثيين بالمنظمة "الإرهابية" كان "مستحقاً"، مضيفاً لـ"العربية" أن "إدارة بايدن ستجد أن أهدافنا مشتركة في ما يخصّ الوضع في اليمن".
وكانت السعودية رعت "اتفاق الرياض" الذي وضع أسساً لحل سياسي للأزمة اليمنية، وأسفر عن تشكيل حكومة جديدة.
السفارة في الدوحة قريباً
في حين أكد الوزير السعودي في ذات اللقاء أن بلاده ستُعيد فتح سفارتها في قطر "خلال أيام"، الإجراء الذي سيرافقه خطوة مماثلة من الجانب الآخر، في تتويج لعودة العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.
وفي الخامس من يناير الجاري، خلال قمة قادة مجلس التعاون الخليجي في مدينة العلا بالسعودية، اتفقت الرياض وأبو ظبي والمنامة والقاهرة، على إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط السفر التي كانت قطعتها مع الدوحة عام 2017، بسبب اتهامها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته قطر. ووقّعت دول المجلس الخليجي، إضافةً إلى مصر، "إعلان العلا"، الذي أكد "تحقيق التعاون والترابط والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات".
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن القاهرة والدوحة اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية.
لكن وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، قال من جهته الخميس، إن قطر لم تتخذ أي مبادرة لحل مشكلات قائمة مع بلاده.
وجاءت المصالحة الخليجية التي أنهت ثلاث سنوات من الخلاف، في وقت تصاعدت التهديدات الإيرانية في المنطقة.