Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يحاول المتحيزون جنسياً التحكم حتى بمشاعر النساء؟

نحن النساء لم نُخلق ببساطة كي نرسم ابتسامة على وجوهنا، لذا توقفوا عن طلب ذلك منا

زيندايا، بطلة مسلسل "Euphoria" ترد على منتقديها وتعترف بأنها تعاني من الخجل منذ طفولتها (غيتي)

إنه أحد أقدم الاعتداءات الصغيرة المعهودة على المرأة، ومؤخرا تحدثت زيندايا نجمة مسلسل "النشوة" Euphoria  بلسان عديد من النساء، عندما عبرت عن النظرة التي توجه إليها على أنها "باردة" و"لئيمة" لمجرد أنها لم تكن تبدو سعيدة ومبتسمة وفي مزاج للحديث طوال اليوم.

وفي لقاء مع مجلة جي كيو GQ البريطانية، تحلت زيندايا بالشجاعة للاعتراف بأنها تعاني من الخجل منذ طفولتها، قائلة، إن الخجل ما زال أمراً يتعبها، حتى أنها تذكرت حادثة قام فيها أحد المصممين بالتعليق على الموضوع.

وقالت، "في هذه الصناعة، كان علي تعلم إجراء المحادثات البسيطة وما إلى ذلك، لأنني أعتقد أن الناس سيعتبرونني باردة... أتذكر أن اختصاصي الملابس الخاص بي، كان يقول "أنت تبدين باردة نوعاً ما، ويعتقد الناس أنك لئيمة لأنك لا تتكلمين" في حين أنني في الحقيقة متوترة للغاية".

وقبل عامين، انتُقدت الممثلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفت بالمزاجية والساقطة، عندما التقطت لها صورة تبدو فيها متجهمة في أسبوع الموضة في لندن، بينما كان بليك لايفلي وإميلي بلانت يقهقهان بجانبها.

وماذا كان رد زيندايا؟ قامت بنشر تغريدة على "تويتر" تقول فيها، "كنت أنظر إلى العارضات"، وفي نهاية المطاف، إنه أسبوع الموضة كي نكون منصفين.

لكننا لا نتحدث هنا عن عدم القدرة إطلاقاً على قول تعليق أو التساؤل عن تعابير وجه شخص ما. يتعلق الأمر بشيء تواجهه المرأة يومياً. سواء كانت متجهة إلى المحلات التجارية أو تحاول التركيز خلال اجتماع عبر الإنترنت، حيث يُطلب من النساء باستمرار أن يبدين فرحات أو أن يبتسمن. وإذا رفضنا ذلك نُعد وقحات وساقطات ومزاجيات.

أستطيع سماع اعتراضكَم على أن هذا غضب نسوي آخر، لكن الصور النمطية للجنسين موجودة في كل مكان. إنها في اللغة التي نستخدمها، وأسلوب تعاملنا مع المرأة والطريقة التي نرى بها النساء من حولنا.

فحتى الحائزات ميداليات ذهبية في الأولمبياد لسن مستثنيات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فخلال منافسات موسم عام 2017 من برنامج "الرقص مع النجوم"، قال الحكام للاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز إن عليها الابتسام أكثر. لكن الرياضية البالغة من العمر 23 عاماً، وهي لاعبة الجمباز الأكثر تتويجاً في التاريخ الأميركي، قدمت رداً رائعاً، قائلة، "الابتسام لا يكسبك ميداليات ذهبية".

إنها محقة بالطبع، لكن هذا لم يمنع وقوع عديد من النساء ضحايا للتعليقات العدوانية السلبية، بخاصة عندما يحاولن المضي قدماً (والتقدم في حياتهن العملية). في الواقع، أظهر استطلاع حديث أن 98 في المئة من النساء قلن، إنهن واجهن طلب الابتسام في العمل في مرحلة ما من حياتهن، فقد أشار 15 في المئة منهن إلى أن ذلك يحدث بشكل أسبوعي.

بطريقة ما، يستطيع الرجال تجنب هذا المستوى من التدقيق بالكامل.

تقول سالي بيكر (وهي تعمل في مجال العلاج البديل نفسيا وجسديا)، لـ"اندبندنت"، "يخضع الرجال والنساء لمعايير مختلفة...  تقليدياً، اللطف ضروري للغاية بالنسبة إلى الشخصية الأنثوية، فحتى عندما كنا أطفالاً نتعلم أن الحلاوة والتوابل وكل المواصفات الجميلة هي مكونات للفتاة الصغيرة المثالية، وهذا هو السبب في أن الرجل يوصف بالـ "حازم" بينما توصف المرأة بالـ "متسلطة"، أو عندما يكون الرجل "طموحاً" تكون المرأة "سافلة".

يتطلب الأمر وقتاً طويلاً لشرح السبب الذي جعل مصطلح "الوجه الساقط المتبلد" جزءاً من المعجم الشائع.

هذا التعبير الذي كان في الأصل "وجه متبلد ساقط"، يشير إلى أن أي امرأة لم ترسم على وجهها ابتسامة دائمة تشبه ابتسامة القط "تشيشر" الشهير في حكاية أليس في بلاد العجائب، تُعد غاضبة أو مزاجية أو كريهة أو ساقطة ببساطة.

لقد تعرضت لذلك في عدة مناسبات، فقد قال لي أمين صندوق في السوبرماركت أن أبتهج، أما صديقي السابق فيعتقد أنني أبدو أجمل عندما أبتسم. وقبل بضعة أيام، طلب مني شخص غريب أن أبتسم بينما كنت أتمشى في المنتزه.

نحن نعيش في خضم جائحة عالمية، ويموت الآلاف كل يوم، بينما يهتم هذا الرجل في ما إذا كنتُ أبتسم أم لا؟ اعذروني إن لم يكن مزاجي مبتهجاً بشكل خاص.

في كتاب "اغتنام" Lean In لشيريل سانبرغ Sheryl Sanberg، تستشهد المؤلفة بتجربة أجريت في جامعة نيويورك وكلية كولومبيا للأعمال، حيث اختار أستاذان السيرة الذاتية لرائدة أعمال كانت ناجحة ومشهورة بشخصيتها المنفتحة.

تم الحفاظ على اسم المرأة، هايدي، في مجموعة من السير الذاتية، بينما استُبدل اسمها في مجموعة أخرى مماثلة، باسم رجل، هاورد.

حصل نصف مجموعة من طلاب كلية إدارة الأعمال على السيرة الذاتية لهايدي، بينما استلم النصف الآخر السيرة باسم هاورد. فكانت النتيجة استثنائية. اعتبر الطلاب هايدي وهاورد على نفس القدر من الكفاءة، ومع ذلك، فقد حكموا على هاورد بأنه  يبدو محبوباً وزميلاً جيداً، في حين كان يُنظر إلى هايدي على أنها عدوانية وأنانية وليست شخصاً مناسباً لأن تكون جزءاً من فريق، ببساطة لأنها كانت امرأة ناجحة ومتفتحة في آن معاً.

يبدو أننا (النساء) لا نستطيع الفوز بأي شكل من الأشكال، وهذا النوع من المضايقات الوضيعة المستمرة يترك أثراً.

تأثرت زيندايا (وهي ممثلة ومغنية مشهورة عالمياً وناجحة للغاية) بالتعليقات حول تعابير وجهها، لدرجة أنها شعرت بأنها مجبرة على التمرن على المحادثات القصيرة قبل إجرائها، حتى بعدما أقرت بأن خجلها شديد، لدرجة أنها احتاجت إلى جلسات استشارية وما إلى ذلك، كي لا يفترض الناس أنها "باردة".

إذا كانت نساء موهوبات بشكل استثنائي مثل زيندايا قد تأثرن بهذه التصرفات، فما هو الأمر الذي يدفعنا نحن بقية النساء إلى الابتسام؟ في الواقع أفضل أن يُطلق علي لقب "صفيقة" على أن أقضي حياتي أرسم ابتسامة مصطنعة عندما يُطلب مني ذلك، وشكراً.

© The Independent

المزيد من منوعات