Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واحد من كل 4 شبان بريطانيين يعاني من "متطلبات الحياة" منذ بداية الجائحة

في دراسة أجراها "صندوق الأمير (تشارلز) للعمل الخيري الشبابي" The Prince’s Trust، قال نصف من هم بين سن الـ16 والـ25 إن صحتهم النفسية ساءت منذ بداية أزمة فيروس كورونا

صعوبة التخطيط للمستقبل من دراسة وعمل في خضم أزمة كورونا ألحقت "أضراراً بالصحة النفسية" للشباب البريطاني (غيتي)

كشفت دراسة أجريت حديثاً عن أن نسبة واحد من كل أربعة شبان بريطانيين أظهرت "عجزاً في التعامل مع متطلبات الحياة" منذ بداية جائحة كورونا، مع ميل أكثر إلى مكابدة القلق والاكتئاب أظهره العاطلون من العمل في أوساط هؤلاء.

وبحسب الدراسة التي أعدّها "صندوق الأمير (تشارلز) للعمل الخيري الشبابي" The Prince’s Trust، الجمعية البريطانية التي تهتم بشؤون الشباب، فإن أزمة فيروس كورونا ألحقت "أضراراً فادحة" بصحة الشباب النفسية.

وحذر العلماء في هذا الإطار من ظاهرة تردّي الصحة النفسية لدى مختلف الفئات العمرية خلال الجائحة، بيد أن مخاوفهم جاءت متعاظمة في أن يكون الشباب أكثر معاناة من غيرهم في هذه الأجواء، جراء انعكاسات الإغلاق على أحوال التعليم ومظاهر التنمية وفرص العمل المستقبلية.

وأشارت دراسة  "صندوق الأمير (تشارلز) للعمل الخيري الشبابي" إلى ما أظهره استطلاعها الذي حمل عنوان "مؤشر الشباب" Youth Index، والذي شمل 2180 شخصاً بين سن الـ 16 والـ 25 في جميع أنحاء بريطانيا، في أن عدد الشبان الذين يشعرون بالقلق اليوم هو أكبر من أي وقت مضى منذ انطلاق هذه الدراسة السنوية للمؤسسة قبل 12 عاماً.

في هذا السياق، وضمن الدراسة المذكورة، فإن نسبة واحد من كل أربعة أشخاص ممن تجاوبوا مع الاستطلاع، قالت إنها تشعر "بالعجز في التعامل مع متطلبات الحياة" منذ بدء الجائحة، وتلك النسبة تزداد وتبلغ 40 في المئة بأوساط من هم خارج سوق العمل ولا يتلقّون تعليماً أو تدريباً مهنيّاً.

وذكر نصف من هم بين عمر الـ16 والـ25 سنة، أن صحتهم النفسية ساءت منذ بدء الوباء. كما قال أكثر من نصف الشبان المستطلعين (56 في المئة) إنهم "دائماً" أو "في معظم الأوقات" يشعرون بالقلق، وهذه النسبة ترتفع إلى 64 في المئة بأوساط الأفراد العاطلين من العمل والمتوقفين عن التعليم.

من جهته، قال جوناثان تاونسيند، الرئيس التنفيذي لـ"صندوق الأمير (تشارلز) للعمل الخيري الشبابي" في بريطانيا، إن "الجائحة ألحقت أضراراً فادحة بصحة الشباب النفسية وحالتهم العامة، إذ إنهم يواجهون التعطيل في التعليم وتقلّص سوق العمل والعزلة والانفصال عن أصدقائهم وأحبائهم. نتيجة ذلك، فإن الكثيرين منهم يفقدون الأمل بالمستقبل".

تابع تاونسيند "كما هي الحال دائماً، فإن أولئك الشبان العاطلين من العمل وذوي المؤهلات المحدودة والثقة القليلة بالنفس، يمرّون بتجربة أكثر سلبية. ونحن في هذا الوقت العصيب نحتاج إلى قطاع الأعمال والحكومة والأفراد كي نعمل سويّاً لمساعدة أكبر نسبة ممكنة من الشبان الضعفاء، إذ إننا فقط من خلال العمل معاً، يمكننا وقف الإحساس باليأس تجاه المستقبل والذات، في أوساط جيل الشباب هذا".

وفي العودة إلى الدراسة، قال أكثر من نصف المستطلعين فيها إن طلب المساعدة لإيجاد الوظائف بات أصعب من ذي قبل. كما ذكرت النسبة ذاتها من الشبان الذين لا يعملون، بأنها عاجزة عن رؤية نهاية حال البطالة التي يعيشها أفرادها.

ويقيس "مؤشر الشباب"، الذي وضعت بياناته مؤسسة "يوغوف" YouGov (لاستطلاعات الرأي العام)، مقدار السعادة ومستويات الثقة بالنفس بأوساط الشباب في مختلف النواحي، من الحياة العملية إلى الصحة الجسدية والنفسية. ويُعدّ المؤشر المذكور واحداً من دراسات عدة نشرت في الآونة الأخيرة وأشارت إلى آثار كوفيد-19 في صحة الأطفال والشبان النفسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

  ووفق دراسة أخرى أجراها "مركز الصحة النفسية" في بريطانيا Center for Mental Health، فإن ما يقارب 1.5 مليون طفل، تحت سن الـ 18، سيحتاجون إلى دعم نفسي، جديد أو إضافي، نتيجة ضغوط مختلفة سببتها الجائحة. وضمن هذه الحالات، بحسب المركز، فإن معدل الثلث سيضم أطفالاً كانوا أصحاء ولم يسبق لهم قبل الجائحة إظهار عوارض ذات صلة بأمراض نفسية.

وتأتي نتائج هذه الدراسة بعد بيانات نشرها القسم الرقمي لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS Digital في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، أظهرت ارتفاعاً بمعدل 50 في المئة باضطرابات الصحة النفسية في أوساط الشبان البريطانيين.

وسنة 2020، اعتبرت نسبة واحد من كل ستة أطفال (16 في المئة)، بين سن الخامسة والـ 16، أنها تعاني على الأرجح من اضطرابات نفسية، وذاك مثّل ارتفاعاً من نسبة واحد من كل تسعة أطفال (10.8 في المئة) عام 2017. وذكرت الدراسة أن الزيادة بدت واضحة بالنسبة إلى الفتيات والفتيان على حدّ سواء.

من جهة أخرى وعلى نحو منفصل، قالت جمعية "بلايس تو بي" Place2Be، التي تقدّم خدمات تتعلق بالصحة النفسية في المدارس البريطانية، إنها رصدت ارتفاعاً بمعدل 109 في المئة بحوادث إيذاء النفس في المدارس الثانوية خلال فصل الخريف الدراسي لسنة 2020. أما إيما تايلور، مديرة الشؤون الأهلية في منظمة "تيسكو" Tesco بالمملكة المتحدة، التي تعاونت مع "صندوق الأمير (تشارلز) للعمل الخيري الشبابي" في إجراء دراسة "مؤشر الشباب"، فقالت إن "النتائج التي توصّل إليها "المؤشر" هذه السنة تبرز مدى أهمية دعم الشباب في تطوير مهاراتهم وبناء ثقتهم بأنفسهم وذلك لدعم مستقبلهم. وأردفت تايلور "من خلال شراكاتنا الموجودة مع صندوق الأمير (تشارلز) للعمل الخيري الشبابي وغيرها من الجمعيات، دعمنا سلفاً  أكثر من 40 ألف شاب وشابة في المدارس الثانوية لتطوير جوانب من مهاراتهم في العمل والحياة، مثل العمل ضمن فريق واحد والتواصل".

ويوم الأحد المنصرم، قام أكثر من 50 طبيباً وسياسياً بارزاً وجمعية خيرية، بكتابة رسالة مفتوحة إلى الحكومة يدعونها فيها إلى تأسيس وإطلاق هيئة تنشط على مستوى بريطانيا "لتقديم استراتيجية عابرة لمختلف الوزارات في الحكومة، مهمتها انتشال الأطفال والشباب من تأثيرات جائحة كوفيد-19 المستمرة".

وجاء في الرسالة المفتوحة التي نشرتها صحيفة "أوبسيرفير" الإنجليزية Observer،"تنزل الجائحة آثار كارثية في طفولة الصغار وفي الشباب بمختلف أنحاء البلاد. وثمة أعداد متزايدة من العائلات الرازحة تحت الضغوط وقد غرقت في الفقر، إذ هناك أكثر من أربعة ملايين طفل يعيشون في ظل الفقر، حتى قبل حلول الجائحة وتقويضها الاقتصاد".

(إن كنتم تعانون من أي من المشكلات التي وردت في المقالة، يمكنكم التصال بـ"السامريين" The Samaritans أو بأي من منظمات الصحة النفسية المذكورة أدناه:

mind.org.uk 

nhs.uk/livewell/mentalhealth

mentalhealth.org.uk

samaritans.org

anxietyuk.org.uk

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات