Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفجيرات بغداد تبعد قيادات أمنية عن المشهد

داعش يعلن مسؤوليته عن الاعتداء في ساحة الطيران والكاظمي يتوعد برد مزلزل

أعلنت القوات المسلحة العراقية، الجمعة 22 يناير (كانون الثاني)، انطلاق عملية أمنية للقضاء على بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي. ويشرف على العملية التي جاءت بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب.
 وتستهدف العملية فلول عصابات "داعش"، مستفيدة من معلومات دقيقة، ووفق أوامر قضائية، بحسب ما جاء في بيان لجهاز مكافحة الإرهاب.
 وشدد بيان جهاز مكافحة الإرهاب على أنه سيواصل "ضرب بقايا عصابات (داعـش) في جميع أنحاء العراق بقوة مفرطة"، واعداً "الشعب العراقي بمزيد من العمليات النوعية خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة".

 

عشرات القتلى والجرحى

وكان تفجيران انتحاريان هزّا مدينة بغداد صباح الخميس 21 يناير، أوقعا 32 قتيلاً و110 جرحى، واستهدفا سوقاً مزدحمة في ساحة الطيران وسط بغداد، وفق ما ذكرت الشرطة العراقية ومصادر طبية. ساحة الطيران التي غالباً ما تعجّ بالمارة، سبق وشهدت قبل ثلاث سنوات تفجيراً انتحارياً أوقع 31 قتيلاً.

ومساء الخميس، أعلن تنظيم "داعش" عبر وكالة أعماق للأنباء التابعة له على حسابها على تطبيق تليغرام مسؤوليته عن الاعتداء.

وفي وقت سابق، أوضح بيان لوزارة الداخلية أن انتحارياً أول فجّر نفسه في سوق البالة الذي تباع فيه ملابس مستعملة، في ساحة الطيران في وسط العاصمة، "بعد أن ادعى أنه مريض فتجمّع الناس حوله"، ثم فجّر الانتحاري الثاني نفسه "بعد تجمّع الناس لنقل الضحايا الذين أصيبوا في التفجير الأول".

وقال اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، في بيان، إن "القوات الأمنية طاردت منفذي الهجوم" قبل أن يقدما على تفجير حزاميهما وسط المدنيين.

وأفاد وزير الصحة حسن التميمي، في بيان، بأن عدد القتلى ارتفع إلى 32 شخصاً، مشيراً إلى إصابة 110 أشخاص آخرين بجروح، وقد غادر معظمهم المستشفيات.

وسُمع دوي الانفجار في أنحاء العاصمة كافة، وانتشر جنود في الساحة بكثافة وأغلقوا الطرق المؤدية إلى مكان الانفجار، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية. وكان عدد منهم يساعدون فرق الإسعاف على انتشال المصابين. وعلى الفور أغلقت القوات الأمنية المداخل المؤدية إلى المنطقة الخضراء، حيث يوجد العديد من المقرات الرسمية والسفارات.

 

الاعتداء يطيح بقادة أمنيين

وترأس رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اجتماعاً طارئاً لقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية بمقر قيادة عمليات بغداد وأصدر عدة أوامر لإجراء تغييرات كبرى في تلك الأجهزة.

وقال رسول، في بيان، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع"، إن "الكاظمي أصدر مجموعة من أوامر تغيير قيادات كبرى في الأجهزة الأمنية تضمنت إقالة وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات عامر صدام من منصبه، وتكليف أحمد أبو رغيف وكيلاً لوزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات.

وكذلك تمت إقالة عبد الكريم عبد فاضل (أبو علي البصري) مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية (خلية الصقور) من منصبه وتكليف نائب رئيس جهاز الأمن الوطني حميد الشطري بمهام إدارة خلية الصقور وربط الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة.

وتضمنت الأوامر نقل قائد عمليات بغداد قيس المحمداوي إلى وزارة الدفاع وتكليف أحمد سليم قائداً لعمليات بغداد، وإقالة قائد الشرطة الاتحادية جعفر البطاط من منصبه وتكليف رائد شاكر جودت بقيادة الشرطة الاتحادية، بالإضافة إلى إقالة مدير قسم الاستخبارات وأمن عمليات بغداد باسم مجيد من منصبه.

وغرد الكاظمي على تويتر قائلاً: "ردّنا على من سفك دماء العراقيين سيكون قاسياً ومزلزلاً وسيرى قادة الظلام الداعشي أي رجال يواجهون".

 

القضاء على "داعش"

وبات وقوع مثل هذا الهجوم الدموي أمراً نادراً في العاصمة العراقية التي لم تشهد تفجيرات مماثلة تقريباً منذ دحر تنظيم "داعش" في العراق عام 2017. وقال مدير الدفاع المدني اللواء كاظم سلمان، للصحافيين بموقع التفجيرين، "ربما تكون مجاميع داعش الإرهابية هي التي تقف وراء الهجمات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يذكر أن التنظيم الذي سيطر لسنوات على أجزاء واسعة من العراق، اعتمد هذا الأسلوب من الهجمات في مناطق عدة. ونجحت القوات العراقية في القضاء على التنظيم نهاية عام 2017 بعد معارك دامية. لكن خلايا منه لا تزال تنشط في بعض المناطق البعيدة من المدن، وتستهدف بين وقت وآخر مواقع عسكرية هناك.

وتعود الاعتداءات الأخيرة التي أوقعت عدداً كبيراً من القتلى في بغداد إلى حزيران (يونيو) 2019.

ولا تعتبر الحكومة والمسؤولون العسكريون التنظيم الآن قادراً على انتزاع السيطرة على منطقة واسعة من البلاد، لكنهم يقولون إنه سيواصل شنّ هجمات تهدّد استقرار وأمن العراق.

وتواصل القوات العراقية محاربة متشددي التنظيم وتعمل على تأمين الحدود مع سوريا، التي يستخدمها "داعش" كثيراً لنقل عناصره عبرها.

 

الانتخابات التشريعية

وكما في عام 2018، يأتي الاعتداء في وقت تناقش السلطات تنظيم انتخابات تشريعية، وهو استحقاق غالباً ما يترافق مع أعمال عنف في العراق.

وتقترح السلطات السياسية حالياً إرجاء الانتخابات المبكرة المقرّرة في يونيو إلى أكتوبر (تشرين الأول)، من أجل إفساح الوقت أمام اللجنة الانتخابية لتنظيمها. ويبقى القرار معلقاً على تصويت في البرلمان لحل نفسه.

وعلّق الرئيس العراقي برهم صالح على الانفجارين في تغريدة على حسابه على "تويتر"، قائلاً "الانفجاران الإرهابيان ضدّ المواطنين الآمنين في بغداد، وفي هذا التوقيت، يؤكدان سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة وتطلعات شعبنا في مستقبل يسوده السلام". وأضاف، "نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا".

 

وأعرب البابا فرنسيس عن "حزنه العميق" للتفجيرين اللذين وقعا في بغداد، واعتبرهما "عملاً وحشياً عبثياً". وفي برقية إلى الرئيس العراقي، قال البابا الذي ينوي زيارة العراق في مارس (آذار)، إنه "واثق من أن الجميع سيسعى لتخطي العنف بأخوة وتضامن وسلام".

ووصفت بعثة الأمم المتحدة في العراق التفجيرين بـ"العمل المروّع"، مشيرةً إلى أنهما "لن يوقفا مسيرة العراق نحو الاستقرار والازدهار".

في عمان، أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، ضيف الله علي الفايز، "إدانة واستنكار المملكة الشديدين لهذا الفعل الإرهابي الجبان الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية".

الانسحاب الأميركي

كذلك، يأتي الاعتداء في وقت باشرت فيه الولايات المتحدة خفض عدد جنودها في العراق إلى 2500 عنصر. وعزا وزير الدفاع الأميركي كريستوفر ميلر قرار الانسحاب إلى "تزايد قدرات الجيش العراقي".

وقال إن هذا التخفيض "لا يعني تغييراً في سياسة الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة وقوات التحالف تبقى في العراق لتأكيد هزيمة دائمة" لتنظيم "داعش".

لكن هذا الانسحاب جاء أيضاً في ظلّ تصاعد التوتر في العراق بين مجموعات شيعية موالية لإيران من جهة، وواشنطن من جهة أخرى، منذ اغتيال رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية أميركية في مطار بغداد مطلع عام 2020.

وتعرّضت مصالح أميركية لهجمات. فيما طالب البرلمان العراقي بانسحاب الجنود الأميركيين.

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً منذ عام 2014 في العراق لمكافحة تنظيم "داعش". وغادرت معظم القوات المشاركة في التحالف من دول أخرى، البلاد في بداية انتشار وباء كورونا في عام 2020.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي