Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جولات مكوكية للدبلوماسية المصرية لاستعادة دورها في عملية السلام

تنسيق مصري - أردني واسع لتنشيط المسار التفاوضي للقضية الفلسطينية

الرئيس المصري والعاهل الأردني في قصر بسمان (المتحدث باسم الرئاسة المصرية)

التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في قصر بسمان بالعاصمة الأردنية عمان وسط ترتيبات مصرية وأردنية مشتركة على صعيد العديد من القضايا العربية، ومن بينها جهود مكثفة بدأت منذ شهرين لإعادة تنشيط عملية السلام التي شهدت تراجعاً خلال السنوات القليلة الماضية، وسط استياء فلسطيني من الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها.

ووفقاً لبيان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بسام راضي، وفي ما يتعلق بمستجدات جهود إعادة تنشيط عملية السلام والمسار التفاوضي للقضية الفلسطينية، أكد السيسي استمرار مصر في مساعيها الدؤوبة تجاه القضية، مشدداً على مواصلة بذل الجهود لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

وشهد اللقاء التوافق حول مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين الجانبين من أجل توحيد الجهود العربية والدولية، للتحرك بفعالية خلال الفترة المقبلة لإعادة تنشيط الآليات الدولية لمفاوضات عملية السلام، وتجاوز تحديات الفترة الماضية، وذلك بالتوازي مع جهود مسار المصالحة الوطنية وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، تعزيزاً للمسار الأساسي المتمثل في تحقيق السلام المنشود، وأخذاً في الاعتبار تأثير المتغيرات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

وسبق هذا اللقاء، ترتيبات ولقاءات أخرى، مدفوعة بوجود قيادة أميركية جديدة من المتوقع أن تعيد السياسات الأميركية حيال عملية السلام إلى نصابها التقليدي، بعد سنوات من التحركات والمواقف التي اعتبرت متحيّزة من قبل إدارة دونالد ترمب.

وقطعت فلسطين العلاقات مع الحكومة الأميركية في ظل إدارة الرئيس ترمب، بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وتدشين سفارة أميركية هناك في مايو (أيار) 2018. وإضافة إلى ذلك، قام ترمب بتعليق المساعدات المالية الأميركية لدعم الفلسطينيين.

رسالة وترتيبات مكثفة

في الحادي عشر من الشهر الحالي، التقى وزراء خارجية مجموعة ميونيخ، التي تضم مصر والأردن وفرنسا وألمانيا، في القاهرة. ففيما يبدو رسالة للساكن الجديد في البيت الأبيض، جو بايدن، أبدى وزراء خارجية المجموعة الرباعية، استعداد بلادهم للعمل مع واشنطن من أجل "دفع عملية السلام في الشرق الأوسط نحو سلام عادل وشامل ودائم".

وكشف مصدر أن غابي أشكنازي وزير الخارجية الإسرائيلي، دُعي للمشاركة في اجتماع مجموعة ميونيخ، لكن بسبب إجراءات الغلق التي تتبعها السلطات الإسرائيلية، لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، تعذرت مشاركته.

الجولات المكوكية للدبلوماسية المصرية على صعيد إحياء المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، تهدف أيضاً إلى بعث رسالة للإدارة الأميركية الجديدة بشأن الدور الذي لطالما لعبته مصر كوسيط إقليمي رئيس في عملية السلام. وتاريخياً كانت مصر والأردن معنيتين بشكل رئيس بمفاوضات السلام. وكانت الضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية حالياً، تقع تحت إدارة الأردن قبل عام 1967، كما ارتبط قطاع غزة، الذي يتلامس مع الحدود المصرية، بعلاقات وثيقة مع الجارة قبل سيطرة حركة "حماس" على السلطة في الانتخابات التشريعية عام 2007.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفادت مصادر مصرية وفلسطينية وفي تصاريح سابقة، بوجود "توافق في الرؤى بين القيادة المصرية والسلطة الفلسطينية على أهمية التحرك نحو بلورة رؤية للدفع بمفاوضات السلام المباشرة مجدداً، واستغلال مواقف الإدارة الأميركية الجديدة تجاهها".

والتقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله، الأسبوع الماضي، رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل ورئيس الاستخبارات الأردنية أحمد حسني. وبحسب تقارير وسائل إعلام عربية، فإن الثلاثة ناقشوا الانتخابات الفلسطينية، حيث من المقرر إجراء التشريعية في 22 مايو و31 أغسطس (آب) المقبل والرئاسية في 31 يوليو (تموز).

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استقبل الرئيس المصري في قصر الرئاسة بالقاهرة، رئيس السلطة الفلسطينية، وتم التوافق على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين الرئيسين من أجل متابعة ما سيتم من خطوات، سعياً نحو حلحلة الوضع الراهن بالعودة إلى مسار المفاوضات، بحسب بيان الرئاسة المصرية.

وخلال اللقاء، أكد عباس على ما يوليه من أهمية للتشاور والتنسيق مع مصر بشأن مجمل الأوضاع الفلسطينية ومحددات الموقف الفلسطيني في ظل التطورات التي تشهدها القضية، إضافة إلى المتغيرات المستجدة على الساحتين الإقليمية والدولية خلال الفترة الأخيرة.

آمال بالتغيير

وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن أمله في أن تغير إدارة بايدن سياسات الرئيس ترمب، وأن تطلق عملية سياسية مدعومة من أطراف إقليمية ودولية لتحقيق الاستقلال للفلسطينيين.

وقال في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عبر الفيديو، الاثنين، إن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني المستمر منذ عقود "قد تم تهميشه من قبل الوسيط الرئيس في عملية السلام"، في إشارة إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن ذلك "شجع الحكومة الإسرائيلية على تكثيف أنشطتها الاستيطانية والتهديد باتخاذ خطوات خطيرة ومدمرة مثل ضم الأراضي المحتلة".

وتحدث أبو الغيط بعد يوم من قيام السلطات الإسرائيلية بتقديم خطط لبناء ما يقرب من 800 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في موجة موافقات تأتي قبل أن يغادر ترمب منصبه، الأربعاء، ويتم تنصيب بايدن كرئيس للولايات المتحدة رقم 46.

وقال إن "جهوداً كبيرة" يجب أن تبذلها الأطراف كافة في الأشهر المقبلة لإعادة تأكيد حل الدولتين. وأضاف "نتطلع إلى أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بتصحيح السياسات والعمليات غير المفيدة، والانخراط في عملية سياسية مثمرة بدعم من الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي