Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقترحات لمصالحة الذاكرة بين فرنسا والجزائر

سلمها المؤرخ بنجامان ستورا للرئيس إيمانويل ماكرون

"مقام الشهيد" أطول نصب تذكاري يخلد ثورة الجزائر (غيتي)

يتسلّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غداً الأربعاء (21-1-2021) المقترحات الواردة في تقرير أعدّه المؤرخ بنجامان ستورا حول الاستعمار وحرب الجزائر (1954-1962) في محاولة لإخراج العلاقة بين فرنسا والجزائر من الشلل الذي تسببه قضايا الذاكرة العالقة.

وكلّف ماكرون بنجامان ستورا، أحد أبرز الخبراء المتخصصين في بتاريخ الجزائر الحديث، في يوليو (تموز) الماضي، "إعداد تقرير دقيق وعادل حول ما أنجزته فرنسا حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر" التي وضعت أوزارها عام 1962 وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات الملايين من الفرنسيين والجزائريين.

ويبدي إيمانويل ماكرون، وهو أول رئيس فرنسي ولد بعد هذه الحرب، عزمه على حلحلة هذا الملف الشديد التعقيد، ومحاولة تهدئة العلاقات المتقلبة منذ عقود بين البلدين، والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ، منذ غزو الجزائر واحتلالها عام 1830 إلى حرب الاستقلال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

في الجزائر، كلّف الرئيس عبد المجيد تبون مدير الأرشيف الوطني ومستشاره الخاص عبد المجيد شيخي العمل على ملف الذاكرة، بالتنسيق مع بنجامان ستورا، في مقاربة مشتركة ومنسقة بين رئيسي الدولتين.
وقال ستورا في أغسطس (آب) الماضي "عليّ تقديم تقرير يتضمن توصيف تاريخ العلاقات بين البلدين، لا كتابة تاريخ مشترك للجزائر، إنما المبادرة إلى نشاطات ثقافية حول مواضيع محدّدة مثل الأرشيف أو مسألة المفقودين".
ومع اقتراب الذكرى الستين لنهاية الحرب (1962-2022)، أوكل ماكرون إلى المؤرخ الفرنسي مهمة إعداد هذا التقرير كجزء من مبادراته لمحاولة "إنهاء العمل التاريخي حول حرب الجزائر"، لأن "لدينا الكثير من الذكريات عن الحرب وهي جروح كثيرة"، وفق قوله في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
 

 الذاكرة العائلية

في فرنسا وحدها، تحضر الجزائر بقوة في الذاكرة العائلية لملايين الفرنسيين والجزائريين، سواء كانوا من الأقدام السود (الفرنسيون المولودون في الجزائر خلال الاستعمار)، أو من المجندين في الحرب (التي بقيت لفترة طويلة توصف بمصطلح "أحداث في الجزائر"). كما هناك الحركى، وهم الجزائريون الذين قاتلوا من أجل فرنسا، وبالطبع المهاجرون الجزائريون...
ومن دلالات الحساسية الشديدة لموضوع الذاكرة، طلب الحركى في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من ستورا العمل "من دون تحيّز أيديولوجي أو تزوير" على مسائل تكاثرت الروايات المتباينة حولها على مدى عقود من السكوت والتجاهل.
وكتب ماكرون في رسالة تكليف ستورا "من المهم أن يُعرف تاريخ حرب الجزائر ويُنظر إليه بعقل متبصّر. فالأمر ضروري لراحة وصفاء الذين أضرّت بهم". ورأى أن الأمر يتعلق أيضاً "بمنح شبابنا إمكانية الخروج من النزاعات المرتبطة بالذاكرة".
 
أرشيف الفترة الاستعمارية
 
ومن الجانب الجزائري، أعرب الرئيس تبون في مقابلة مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، عن أمله في أن يعمل شيخي وستورا "في جوّ من الحقيقة والصفاء والهدوء لحلّ هذه المشكلات التي تسمّم علاقاتنا السياسية ومناخ الأعمال وحسن التفاهم".
وتنتظر الجزائر من باريس أن تقدّم إليها "كل" أرشيف الفترة الاستعمارية (1830-1962) المتعلق بها، وفق شيخي، أحد المشاركين في حرب الاستقلال.
وقال شيخي "تطالب الجزائر بكلّ أرشيفها الموجود في قسم كبير منه في فرنسا"، مشيراً إلى أن باريس "لطالما قدّمت ذرائع" لعدم تسليمه، "مثل عدم رفع السرية عن جزء من الأرشيف على الرغم من أنه جُمع منذ عقود".
وسبق أن أعادت فرنسا إلى الجزائر جزءًا من الأرشيف، لكنها احتفظت بالجزء المتعلق بالتاريخ الاستعماري الذي يقع، وفقاً لها، تحت سيادة الدولة الفرنسية.
ويدرّس ستورا المولود في 1950 في مدينة قسنطينة في الجزائر، تاريخ المغرب العربي وحروب إنهاء الاستعمار والهجرة المغاربية في أوروبا في جامعة باريس 13 وفي معهد اللغات الشرقية.

ومن أشهر مؤلفاته "الغرغرينا والنسيان" و"ذاكرة حرب الجزائر" و"المجنّدون في حرب الجزائر"، و"الجزائر، الحرب الخفيّة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي