Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الانتخابات الفلسطينية تدفع قيادات دحلان للتقارب مع "الأخ" عباس

"الموضوع مع زعيم التيار الإصلاحي ليس ملف مصالحة سياسية، كل ما في الأمر، هناك قضايا قضائية ضده، وهذا يخص العدل"

وساطات عربية من أجل إتمام مصالحة فتحاوية بين عباس ودحلان (اندبندنت عربية - أحمد حسب الله)

يبدو أن الانتخابات الفلسطينية ستعمل على إعادة توحيد حركة فتح، بعد سلسلة الخلافات التي دارت بين رئيسها محمود عباس وزعيم التيار الإصلاحي فيها محمد دحلان، فقيادة الأخيرة وجهت نداء إلى اللجنة المركزية لحركة فتح تدعوها إلى المصالحة وتوحيد التنظيم من جديد.

وتقوم دعوة قيادة التيار الإصلاحي في حركة فتح (بزعامة دحلان) على مبدأ تجاوز الخلافات مع عباس، والعمل على تأسيس نظامٍ سياسي شفاف مبني على الديمقراطية، من أجل الدخول في الانتخابات بقوة والعمل المشترك في مواجهة مخاطر القضية الفلسطينية.

نداء أخير

ويقول مسؤول العلاقات العامة في التيار الإصلاحي جودت أبو رمضان إن هذه الدعوة تعدّ النداء الأخير الذي نعمل على توجيهه إلى عباس، وهو بمثابة طلب بضرورة توحيد الحركة، وقمنا بذلك استناداً إلى استراتيجية أساسية مبنية على إعادة توحيد وترتيب فتح، ونحن نعمل على ذلك منذ ظهور الخلافات السياسية مع "أبو مازن".

والظاهر أن ثمة قبولاً لدى قيادات الحركة برئاسة عباس بهذا العرض، لا سيما أن أعضاء من اللجنة المركزية قاموا بلقاء قيادات في التيار الإصلاحي في قطاع غزة، وتحدثوا معاً على مبدأ العمل المشترك.

ويرى أبو رمضان أن الدعوة إلى المصالحة الفتحاوية تأتي لإعادة القوة للحركة ولمنظمة التحرير أيضاً، من أجل التصدي للمخاطر السياسية التي تواجه القضية الفلسطينية، ومن الضروري أن يستجيب عباس لهذا النداء، لأن التيار بات يملك قاعدة جماهيرية كبيرة في قطاع غزة ويعيش هموم الناس، في إشارة إلى قصور عباس بهذا التوجه بفرضه عقوبات على سكان وموظفي السلطة في القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، جاءت هذه الدعوة من أعلى قيادة في التيار الإصلاحي لحركة فتح، إذ نادى بها القائد الثاني سمير المشهراوي، ويؤكد مراقبون سياسيون أنها أتت بتعليمات من دحلان، الذي يحاول إظهار أن هذه الخطوة تأتي لمصلحة فلسطين ومنظمة التحرير.

وجاء في نص الدعوة، "إلى أعضاء اللجنة المركزية، وعلى رأسهم الأخ أبو مازن، الدعوة إلى العمل لتجاوز خلافات الماضي وتحقيق مصالحات فتحاوية توحّد الحركة، لأن في وحدتها قوة لفلسطين وقوة للوحدة الوطنية وقوة للمنظمة".

الأخ عباس

وفي الحقيقة، واضح جداً أن تيار دحلان يغازل محمود عباس، إذ باتت القيادات الموالية له تتحدث عنه بصفة "الأخ"، وهو مصطلح تنظيمي ينادي به عناصر حركة فتح بعضهم البعض، وفقاً للوائحها الداخلية.

وسط هذه الأجواء، يقول الناطق باسم الحركة حسين حمايل، "الموضوع مع دحلان ليس ملف مصالحة سياسية، كل ما في الأمر، هناك قضايا قضائية ضده، وهذا يخص العدل، وليس له أي علاقة بجهود سياسية للمصالحة مع الرئيس عباس، وعلى أطراف دحلان فهم ذلك جيداً".

ولا يخفي أبو رمضان أن هذه الدعوة جاءت مع اقتراب موعد الانتخابات الثلاثية بعد تحديدها بمرسوم رئاسي، وأن التيار يسعى إلى أن يكون في قوائم حركة فتح، ويقول، "تم استغلال إصدار المرسوم وإعادة توجيه دعوة إلى عباس من أجل مصالحة فتحاوية ترمي إلى توحيد الحركة في أي عملية سياسية مقبلة".

وسطاء للمصالحة

وفي سياق متصل، يوضح حمايل أن خوض الانتخابات المقررة يحتكم للنظام والقانون، وأن من ينطبق عليه ذلك يستطيع ترشيح نفسه للانتخابات، ولكن الدستور الفلسطيني يمنع من بحقه قضايا وتجاوزات قانونية من القيام بهذه الخطوة.

وبحسب ما توافر من معلومات، فإن تيار دحلان وجّه الدعوة إلى عباس، بعد تدخل وسطاء عرب، من أجل إعادة توحيد حركة فتح، قبل الذهاب إلى صناديق الاقتراع، لتجنّب وقوع خلافات سياسية جديدة قد تعرقل تطور القضية الفلسطينية.

وتشير مصادر في مكتب الرئاسة الفلسطينية إلى أن وفدي الاستخبارات الأردنية والمصرية اللذين اجتمعا مع عباس أخيراً في مدينة رام الله، ناقشا ملف المصالحة الفتحاوية مع دحلان، لعدم إتاحة الفرصة لفوز قوى الإسلام السياسي في أي انتخابات مقرر عقدها.

قاعدة عباس لم تتأثر

ويوضح أبو رمضان أن "تدخل الوسطاء لم ينقطع أبداً، وعلى عباس قبول الدعوة للمصالحة، خصوصاً أن الإقليم العربي لا يسمح بسيطرة الإسلام السياسي على مقدرات النظام الفلسطيني والدولة".

وعلى الرغم من مغازلة التيار الاصلاحي لـ"أبو مازن"، إلا أن هناك شروطاً تحاول قيادات دحلان تحقيقها قبل الذهاب إلى مصالحة فتحاوية. ويوضح أبو رمضان أن على عباس تدعيم الخيار الديمقراطي في الحركة ما يمكّن قواعدها من اختيار ممثليها في العملية الانتخابية، ويساعد الشباب والمرأة، في أخذ فرصة مناسبة في العمل التنظيمي.

وكذلك يقر الناطق باسم الحركة حسين حمايل بأن عباس لا يتطلع إلى العمل إلا مع قواعد حركة فتح في قطاع غزة، وأن أي أطرف أخرى هناك غير مرحب بها (في إشارة إلى عناصر دحلان)، وعلى الجميع إدراك معنى هذا الكلام، خصوصاً أن "شعبية الحركة لم تتأثر في أي ساحة فلسطينية".

المزيد من العالم العربي