Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يمضي يومه الأخير في البيت الأبيض وبايدن في طريقه إلى واشنطن

العاصمة تتحول إلى حصن منيع عشية مراسم التنصيب وترقب لعفو قد يصدره الرئيس المنتهية ولايته عن قائمة طويلة من الأسماء

وصل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مساء الثلاثاء 19 يناير (كانون الثاني) إلى قاعدة آندروز العسكرية في ميريلاند قرب العاصمة واشنطن، وحطت طائرته في الساعة 16.00 (21.00 ت.غ) تزامناً مع قيام البيت الأبيض ببث الخطاب الوداعي لسلفه دونالد ترمب، الذي دعا فيه الأميركيين إلى "الصلاة لتنجح الإدارة الجديدة في إبقاء أميركا آمنة ومزدهرة".

وأمضى ترمب آخر يوم كامل له في البيت الأبيض في بحث قرارات عفو يمكن أن يصدرها اليوم الثلاثاء، في حين تجري الاستعدادات في العاصمة لتنصيب بايدن في مراسم سيقاطعها سلفه خلافاً للتقليد المتّبع.

ولم يسجل أي ظهور علني لترمب منذ أسبوع، وهو يلتزم صمتاً غير معتاد، خصوصاً بعدما علّق "تويتر" حسابه بعد تحريضه على أعمال العنف التي شهدها الكابيتول. ولم يدلِ بأي مداخلة عبر شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية المفضّلة لديه، كما لم تجرِ معه شبكات التلفزة أي مقابلة، ولم يلقِ أي خطاب احتفالي لعرض حصيلة ولايته الرئاسية. وفي سابقة أخرى، لم يهنّئ ترمب بايدن بفوزه بالرئاسة ولم يتمنَّ له التوفيق ولم يدعُه إلى البيت الأبيض.

ومن الخطوات الأخيرة التي يتوقّع أن يتّخذها قبل التوجّه إلى فلوريدا من قاعدة آندروز الجوية صباح الأربعاء، إصدار قرارات عفو تكثر التكهّنات حول هويات المستفيدين المحتملين منها. ولا تدل المؤشرات الأخيرة على إمكان إصداره عفواً استباقياً عن نفسه أو عن أولاده.

ويتوقّع أن يصل بايدن، السناتور الديمقراطي المخضرم الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما، مع زوجته جيل إلى واشنطن من مقرّ إقامتهما في ويلمنغتون بولاية ديلاوير.

شعار الوحدة

ومن المقرّر أن يلقي بايدن وكامالا هاريس، التي اختارها نائبة له والتي ستكون أول امرأة تشغل هذا المنصب، مساء الثلاثاء، خطاباً حول أزمة كوفيد-19 من أمام نصب لينكولن التذكاري.

ويتمسّك الرئيس المنتخب برفع شعار الوحدة، ويؤكد أنه قادر على إعادة اللحمة بين الأميركيين لكي يواجهوا يداً واحدة الأزمات التي تشهدها البلاد، بدءاً بجائحة كورونا.

وفي خطوة ترمز إلى روحية جديدة في قيادة البلاد، دعا بايدن زعماء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين إلى المشاركة معه في صلاة صباح الأربعاء في واشنطن قبل حفل تنصيبه.

ووافق زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي كان حتى الآونة الأخيرة أحد أقرب حلفاء ترمب، على المشاركة في هذه الصلاة في كاتدرائية القديس متى، وفق ما قال مصدر مطّلع على جدول أعماله لوكالة الصحافة الفرنسية.

كما اعتبر ماكونيل، الثلاثاء، في خطاب في مجلس الشيوخ، إن ترمب "حرّض" الحشود التي اقتحمت مبنى الكونغرس في السادس من يناير و"شحنها بالأكاذيب". وندّد بـ"مجرمين عنيفين حاولوا منع الكونغرس من أداء واجبه" عبر إثارة اضطرابات لمنع المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية.

واشنطن حصن منيع

وخارج سياج البيت الأبيض، بدا وسط العاصمة الأميركية واشنطن أشبه بحصن منيع عشية تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة في مراسم ستجرى تحت مراقبة أمنية مشددة، فيما جدد الرئيس المنتخب دعوته إلى توحيد بلاد يسودها الانقسام.

وتنتشر في العاصمة الأميركية قوات من الحرس الوطني سيصل عديدها إلى 25 ألفاً الأربعاء، بهدف ضمان أمن "منطقة حمراء" شاسعة تمتد من حي كابيتول هيل، الواقع ضمن نطاقه مقر الكونغرس، حيث سيؤدي بايدن ونائبته كامالا هاريس القسَم الأربعاء، وصولاً إلى البيت الأبيض.

وأغلق قطاع متنزه "ناشونال مول" الضخم حيث يتوافد عادة آلاف الأميركيين كل أربع سنوات لحضور مراسم التنصيب، وبدت الطرق شبه مقفرة صباح الاثنين (وهو يوم عطلة)، إذ يصادف ذكرى ولادة أيقونة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ.

وعادة ما يشارك الأميركيون في هذا اليوم في أعمال تطوعية. وأطلق بايدن تغريدة اعتبر فيها العمل التطوعي في هذا اليوم "وسيلة ملائمة لمداواة البلاد التي نحب وتوحيدها وإعادة بنائها".  وهو يسعى لتذليل الانقسامات الحادّة القائمة بين الأميركيين بعد ولاية دونالد ترمب.

وشارك بايدن صباح الاثنين في حملة توزيع مواد غذائية نظمتها جمعية خيرية في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، وكذلك فعلت نائبته وزوجها في أحد الأحياء الفقيرة في واشنطن.

واشنطن تحت هول الصدمة

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي العاصمة، حل العسكريون المسلحون والشرطيون المتمركزون قرب عرباتهم المصفحة بدلاً من الفضوليين والمارة في الطرق المقطوعة بالحواجز الاسمنتية. وأوقِف مدنيون مسلّحون على الأقل في الأيام الماضية في محيط "المنطقة الحمراء".

ولا تزال واشنطن تحت هول الصدمة منذ اقتحام دام لمقر الكونغرس نفذه مناصرون لترمب في 6 يناير (كانون الثاني) في محاولة لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات التي انتهت بفوز نائب الرئيس السابق باراك أوباما بالرئاسة.

وكان الرئيس المنتهية ولايته قد دعا مناصريه للتوجه إلى مبنى الكابيتول، وقد وجه إليه مجلس النواب تهمة "التحريض على التمرد"، ومن الممكن أن تبدأ محاكمته في مجلس الشيوخ بعيد تنصيب بايدن.

ومنذ 6 يناير وُجه الاتهام لنحو 70 متظاهراً لمشاركتهم في أعمال العنف، كما تجرى تحقيقات بشأن مئات الأشخاص، من بينهم أعضاء في الكونغرس وعناصر حاليون وسابقون في قوات الأمن.

ولضمان عدم تشكيل عناصر الحرس الوطني أي تهديد للأمن خلال مراسم التنصيب، أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنه يدقّق في سيَر العناصر الذين سيكونون منتشرين الأربعاء.

وفي تصريح أدلى به الاثنين لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية الجنرال وليام ووكر فقال، "نريد أن نتأكد من أننا ننشر الأشخاص المناسبين" ضمن الفريق الذي سيتولى حماية أمن الرئيس ونائبته.

لكن وزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر أكد أنه لم ترد حتى الساعة "أي معلومة حول تهديد من الداخل".

"تهديد خارجي"

وفي مؤشر يدل على مدى التوتر القائم في العاصمة، أوقفت تمارين المراسم صباح الاثنين لفترة وجيزة ونقل المشاركون إلى مكان آمن بسبب "تهديد خارجي".

وقالت الشرطة المكلفة حراسة مجمع الكونغرس، إنه تم إغلاق مبنى الكابيتول مؤقتاً الاثنين بعد تحذيرات متكررة إثر اندلاع حريق قريب.

وقال جهاز الخدمة السرية على تويتر "لا تهديد على الجماهير". وذكرت شرطة الكابيتول في بيان، أن أعضاء الكونغرس وموظفيه نُصحوا بالتزام أماكنهم بينما يجري تحري الأمر.

وقال شاهد من "رويترز" إنه تم إدخال كل المشاركين في التدريب على مراسم التنصيب ممن كانوا خارج الكابيتول إلى داخل المبنى.

وقالت إدارة الإطفاء على "تويتر" إن فرقها أخمدت حريقاً في مكان مفتوح قرب مجمع الكابيتول. وتابعت "لا إصابات... هذا يرجع لدخان رآه كثيرون".

حفل استثنائي

 سيكون حفل التنصيب استثنائياً لأكثر من سبب، عدد المدعوين سيكون محصوراً والحفل سيكون مغلقاً أمام العامة بسبب جائحة كوفيد-19، وقد رُفع أكثر من 190 ألف علم في متنزه ناشونال مول لتمثيل حشد شعبي لن يكون حاضراً.

كذلك لن يحضر دونالد ترمب حفل التنصيب، بل سيغادر البيت الأبيض باكراً الأربعاء إلى مقر إقامته في ماريلاغو في فلوريدا، ليكون أول رئيس يرفض حضور مراسم تنصيب خلفه منذ آندرو جونسون في العام 1869.

وفي نهاية ولايته تراجعت شعبية ترمب إلى أدنى مستوى منذ بداية عهده، مع إبداء 34 في المئة فقط من الأميركيين رضاهم عن أدائه، بحسب ما أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الإانين.

إصدار عفو

لكن قبل خروجه من البيت الأبيض، يتهيأ الملياردير الجمهوري لإصدار عفو عن قائمة طويلة من الأسماء تضم شركاء له ومقربين منه، أدينوا في إطار التحقيق في احتمال حصول تواطؤ بين حملته الانتخابية في العام 2016 وروسيا.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية وغيرها من وسائل الإعلام الأميركية، أعدّ ترمب قائمة تضمّ 100 شخص يعتزم العفو عنهم. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن جهوداً حثيثة بذلت لتضمين القائمة مزيجاً من أسماء موظفين ارتكبوا مخالفات، وشخصيات يدافع عن قضاياها نشطاء حقوقيون.

ومن أكثر الأسماء المطروحة إثارة للجدل إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية والملاحق قضائياً في بلاده بتهمة تسريب تفاصيل برنامج تجسّس، وجوليان أسانج، مؤسّس موقع "ويكيليكس"، وستيفن بانون، مستشار ترمب، ومغني الراب ليل واين الذي يواجه عقوبة الحبس لمدة عشر سنوات لحيازته سلاحاً نارياً، وطبيباً شهيراً مداناً بالاحتيال.

ومن المحتمل كذلك أن يصدر ترمب عفواً عن نفسه أو عن بعض مناصريه الملاحقين على خلفية اقتحام مقر الكونغرس، لكن أحدث التقارير استبعدت أن يقدم على هذه الخطوة التي ستفاقم الغضب المتصاعد في صفوف أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ كان تأييدهم لترمب تاماً في السباق، في خضم التحضيرات للمحاكمة الرامية لعزله.

والأحد أعربت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن تخوفها من إصدار ترمب عفواً عن "إرهابيي الكابيتول"، في إشارة إلى مناصريه الذين اقتحموا مقر الكونغرس.

وتثير هذه الفرضية القلق حتى في صفوف الحزب الجمهوري. واعتبر السناتور ليندسي غراهام المقرب من ترمب أن "العفو عن هؤلاء سيكون أمراً سيئاً".

إبعاد الطائرات المسيرة الصينية من الأساطيل الحكومية

من جانب آخر، وقع ترمب أمراً تنفيذياً بتوجيه الوكالات الأميركية إلى إعطاء الأولوية لإبعاد الطائرات المسيرة الصينية الصنع من الأساطيل الحكومية وتقييم أي مخاطر أمنية.

وأصدر ترمب توجيهات لجميع الوكالات بتحديد المخاطر الأمنية الناجمة عن وجود طائرات مسيرة صنعتها شركات صينية أو دول أجنبية أخرى، تعتبرها أميركا خصوماً لها داخل أسطول الطائرات الحالي للحكومة.

وفي الشهر الماضي، أضافت وزارة التجارة الأميركية شركة "دي جيه آي"، أكبر شركة صينية لصناعة الطائرات المسيرة، إلى القائمة السوداء الاقتصادية للحكومة إلى جانب عشرات الشركات الصينية الأخرى.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات