Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منصات التواصل الاجتماعي تؤسس لنظام جديد من الرقابة

تتحول إلى قوة قائمة بذاتها تنافس على الاستحواذ والهيمنة والسيطرة والبقاء فيها للأقوى

منصات التواصل الاجتماعي صارت سلطة تنافس قوى العالم العظمى (أ ف ب)

الإجراءات المتسارعة أشبه بأفلام الخيال العلمي. وما كان حتى أول من أمس أداة دمقرطة الشعوب غير الديمقراطية، ووسيلة تمكين الضعفاء والمهمشين، وما كان حتى الأمس منصة للتعبير الحر وساحة لتبادل الآراء وشرح المواقف المختلفة من دون تدخل أو رقابة، باستثناء قواعد الاستخدام، أصبح اليوم كيانات شاطحة ناطحة تنافس قوى العالم العظمى وتناصب زعماء الدول الكبرى الصداقة حيناً والعداء أحياناً آخر، وتملي قواعدها وقوانينها على مليارات المستخدمين في شتى أرجاء الكوكب.

شتى أرجاء الكوكب الغارق حتى أذينه هذه الآونة، في ما يحمله الفيروس من تطورات وتحورات وتمددات، عاجز أن يشتت انتباهه بعيداً عن ساحة الوباء أو يلتفت لما يجري على مصنات العنكبوت من بسط هيمنة وفرض سيطرة وإعلان جديد لمراكز القوة.

تحول للقوة

"تحول للقوة؟" هو جزء من عنوان كتاب مهم صدر قبل أسابيع، يحوي مجموعة مقالات دراسية عن منصات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالقيادة السياسية في العالم. أغلب المقالات تنطلق من حقيقة أن قطاعاً كبيراً من القادة السياسيين في العالم، تكيفوا تماماً مع وسائل التواصل الاجتماعي، وأبرزها "فيسبوك" و"تويتر" وإنستغرام"، بالإضافة إلى الـ"ميمز" الساخرة الشهيرة. وتستعرض نجاح عديد من القادة السياسيين في استخدام هذه المنصات ليجدوا طريقهم إلى العناوين الرئيسة في الإعلام وللرد على المعارضين، وجمع التبرعات والوصول إلى الناخبين بطرق مختلفة. وفي الوقت نفسه، نجحت الجماعات المعارضة في استخدام منصات التواصل الاجتماعي في تنظيم نفسها، ونشر أيديولوجياتها وكسب المزيد من الشعبية وإحداث تغيير جذري في الفكر الجماعي. لكن تبقى علامة استفهام كبرى حول مستقبل العلاقة بين السياسة ومنصات التواصل الاجتماعي، وكذلك ما يمكن توقعه في شأن هذه المنصات وقدراتها في التمدد والاستحواذ وكسب القوة، وربما تحولها إلى قوى عظمى.

قوة مواقع التواصل الاجتماعي تشهد هذه الآونة حراكاً كبيراً وتغيراً عظيماً وتحولاً مازال الغموض يكتنفه. قبل سنوات بزغ استخدام عدد من الملوك والملكات والأمراء والأميرات والرؤساء لمواقع التواصل الاجتماعي، كشكل من أشكال التقارب مع الشعوب ومواكبة التغيرات الرقمية الحادثة. وقتها، استقبل كثيرون هذا الاستخدام باعتباره خطوة رائعة وتحركاً ذكياً ومواكبة للعصر غير مسبوقة. أمثلة كثيرة أطلت على الشعوب قبل ما يزيد على عقدين كاملين. وكان للعالم العربي نصيب غير قليل. عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الملكة رانيا استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة وذكاء شديدين، حتى لُقبت بـ"ملكة الإعلام الاجتماعي"، ونائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وغيرهما، كانا من أوائل الشخصيات العامة العربية التي استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل قلب موازين العلاقة بين الحكام والمحكومين.

 

 

تقريب الحاكم والمحكوم

قبل وأثناء وبعد التقريب بين الحكام والمحكومين، قامت مواقع التواصل الاجتماعي بتمكين جماعات وأفراد من التعبير والاعتراض، ومن ثم الانتفاضة وقلب أنظمة رأساً على عقب. وعقب تحركات ما يسمى بـ"الربيع العربي" في عدد من الدول العربية، أخذت مواقع التواصل الاجتماعي مكانة أشبه بـ"القدسية المزودة بأجنحة حمامات السلام والحق والخير والحرية".

لكن الأجنحة في الآونة الأخيرة لم تعد كما كانت. فبعد أن كانت خيراً مطلقاً وحرية بلا سقف وحقاً كلياً وخيراً بلا حدود للحشود والعامة والقواعد العريضة من الشعوب، تحولت الأجنحة إلى ارتطامات عنيفة يسمعها الجميع، لكن أحداً لا يعي بعد ماذا تعني أو إلى أين تؤدي.

الأداة التي استخدمها رئيس الدولة الأكبر والأعظم والأقوى في العالم ليصل إلى الملايين، وربما المليارات من سكان المعمورة، وجعلت منه أيقونة بمعنييها السلبي والإيجابي، انقلبت عليه أو هكذا يبدو. أربع سنوات من التغريد المثير للجدل من دون هوادة، لم تؤد فقط إلى تربع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على قمة جبل الإثارة والأكثر قراءة، ولكنها أيضاً سلطت الضوء على قيمة ودور وأثر منصات التواصل الاجتماعي بشكل لم يعتده سكان الكوكب من قبل.

أول رئيس تواصل اجتماعي

فقبله، حصل الرئيس الأسبق باراك أوباما على لقب "أول رئيس تواصل اجتماعي"، وذلك لاستخدامه المكثف لها قبل وأثناء وكذلك بعد رئاسته التي دامت ثماني سنوات. والغريب أنه بعد انتهاء فترتي ولايته، كثف هجومه على مواقع التواصل الاجتماعي التي دافع عنها دفاعاً شرساً إبان أحداث عام 2011 في عدد من الدول العربية، باعتبارها أداة التمكين الوحيدة المتاحة لإحداث التغيير.

وفي عام 2017، وفي أثناء مقابلة أجراها معه الأمير هاري لـ"بي بي سي"، قال أوباما إن وسائل التواصل الاجتماعي تضر الخطاب المدني، محذراً من أن الناس قد يعيشون في واقع افتراضي يختلف تماماً عن الواقع المعاش. ورأى أن البعض قد يتقوقع في داخل المعلومات التي ينحاز إليها فقط. وحذر قائلاً "المهم ألا تؤدي فضاءات الواقع الافتراضي إلى تفتيت المجتمع"، لافتاً إلى أن أغلب الناس لا يقرأون أو يسمعون في هذه المنصات إلا ما يعزز مواقفهم وآراءهم المسبقة.

مواقف وآراء مسبقة

لكن مواقف الناس وأراءهم المسبقة لم تكن وحدها الحاكم في ما جرى على تلك المواقع على مدار السنوات القليلة الماضية. فقد تمكن زعماء وساسة كثيرون من استخدام أدوات التواصل الاجتماعي لكسب أرضية وتعديل صور نمطية وجذب مزيد من التأييد، وهو ما نجح في تحقيقه البعض وانقلب وبالاً على البعض الآخر. وأشار بعض الكتب إلى تنوع أدوات وأغراض استخدام التواصل الاجتماعي، فمن الاستخدام المكثف لـ"تويتر" من قبل الرئيسين الأميركي ترمب والفرنسي وإيمانيويل ماكرون، لإغراق رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو في التقاط الـ"سلفيز" و"إنستغرام"، وصولاً إلى تطويع تلك الأدوات من قبل قادة ومسؤولين، للتواصل مع مؤيديهم والتقارب مع معارضيهم وكسب مزيد من القوة السياسية. وعلى الرغم من أن الكتب ناقشت إذا ما كان هذا الاستخدام السياسي المكثف للتواصل الاجتماعي من قبل الساسة والزعماء قد أدى إلى تحولات جذرية بين الزعماء ومؤيديهم، إلا أنه لم يبحث في تحول مواقع ومنصات التواصل نفسها إلى مركز قوة، ربما تفوق قوة الساسة والمؤيدين والمعارضين. بمعنى آخر، تتحول هذه المنصات إلى قوة قائمة بذاتها تنافس على الاستحواذ والهيمنة والسيطرة، واختيار من يبقى في منصاتهم ومن يستحق الطرد منها عبر الإغلاق أو التوقيف أو الحظر أو الإلغاء الموقت أو الدائم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجميد وتوقيف

وقبل أيام، استيقظ العالم على قرار من شركة "فيسبوك" بتجميد حساب ترمب لمدة 24 ساعة بعد دقائق من نشره مقطع فيديو يطالب فيه المتظاهرين في واشنطن العودة إلى بيوتهم، وفي الوقت نفسه كرر تأكيده على أن نتائج الانتخابات قد تم تزويرها لصالح منافسه بايدن. يشار إلى أن شركتي "تويتر" و"فيسبوك" سبق ووضعتا علامة "مضلل" على عدد من تدويناته وتغريداته بسبب ما وصفتاه بأنه "معلومات مضللة" وادعاءاته بأنه الفائز في الانتخاب. بعدها بأيام، حظرت "توتير" حساب ترمب نهائياً، وأعلنت ذلك عبر بيان رسمي أشارت فيه إلى سبب الحظر، وهو "خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف". وأعلنت كذلك أنها لن تعلق الحسابات الحكومية نهائياً، لكنها ستتخذ إجراءات للحد من استخدمها".

بعدها بساعات، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" مارك زوكربرغ، أن الشركة ستحظر ترمب لأجل غير مسمى. وقال في تدوينه، إن الحظر لن يتم رفعه بأي حال من الأحوال قبل يوم 20 الحالي، وهو اليوم المخصص لتنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن. وأشار زوكربرغ إلى أن "الأحداث المروعة في الكابيتول، تُظهر بوضوح أن الرئيس ترمب يعتزم استغلال الوقت المتبقي له في المنصب لعرقلة الانتقال السلمي والمشروع للسلطة". وتواترت قرارات شركات التواصل الاجتماعي لإغلاق أو توقيف حسابات ترمب، إذ انضمت لها "إنستغرام" و"سناب شات" و"يو تيوب". ويبدو أن الفيديو الذي وضعه الرئيس المنتهية ولايته على حساباته العنكبوتية المختلفة، استدعى عديداً من ردود الفعل التي اعتبرها البعض "متأخرة جداً" لمنع أو حجب أو إغلاق أو تعليق حساباته. احتوى الفيديو عل مناشدة من ترمب لأولئك الذين اقتحموا الكونغرس بأن يعودوا إلى بيوتهم، مشيراً إلى أن "الانتخابات كانت مزورة"، لكن "علينا أن نكون سلميين".

تأخر الحجب

الحديث عن "التأخر" في الحجب والمنع يبدو في عام 2021 غريباً بعض الشيء، لا سيما حين ينبع من هذا الجزء من العالم الذي دافع دفاعاً مستميتاً عن الحرية المطلقة للتعبير على متن هذه المنصات والتطبيقات. اليوم وفي خضم فرحة كثيرين بما يتعرض له الرئيس المنتهية ولايته من حجب وإغلاق وحظر، تتصاعد أصوات أخرى تجد في السلطات المتصاعدة لشركات المنصات والتطبيقات في الحجب والمنع، علامة على مرحلة جديدة من الرقابة، التي لا تمارسها الحكومات والأنظمة هذه المرة، بل الشركات التي تمتلك معلومات ولديها حسابات وصفحات مليارات البشر. وقد عبّرت شخصيات عامة عن استيائها مما يجري، ومنهم وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، الذي قال إن ما تفعله شركات المنصات يطرح سؤالاً كبيراً حول الطريقة التي يجري بها تنظيم عمل تلك المنصات، مضيفاً أن هذه الشركات تضع قرارات تحريرية حالياً وتختار من يجب أو لا يجب أن يكون له صوت، متدخلة بذلك في ما يكتبه المستخدمون.

من جهة أخرى، يتساءل البعض عن سكوت شركات منصات التواصل الاجتماعي أمام دعوات للعنف والفتنة وتفتيت مجتمعات وشعوب، استمرت أشهراً وسنوات (وما زالت) على أثيرها، وناشدها الملايين للتدخل لوقف سفك الدماء وبث الفتنة، لكن قوبلت بأذن من طين والأخرى من تقارير لمنظمات حقوقية دولية ومحلية، تعتبر التدخل في حظر المحتوى خرقاً لحرية التعبير واعتداء على تعدد الأصوات وتعد على الجماعات المعارضة ووأداً للديمقراطية.

يشار إلى أن أسهم شركات التواصل الاجتماعي تأثرت سلباً جراء قرارات الإغلاق والحظر، لكن أشدها تأثراً كانت "تويتر" التي خسرت نحو خمسة مليارات دولار من قيمتها السوقية، وهي الخسارة التي عزاها مراقبون إلى قلق المستثمرين من الطريقة التي ستتبعها شركات منصات التواصل الاجتماعي لتنظيم المحتوى في المستقبل القريب، والتي اتضحت معالمها الأولية بقرارات الحجب.

سطوة الشركات

المرحلة الجديدة التي بدأت معالمها تتضح عبر سطوة قوية للشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي، قد تعني انقلاباً لموازين القوة في العالم، إذ تتنافس الدول القوية مع كيانات معلوماتية وعنكبوتية ربما تكون أقوى منها، وربما تعني انحيازاً من الشركات ومالكيها وأيديولوجياتها لما تراه الأفضل والأصح، وربما تعكس اتباعاً لقواعد الاستخدام، حيث المحتوى المحجوب فعلاً يهدد الأمن والسلم والسلامة، وربما تعني نظاماً عالمياً جديداً.

الباحث في مجال التحول الرقمي في الإعلام أحمد عصمت يقول إن "فهم أو التقين مما نحن مقبلون عليه أمر سابق لأوانه قليلاً. لكن المؤكد أن العالم قبل كوفيد-19 سيكون مختلفاً تماماً عن العالم بعده. وكما أن هناك عالماً قبل تشييد جدار برلين وآخر بعده، فإن الوضع نفسه ينطبق على الوباء الحالي. النظام الجديد الذي سنعيش في كنفه بعد كوفيد-19 سيكون قائماً على إدارة المعرفة والمعلومات، وهذا ما يشهد تطوراً وتغيراً، العملات الرقمية، قواعد البيانات ومستودعات البيانات في الكمبيوتر وغيرها، وستخرج من  deep web  أو الشبكة المظلمة إلى الشبكة العادية". ويضيف عصمت أنه في العالم الجديد الجاري وضع أول معالمه وملامحه حالياً، فإن عديداً من عمليات التجارة السرية وكذلك غير القانونية أيضاً ستخرج إلى الشبكة العادية، شأنها شأن الأنشطة العادية اليومية على الشبكة. وهذا لا يعني أننا مقبلون على عصر تيسير الأعمال غير القانونية، لكننا مقبلون على عصر تغيير كامل في إدارة المعرفة والمعلومات".

 

 

نظام عالمي جديد

لكن النظام الجديد الذي يقبل عليه الكوكب في أعقاب كوفيد-19، لن يقتصر فقط على تغير طبيعة وموقع الأنشطة التي تجري على متن شبكة الإنترنت، لا سيما مع الاعتماد المتزايد عليها، لكنه يتعلق كذلك بأسئلة حول "من يملك ماذا ولماذا ولصالح من أو ماذا؟". ويقول عصمت إن شركات المنصات الرقمية العملاقة لا يملكها فقط أفراد، لكن هناك مستثمرين ومؤسسات وكيانات، ومنها ما يرتبط بكيانات أخرى لها اتجاهات وتوجهات، مضيفاً أن "هذا واقع لا يمكن إلغاؤه، لكن يجب البحث عن معلومات لفهمه والتعامل معه".

فهم واقع كيانات المنصات الرقمية والتواصل الاجتماعي والتعامل أو التعايش أو الانضمام له، هو صميم النظام العالمي الجديد في العالم بعد كوفيد-19. وهو يحتاج بحسب عصمت، إلى معلوماتية ومعرفة وتعليم رقمي هائل لنكون مستعدين للواقع الجديد.

الواقع الجديد

الواقع الجديد يتخيله البعض مقتصراً على ما يجري هذه الآونة من هروب من "فيسبوك" إلى "مي وي"، أو نزوح من "واتس آب" إلى "سيغنال" و"تلغرام"، لا سيما بعد إعلان "واتس آب" أنها ستشارك معلوماتها مع الشركة الأم "فيسبوك". المنصات البديلة تقول إنها تقدم وتضمن درجة أعلى من الخصوصية وحماية بيانات مشتركيها، وهذا ما يبحث عنه قطاع عريضة من المستخدمين هذه الآونة. البعض يبحث عن خصوصية المعلومات، وهو بحث يرى البعض أنه تأخر وكان ينبغي اتخاذه في أعقاب فضيحة "كامبردج أناليتيكا"، وتشارك معلومات مستخدمي "فيسبوك" السرية والشخصية من دون الحصول على إذنهم. وقطاع آخر اعتبر إجراءات الحجب والإغلاق التي تتخذها تلك المنصات مع ترمب باعتبارها خرقاً لأسس حرية التعبير وفرض قواعد ورقابة عليها طالما يعبترها "رقباء" مواقع التواصل غير ملائمة. يشار إلى أنه بين الغاضبين أو المعارضين لمسألة الحجب والحظر بسبب المحتوى أشخاص وجهات ليست بالضرورة من المؤيدة لترمب، بل مؤيدة لحرية التعبير أو متوجسة من قوة التأثير والتغيير والسيطرة التي تشمر منصات التواصل الاجتماعي عن سواعدها لتمارسها.

لكن الواقع الجديد يذهب إلى أبعد من الهجرة من منصة إلى أخرى. الواقع يشير إلى مراكز قوة عالمية جديدة وغير معتادة، وتوازنات مصالح غير محددة المعالم، وقواعد بيانات بليونية غير معروفة المصير.

انتقادات رسمية

يشار إلى أن مسؤولين حكوميين بولنديين شجبوا تعطيل حسابات ترمب على منصات التواصل. وكتب رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي على صفحته على "فيسبوك" قبل أيام أن "الخواريزمات" أو مالكي الشركات الكبرى لا ينبغي أن يقرروا أي آراء صحيحة وأيها خاطئة. ومضى موراويكي ليقارن بين ما تفعله شركات التواصل الاجتماعي من اتخاذ قرارات بإزالة حسابات أشخاص في الفترة التي خاضتها بولندا في الحقبة الشيوعية. ويجري حالياً إعداد مشروع قانون في بولندا من شأنه أن يجعل اتخاذ شركات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي قرارات مشابهة، أمراً غير قانوني. وسبق رئيس وزراء بولندا موراويكي في شجب الإجراءات المماثلة، كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس المكسيك أندريس مانويل.

الأغرب هو خروج الرئيس التنفيذي لـ"تويتر" جاك دورسي قبل أيام، ليؤكد أن حظر حساب الرئيس ترمب خطوة صحيحة كان ينبغي اتخاذها، لكنه قال في الوقت نفسه إن الحظر "إخفاق جزئي لـ"تويتر" الذي لم يقم بما يبنغي عمله بشكل كاف لتعزيز أحاديث صحية عبر منصته".

وهذا ما يستدعي طرح التساؤل الذي طرحه الباحث أحمد عصمت حول من يملك ماذا ولماذا ولصالح من أو ماذا؟".

المؤكد أن الجميع مقبل على نظام جديد للكوكب، يسرع كوفيد-19 من خطوات البشر نحوه، وتؤكد إجراءات شركات منصات التواصل الاجتماعي الرقمية عليه.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات