Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أيتذكر بايدن أسلافه الذين واجهوا الانقسامات؟

صدى دعواتهم إلى الوحدة يتردد في خطاب التنصيب

ينطلق مقال لهيلل إيتالي، في "أي بي سي نيوز"، من لحظة الاضطراب والانقسام التي تمر بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد ظهرت في الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، متوقّعاً أن يتردد في خطاب الرئيس المنتخب جو بايدن، خلال حفل التنصيب، صدى دعوات الوحدة التي أثارها أسلافه منذ جورج واشنطن.

فالوحدة، وفق المقال، موضوع أقلق عديداً من الرؤساء، الذين واجهوا أزمات اقتصادية واجتماعية ولحظات كان فيها مستقبل الولايات المتحدة نفسه موضع شك.

لذا، يعود المقال، مع المؤرخين، إلى الخطابين الافتتاحيين لتوماس جيفرسون وأبراهام لينكولن باعتبارهما موازيين محتملين لخطاب بايدن الذي قال إن هدفه هو "استعادة روح" البلاد.

فطريق الرئيس المنتخب إلى البيت الأبيض، تقع تقريباً فوق خط انقسام عبر المجتمع والسياسة الأميركيين. وقد جرت الانتخابات الرئاسية، فيما البلاد في أزمة اقتصادية وصحية بسبب أزمة كورونا. ولم تبقَ المنافسة الانتخابية منازلةً ديمقراطية بين مرشحين يتواجهان في مناظرة، بل تحولت معركة سياسية فُتحت فيها الملفات كلها، الاقتصادية والصحية والسياسية. وعلى إيقاع تكرار الرئيس دونالد ترمب القول إن الفوز قد سُرق منه، اقتحم عدد من مناصريه مبنى الكونغرس في أثناء تصديق مجلس النواب على فوز بايدن، في السادس من يناير (كانون الثاني) الجاري. وقد وجه المجلس اتهاماً إلى الرئيس المنتهية ولايته بتحريض مناصريه على هذه الحركة التي تهدد الديمقراطية والبلاد ومؤسساتها، محيلاً أمر عزله إلى مجلس الشيوخ.

وفي المقابل، يعتبر الملايين من المواطنين الأميركيين، الذين انتخبوا بايدن، أن ادعاءات ترمب لا أساس لها، وأن الرئيس المنتهية ولايته خطر على البلاد والديمقراطية.

وسط هذه الأجواء المشحونة والانقسام حول مختلف العناوين، وانتشار نحو 20 ألفاً من قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، يستعد بايدن لخطاب التنصيب.

من هنا، يستعيد المقال الرؤساء الأميركيين الذين واجهوا، مثل بايدن، الأسئلة عن شرعيتهم. ويقول المؤرخ الرئاسي دوغلاس برينكلي "لطالما كانت الوحدة طموحاً. يبدو أنه كلما كانت لدينا اضطرابات في السياسة الخارجية، نستخدم كلمة الحرية، وعندما تكون لدينا اضطرابات داخلية نستخدم كلمة الوحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المناسبة، يتذكر لحظة تشكل الولايات المتحدة من خلال تسوية بين الفصائل التي اختلفت بشدة في شأن العبودية والنفوذ الإقليمي والسلطات النسبية للدولة والحكومة الفيدرالية. ويتوقف عند احتفاء الرئيس الأول للولايات المتحدة الأميركية جورج واشنطن، خلال تنصيبه في العام 1789، بـ "مباركة العناية الإلهية"، التي من دونها لما كانت المفاوضات الهادئة أفضت إلى الوحدة.

وموقف الانقسام الذي يحتاج إلى الوحدة و"مباركة العناية الإلهية"، تكرر مع توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، الذي اعتبر معارضوه أن فوزه في انتخابات 1800 نوع من حالة الطوارئ. وقد شكلت تلك الانتخابات التي خسر فيها جون آدامز، بداية عصر الأحزاب السياسية المتنافسة. والأهم من ذلك، أن الانقسام كان قوياً، ولم يتردد خصوم جيفرسون الذي كان زعيم الحزب الديمقراطي الجمهوري، في وصفه بـ "الملحد الخطير". وكتبت إحدى الصحف الفيدرالية لدى ترشحه، "جيفرسون- ولا إله". ولم يحضر آدامز حفل التنصيب. وهو خرق نادر قال ترمب إنه سيكرره.

وهذا ما دفع جيفرسون، في خطاب التنصيب إلى دعوة المواطنين الأميركيين إلى الاتحاد "بقلب واحد وعقل واحد".

ولاحقاً، كتب رئيس المحكمة العليا، جون مارشال، الفيدرالي الذي أدى قسم المنصب لجيفرسون، أن الخطاب كان "تصالحياً".

وواجه إبراهام لينكولن الوضع نفسه، لكن "نداءاته كانت أشد قسوة، ولم تلبّ بسهولة، على الرغم مما يسميه المؤرخ تيد ويدمر "عبقريته في الجمع بين الإلحاح والنعمة الأدبية". فقبل الخطاب الافتتاحي للينكولن (1861- 1865) انفصلت سبع ولايات عن الاتحاد، بسبب مخاوف من أنه سينهي العبودية وستبدأ الحرب الأهلية. فما كان منه إلا أن يقول، "لسنا أعداء، إنما أصدقاء"، محذراً من أن مقاومة إرادة الناخبين ستدمر الديمقراطية.

أضاف "الأغلبية المقيدة بالضوابط الدستورية، التي تتغير دائماً بسهولة مع التغييرات المتعمدة في الآراء والمشاعر الشعبية، هي السيادة الحقيقية الوحيدة لشعب حر. ومن يرفضها هو بالضرورة يقفز إلى الفوضى أو الاستبداد".

وفي فترة الكساد الكبير، في 1932، استنتج الرئيس فرانكلين روزفلت الفائز بأغلبية ساحقة، قيمة "اعتمادنا المتبادل على بعضنا بعضاً". وبعد أربع سنوات، لدى فوزه بأغلبية ساحقة أكبر، أعلن أن البلاد "أدركت" حاجة تتجاوز المساعدة المالية، وهي قوة "هدفنا الموحد".

وفي العام 1969، ألقي الرئيس ريتشارد نيكسون خطاباً آخر من خطابات "زمن الاضطرابات". وكانت الولايات المتحدة منقسمة بعنف في شأن حرب فيتنام والحقوق المدنية، وكانت النظرة إلى نيكسون بوصفه سياسياً غير مبدئي يستغل المخاوف والاستياء. وفيما ناشد "الأغلبية الصامتة"، قال "نحن عالقون في الحرب ونريد السلام. لقد مزقنا الانقسام، ونريد الوحدة. لا يمكننا أن نتعلم من بعضنا بعضاً إلا متى توقفنا عن الصراخ في وجه بعضنا بعضاً، ونتحدث بهدوء بما يمكننا من سماع كلماتنا وأصواتنا".

المزيد من دوليات