Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بيار داغر: ملكات الجمال يصبحن نجمات من دون تمثيل

يرى أن الدراما اللبنانية تحتاج إلى التحسين وأن الممثلين في المسلسلات المشتركة ينزلون بالمظلات

الممثل اللبناني بيار داغر (اندبندنت عربية)

بيار داغر اسم عريق في الدراما اللبنانية والعربية، شارك في أعمال حديثة وبرز في الأعمال التاريخية، كما خاض تجارب مختلفة في المسرح والسينما والتلفزيون.

وفي وقت يسعى عدد كبير من ممثلي لبنان إلى تحقيق الانتشار العربي ويطالبون بأدوار رئيسة لهم في الدراما المشتركة، استطاع داغر أن يصل إلى الوطن العربي، منذ فترة بعيدة، عبر مجموعة كبيرة من الأعمال التي شارك فيها في مختلف الدول العربية، وهذه تعد مفارقة في تجربة الممثل اللبناني، مع أن عدداً كبيراً منهم من خريجي معاهد التمثيل، وحول هذا الموضوع يقول: "من حسن الحظ أن المخرج نجدت أنزور اقتنع بموهبتي عندما صور في لبنان مسلسل "أوراق الزمن المر" الذي شارك فيه مجموعة من الفنانين، من بينهم منى واصف وأنطوان كرباج وجوليا وغيرهم. بعدها شاركت معه في مسلسل "العوسج"، ويومها قال لي: إما أن تبقى في لبنان وإما أن تطل عربياً. وكانت الدراما السورية قد وُضِعت على السكة، ولم يكن بإمكان أي دراما عربية أخرى الوقوف في وجهها ومنافستها حتى أنها تفوقت على الدراما المصرية. فقمت بدراسة وقارنت بين عرضه ودور يكتب لي في مسلسل "نساء في العاصفة"، واخترت الانتشار خارج لبنان بعمل تاريخي باللغة الفصحى وبدور بطولة مطلقة، ومع نجدت أنزور الذي كان الرقم واحد بين المخرجين العرب، وله الفضل في انطلاقة الدراما السورية. ومن بعدها ركزت على الدراما السورية، وانتقدت الدراما اللبنانية بسبب محبتي لها وطالبت بتحسينها، الأمر الذي سبّب نوعاً من العداء بيني وبين صنّاعها وابتعدت عنها. وفي مرحلة لاحقة، شاركت في بعض الأعمال اللبنانية على أمل أن تتحسن لاحقاً، وهذا ما حصل فعلاً". وتابع داغر: "كل الممثلين اللبنانيين كانت لهم تجارب في الدراما السورية، بعضهم نجح وآخرون فشلوا، ربما بسبب عدم إجادتهم الفصحى، وفي رأيي، عمار شلق هو الممثل الوحيد الذي أثبت نفسه مع نجدت أنزور".

الفصحى والعامية

وعن سبب إقصاء الممثل اللبناني عن الأعمال التاريخية في الفترة الحالية، وهل مشكلة إتقان اللغة الفصحى هي التي تقف وراء ذلك؟ أوضح: "بداية تلفزيون لبنان كانت عبر الأعمال التاريخية، والممثلون الذين شاركوا فيها كلهم أساتذة في اللغة الفصحى، وأنا لا أعتبر شيئاً أمامهم. أنا لست ضد اللهجة العامية، فهي استطاعت أن تحجز مكاناً لها في الدراما، ولكني أفضل الفصحى وأستمتع بها، واشتغلت عليها وأتقنتها وقدمتها بأسلوب مبسط، ولذلك نجحت فيها، وهي تعرف بـ (a blanc) ويتميز الممثل اللبناني فيها، في حين أن الممثل المصري يلحن اللغة الفصحى ويغيّر بعض الحروف، بينما يلفظ الممثل السوري حرف الألف بطريقة نافرة". 

وعن رأيه في مستوى الدراما التي يقدمها المنتجان صادق الصباح وجمال سنان، اللذان يعدان من بين أقوى المنتجين العرب، أوضح "معهما حققت الدراما نقلة نوعية. هما يلمان بـ"البزنس" والتسويق، ويعرفان أن العنصر السوري هو الذي يسوّق العمل اللبناني، لذا أدخلاه إليها، وهذا أمر جيد، ولكن هناك عثرات في الدراما التي يقدمانها، وهذا لا يجوز خصوصاً وأن لديهما تاريخاً عريقاً. التطعيم يجب أن يكون مقنعاً ومنطقياً، وفي بداية إنتاج الأعمال المشتركة كان الممثل "ينزل بالباراشوت أو المظلة"، وكان يُستعان بالممثل مصري لكي يبيع المنتج عمله في مصر، وبالممثل السعودي لكي يبيعه في السعودية، وبعد الانتقادات التي تعرضوا لها، تحسن الوضع إلى حد ما، ولكن تبقى هناك ثغرات أخرى يجب الالتفات إليها".

تاجر أو مستثمر

وعن طبيعة الثغرات التي لمح إليها، قال: "معظم الأعمال تعرض في الموسم الرمضاني، والكل ينتظر الأشهر الأربعة الأخيرة، لتصوير 30 حلقة لـ30 ساعة. المنتج تاجر أو مستثمر يستثمر ماله في المسلسل، ويهمه أن ينهي التصوير بأقل وقت ممكن، لتوفير المال، فيبحث عن المخرج الذي يمكن أن يعطيه نوعية خلال فترة زمنية قصيرة، وهذه الناحية سلبية جداً، لذا، أنا أفضل أعمال الـ10 حلقات التي تصوّر للمنصات، لأنها تركز على النوعية بعيداً عن حسابات الوقت، وتكون النتيجة أفضل، وأظن أن المستقبل سيكون لمصلحتها".

 

وعما إذا كان التعامل مع نفس الوجوه في أعمال هؤلاء المنتجين، يعد ثغرة أيضاً، أجاب داغر: "طبعاً، ولكني أتفهمهم كونهم مستثمرين. يمكن تقديم أعمال من جزء أو جزأين، ولكن لا يجوز أن يكرّر الممثل نفسه بعمل مؤلف من أجزاء أكثر، عدا عن أن هناك ممثلين يملكون المؤهلات ويجب أن ينالوا فرصهم". وعما إذا كان يقصد بكلامه مسلسل "الهيبة"، رد قائلاً "ليس هو وحده، بل كل أعمال الأجزاء من بينها "باب الحارة". ما يُقدم في هذا الإطار عبارة عن "بزنس" وليس فناً، وهم يركزون على الأعمال الشامية لأنه يمكن تسويقها، ولا شك أن الجمهور يتحمل مسؤولية لأنه يُقبل عليها".

إلى ذلك رأى داغر أن الممثل اللبناني لم يتمكن من فرض نفسه عربياً، لأنه لم تُسوّق الدراما اللبنانية في الأسواق العربية، موضحاً أنها لم تكن تستحق ذلك، وأضاف: "لكن الوضع تغيّر بفضل المنتجين الموجودين اليوم على الساحة. لا يوجد ممثل لبناني اسمه يبيع عملاً، والوضع سيستمر كذلك، إلا إذا أعطت شركات الإنتاج فرصاً له لأن هناك عدداً لا بأس به من الممثلين الجيدين، وهذا الأمر يمكن أن يتحقق وفق مخطط معين تتحول معه الدراما اللبنانية إلى صناعة، ولكن تنفيذه يحتاج إلى وقت، وكل ما يقدم حالياً ليس سوى محاولات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن رأيه في الممثلات اللبنانيات اللاتي هن بطلات في الأعمال الدرامية المشتركة، قال: "لست مقتنعاً بنجمات الصف الأول، لأنهن لسن بممثلات بل ملكات جمال، في حين أن ممثلات الصف الثاني والثالث كفوءات جداً، وهن سوف يكملن في هذه الأدوار؛ لأنهن لا يملكن مقومات ملكات الجمال. المنتجون في لبنان متمسكون بأن يكون بطل أعمالهم نجماً سورياً، والبطلة ممثلة لبنانية تتمتع بمواصفات جمالية، سواء كانت تجيد التمثيل أم لا، ويقولون يمكن أن نعلمها". وهل يرى أنهن تعلمن فن التمثيل من عمل إلى آخر؟ "هذا الأمر ليس بمشكلة عند المشاهد لأن شكل الممثلة هو الذي يهمه".

العكس صحيح أحياناً

ونفى داغر وجود قطيعة بينه وبين المنتجين اللبنانيين، كما أكد أنه تلقى عروضاً منهم، ولكنه رفضها. وأشار داغر إلى أنه انتهى من تصوير عمل مشترك أردني - سوري في أبو ظبي تحت إدارة المخرج الأردني محمد لطفي سوف يعرض في الموسم الرمضاني 2021 وهو سيكون ضيفاً فيه، كما سيصور عملاً آخر في تونس وثالثاً تاريخياً في لبنان.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة