Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة نتنياهو لاستقطاب الصوت العربي تتعرقل في الناصرة

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى كسب أصوات جديدة وضرب "القائمة المشتركة"

أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، الذي وصل إلى ذروة التحريض ضد "فلسطينيي 48" في الانتخابات السابقة، عندما دعا اليمين الإسرائيلي إلى التوجه إلى صناديق الانتخابات بقوله إن "العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع"، أطلق في حملته الحالية للانتخابات البرلمانية المقبلة، المفترض إجراؤها في مارس (آذار) المقبل، عنان الغزل السياسي لاستقطاب الصوت العربي.

استقبال في الناصرة

بعد نجاحه في إرساء ما بات يُسمى في إسرائيل "علاقة الغرام"، بينه وبين رئيس الحركة الإسلامية، عضو الكنيست، منصور عباس، أعلن علي سلام رئيس بلدية الناصرة، كبرى المدن العربية في الدولة العبرية، دعمه نتنياهو خلال استقباله إياه يوم الأربعاء 13 يناير (كانون الثاني) الحالي، في دار البلدية.

لكن أهالي الناصرة عبّروا بوسائل عدة عن رفضهم هذه الزيارة وتجندوا للتصدي لها في تظاهرة احتجاجية بمبادرة "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" و"حزب التجمع الوطني"، ومشاركتهما، فيما غاب عن المشاركة "حزب العربية للتغيير"، برئاسة أحمد الطيبي، و"القائمة العربية الموحدة" (الحركة الإسلامية)، برئاسة منصور عباس.

وأتت هذه التظاهرة بعد ترويج تسجيل فيديو لرئيس بلدية الناصرة، يعلن فيه دعمه نتنياهو، في مقابل التحريض على "القائمة العربية المشتركة" ونوابها العرب، ليتعزز من جديد النقاش حول العلاقة بين رئيس الحركة الإسلامية، منصور عباس، ونتنياهو والجهود التي يبذلها الأخير لاستغلال العرب لضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة ينجح في كسب أصوات جديدة له بينهم، إذ إن هؤلاء صوتوا بمعظمهم في الانتخابات السابقة، للحركة الإسلامية كإحدى مكونات "القائمة المشتركة" وهناك من صوّت لحزب "أزرق -أبيض" بزعامة بيني غانتس، وخرجوا بخيبة أمل. ومن جهة ثانية ينجح نتنياهو في تفكيك "القائمة المشتركة"، المتمثلة الآن بـ 15 نائباً في الكنيست.


نتائج أولية

وظهرت النتائج الأولية لخطة نتنياهو مع بروز الخلافات داخل مكونات القائمة المشتركة من جهة، والجماهير العربية من جهة أخرى، إذ يبدو انقسامها ممكناً. وأشارت استطلاعات الرأي، منذ الإعلان عن العلاقة بين نتنياهو ومنصور عباس، إلى تراجع شعبية "القائمة المشتركة" من 15 إلى 10 مقاعد فقط.
 

عنف واعتقالات

وشهدت الناصرة تظاهرة ضد زيارة نتنياهو وحاول المتظاهرون منع دخوله، رافضين التجاوب مع مطلب الشرطة بمغادرة المكان، ما أدى إلى حضور قوة كبيرة من عناصر الأمن والوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي ووقعت مواجهات بين الطرفين اعتُقل خلالها 19 شاباً، تم تمديد فترة اعتقالهم في المحكمة الإسرائيلية، فيما تعرض آخرون لاعتداءات وعنف من قبل عناصر الشرطة ووحدة "يسام" الخاصة بمواجهة العرب، بالإضافة إلى وحدة من الخيالة لملاحقة المتظاهرين.

وصرحت عضو الكنيست عن "القائمة المشتركة" عايدة توما – سليمان، التي شاركت في التظاهرة، إلى"اندبندنت عربية"، بإن "معركة التمييز والعنصرية مع نتنياهو طويلة وطالما نتنياهو بخير فنحن، كفلسطينيي 48 لسنا بخير". واعتبرت تظاهرة الناصرة رسالة "واضحة لنتنياهو بأنك شخص غير مرغوبفيك ولن تُتاح لك إمكانية اقتناص أصوات الناصرة". وأضافت "نتنياهو يتوجه إلى المواطن العربي لأنه يعتقد بأن نهج مقايضة حقوقنا مقابل مواقفنا السياسية، ممكن أن ينجح. ونتنياهو اليوم في ضائقة سياسية كبيرة، ليس فقط بسبب الانسحابات من داخل بيته وتشكيل أحزاب منافِسة له، إنما أيضاً بسبب ملف الفساد والمحكمة التي تنتنظره، وهو اليوم يريد أن يوجّه ضربة للأصوات العربية النظيفة، أصوات القائمة المشتركة، وواضح أن أي ضرر في القائمة المشتركة هو ربح كبير له، وهذا ما لن نسمح به".
ورأت النائبة توما - سليمان أن "وصول نتنياهو إلى الناصرة ليس مصادفة إذ إن المدينة معروفة بمواقفها ومكانتها الوطنية، فالقضية هنا سياسية بامتياز وليست انتخابية، وعليه أن يدرك أن لدينا قوة سياسية قد نستخدمها من خلال تمثيلنا في الكنيست ويجب علينا الحفاظ على هذه القوة من دون مقايضة أو استخفاف بالموقف السياسي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"دليل يأس"

 في وقت استقطبت التظاهرة المعارِضة لزيارة نتنياهو الناصرة، اهتماماً واسعاً في وسائل الإعلام العبرية، التي تطرقت الى وضعية رئيس الوزراء وما ينفذه من خطط في ظل الأزمة التي يعيشها، دافع الأخير عن نفسه، في مؤتمر صحافي عقده في دار بلدية الناصرة بمشاركة رئيس البلدية علي سلام.

واعتبر نتنياهو التظاهرة "دليل يأس القائمة المشتركة"، وكرّس معظم حديثه للتحريض ضدها مع إطلاق وعود للعرب. أما علي سلام فأكد دعمه نتنياهو لكنه شكا من الوضع المتأزم في الناصرة بسبب شح الميزانيات التي تحصل عليها وافتقادها مساحات لتوسيع مسطَّح تنفيذها، حيث يعيش فيها حوالى 10 آلاف نسمة على مساحة لا تتجاوز 14 ألف دونم.
 

الأمان للعرب


تشكل زيارة نتنياهو إلى الناصرة خطوةً إضافية يقوم بها لكسب الصوت العربي. واستغل زعيم الليكود القضايا الملحة التي يواجهها "فلسطينيو 48" ليطرحها خلال المؤتمر الصحافي في الناصرة فادعى أنه يسعى إلى تعزيز شعور المواطن العربي بالأمن، في ظل ارتفاع خطير لظاهرة العنف بين العرب.
كما حاول نتنياهو تغيير لهجته وخطابه بعد كشف علاقته الخاصة برئيس الحركة الإسلامية، منصور عباس، والتقرب من المجتمع العربي. وسعى من خلال وجوده في الناصرة إلى الدفاع عن نفسه، فأنكر أن يكون قصد المجتمع العربي ككل في عبارتَيه التحريضيتين "العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع" و"العرب إرهابيون"، إنما "القائمة المشتركة"، داعياً إلى عدم التصويت لها ودعم الليكود "كحزب حاكم قوي له تجربة سياسية كبيرة".

المزيد من الشرق الأوسط