Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بين "حلال وحرام" جدل في الجزائر بسبب مكونات لقاحات كورونا

تصريحات نقيب الأئمة تدخل المواطن في نقاش جديد حول اللقاح

بروز تقارير حول آثار سلبية لبعض اللقاحات يدفع الجزائريين إلى الامتناع عن التطعيم (موقع الإذاعة الجزائرية)

فتح لقاح "كورونا" المنتظر وصوله إلى الجزائر باب الجدل "الديني"، بعد تشكيك رئيس نقابة الأئمة، جلول حجيمي، بمكوناته، وعلى الرغم من تأكيد اللجنة العلمية أن السلطات لا تغامر بصحة الجزائريين، فإن رجال دين دعوا إلى الكشف عن تركيبة اللقاح.

شكوك

وطالب رئيس تنسيقية الأئمة، اللجنة العلمية المكلفة متابعة ورصد جائحة كورونا، بالكشف عن تركيبة اللقاح المضاد لكورونا، الذي ستستورده الجزائر خلال الأيام المقبلة لمباشرة عملية التطعيم ضد الفيروس التاجي. وقال إن "هذه الخطوة ستطمئن بال الجزائريين بأنه لا يحتوي على مواد غير حلال، وتدفعهم للإقبال على التلقيح".
وأثارت هذه الشكوك نقاشات دينية بين الجزائريين، وبخاصة بعد تداول أخبار عن احتواء تركيبة اللقاح مواد مستخرجة من الخنازير، الأمر الذي استدعى تدخل السلطات عبر اللجنة العلمية، التي أكد الناطق باسمها، البروفسور جمال فورار، أن اللقاح الذي اختارته الجزائر "حلال"، وأن السلطات لا تغامر بصحة الجزائريين.

تصريحات تؤثر على التلقيح

ويعتبر الباحث في علم الاجتماع السياسي، أسامة لبيد، أن "تصريحات رئيس نقابة الأئمة تأتي في سياق الجدل الحاصل في بعض دول العالم الإسلامي حول مكونات لقاح كورونا، بعد طرح مسألة احتوائها على مشتقات من الخنزير، ما أثار حفيظة المسلمين، وطلبت إندونيسيا وباكستان وبنغلاديش شرحاً مفصلاً من الصين، لمكونات اللقاح من أجل الموافقة على استخدامه. وسبق لإندونيسيا أن حظرت استيراد لقاح الحصبة منذ سنتين لاحتوائه على مكونات الخنزير المحرم أكله في الإسلام". وأضاف لبيد أن "تصريح جلول حجيمي تماشى مع تحفظات هذه الدول الإسلامية كونه غير مختص لا في الطب ولا في الأمور العلمية".

وزاد لبيد أن "الشعب الجزائري يثق في دولته، وهناك لجان علمية تتابع عن كثب كل صغيرة وكبيرة حول سير العملية، بما فيها المكونات الأساسية للقاح"، لافتاً إلى أن "مثل هذه التصريحات تؤثر بشكل كبير على الإقبال على التطعيم، لأن الجزائري بطبعه يتأثر بأئمة بلده، كونهم العبرة والقدوة". وختم بأن "تصريحات نقيب الأئمة ستدخل المواطن الجزائري في جدل جديد، هل يأخذ اللقاح أو يتركه؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


فتوى لتشجيع المواطنين

وتحضر اللجنة الجزائرية للفتوى، على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لإصدار حكم شرعي حول قضية "حلال وحرام" استخدام لقاح كورونا، بعد الاجتماع مع أعضاء اللجنة العلمية المكلفة متابعة ورصد تفشي وباء كورونا، وذلك لوضع حد لأي جدل يمكن أن يثار بمجرد شروع الحكومة في تلقيح المواطنين.
وفي السياق ذاته، رأى المستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، أن "الانشغال الذي عبر عته رئيس نقابة الأئمة، مشروع وإن جاء متأخراً بعد أن نبه إليه المختصون، وتحذيرات المراجع الدينية، وتحديداً الأزهر الشريف".

استقبال اللقاحين الروسي والصيني قريباً

وينتظر أن تصل الدفعة الأولى من اللقاحين الروسي والصيني إلى الجزائر خلال الأيام المقبلة. وأفادت وزارة الصحة بأنها ستعلم الجزائريين بموعد وصولها، موضحةً أن عملية التطعيم ستنطلق في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي كأقصى تقدير، بعد تجهيز نحو 8 آلاف مركز صحي لإنجاح العملية التي ستستمر طوال العام الحالي، على أن يشرع في تطعيم كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والأطقم الطبية وقوات الأمن، في المرحلة الأولى.

تخوفات من أعراض جانبية

في الشأن ذاته، ذكر تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أن قلقاً يساور المسلمين في شأن ما إذا كان تناول اللقاح ضد كورونا، حلالاً أم حراماً. وأشارت الوكالة إلى اجتماع لجنة خاصة تابعة لمجلس الشؤون الإسلامية الماليزية، لمناقشة استخدام اللقاحات، والتي يتوقع أن تصدر حكماً خلال الأسبوع المقبل، سيقدم إلى الملك، لافتةً إلى أن السلطات الدينية الإسلامية قررت في وقت سابق، عدم وضع علامة حلال على اللقاحات التي لا يتوفر بديل لها، وشددت على استمرار الشكوك لدى المسلمين في مناطق عدة في شأن احتواء لقاحات كورونا على مواد محرمة في الدين الإسلامي، مثل الحمض النووي للخنازير،
وكذلك فعلت تقارير متفرقة عن مرضى أصيبوا بصدمة تحسسية بعد التطعيم باللقاح، فعلتها، إذ تملك الخوف فئات واسعة من سكان العالم بمن فيهم الشعب الجزائري الذي راح يتعاطى مع الأعراض الجانبية للقاحات بشيء من السخرية والاستهزاء، في محاولة لتجاوز المخاوف.

المزيد من صحة