Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل من الحكمة محاولة عزل دونالد ترمب مرة أخرى؟

إن ذلك السعي ليس قراراً بسيطاً

يواجه دونالد ترمب محاولة لإقالته من منصبه (وكالة الصحافة الفرنسية)

إذاً، ها نحن أمام محاولة جديدة، وجهد آخر لإقالة دونالد ترمب من منصبه، ويبدو أنه سيكون الرئيس الأول الذي يواجه العزل مرتين أثناء تولّيه سدّة الرئاسة.

فقد وجّه إليه الديمقراطيون في مجلس النواب اتهاماً بارتكاب "التحريض على التمرد" في حوادث الشغب التي عمت مبنى الكابيتول الأسبوع الماضي. ويشار إلى أن ترمب هو بالفعل الرئيس الثالث في تاريخ الولايات المتحدة الذي يتهمه مجلس النواب، لكن مجلس الشيوخ يبرّئه. وجرت المحاولة الأولى عبر تهمتين وُجّهتا إليه [ترمب] قبل حوالى 12 شهراً، وهما إساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. ذلك هو السجل بالتحديد.

ومع بقاء أقل من أسبوعين في ولايته، قد يُتّهم ترمب مرة أخرى لكن من المؤكد أنه لن يخضع إلى محاكمة في مجلس الشيوخ قبل أن يحل جو بايدن محله في المكتب البيضاوي. ومن المتوقع أن يتخذ مجلس النواب قرار الاتهام الأربعاء أو الخميس، بعدما حاول بداية الأمر إقناع نائب الرئيس مايك بنس بتفعيل التعديل الـ25 في الدستور الأميركي بهدف إقالة ترمب والحلول محله (لم يُشِر بنس إلى أي نية لفعل ذلك).

وتتلخص الحجة لمصلحة اتخاذ هذا الإجراء في أن ترمب أخطر من أن يُترَك في منصبه لفترة أطول. وأما الحجة الأوسع، فإن مفادها بوجود التزام أخلاقي بتسجيل اعتراض على تصرفات ترمب في تحريض الحشد الذي اقتحم الكابيتول. ويشكّل ذلك معياراً للمقارنة في كتاب التاريخ الخاص بالأجيال المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهناك ميزة في جانبي الفكرة. ومن المؤكد أن كثراً يؤيدون كلاً من الجانبين. لكن، وفق ما تكونه الحالة مع أي تحرك سياسي رفيع المستوى، ثمة عدد متساوٍ من العيوب. وبداية، أن هذه العملية متسرعة، أو أن عنصرها الأساسي سيتأخر، ما لا يتناسب مع عنصر قلما يُستخدم تقليدياً في الحياة السياسية الأميركية، ومن المؤكد أنه لن يُستخدَم مرتين في فترة قصيرة من الزمن كهذه، إذ يُفترض أيضاً أن المداولات الكاملة تشكّل شرطاً ضرورياً.

ووراء ذلك، من المؤكد أن سمعة ترمب تضررت بفعل الحوادث التي وقعت في الكونغرس على نحوٍ، قد يوصف بأنه "الأكبر" لدى مقارنته مع أي مرحلة أخرى في ولايته. لذلك، إذا انتهى ترمب، فما الحكمة من هذا التحرك؟

قد ينجح التحرك في إعادة تأهيل ترمب، على العكس من المبتغى، إذ يمثّل فرصة تجعل قاعدته تعتقد بأنه ما زال شخصاً طارئاً، يتعرّض إلى الاضطهاد من قبل "المؤسسة" [السياسية الأميركية]. في وقت ما الأسبوع الماضي، تقلصت الحياة السياسية المستقبلية لترمب إلى مجرد احتمال ضئيل للغاية، فهل سيكون الأمر ذاته عند اكتمال هذه العملية؟

لا ينبغي أن ننسى أن ترمب حصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. صحيح أن بايدن سجل ملايين أكثر، لكن ترمب حسّن في شكل كبير من إجمالي عدد الأصوات التي حازها عام 2016. وفي أي سنة أخرى، كان سيُنظَر إلى الانتقال من 63 مليون صوت تقريباً إلى 74 مليون صوت، باعتباره ارتفاعاً هائلاً. لذا، ومع حاجة بايدن إلى توحيد البلاد، هل يستحق العزل العناء؟ ويبرز السؤال خصوصاً مع حديث الجمهوريين فعلياً عن العزل باعتباره "انتقاماً" من قبل الديمقراطيين موجّهاً ضد ولاية ترمب التي امتدت إلى أربع سنوات؟ سيكون القرار في هذا الشأن بين أيدي النواب في الكونغرس.

© The Independent

المزيد من آراء