Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مئات المشردين في شوارع لندن "بسبب نقص الدعم"

حصري: "لجنة الإسكان في جمعية لندن" تؤكد أن أكثر من شخص من كل خمسة مشردين، أُستوعبوا في فنادق تابعة لـ "سلطة لندن الكبرى" في إطار مخطط "إيواء الجميع"، غادروا مقر الإقامة بسبب "عدم تلبية احتياجاتهم من الدعم"

العديد من المشردين في بريطانيا غادروا أماكن إيوائهم لأنهم "لم يحصلوا على المستوى المناسب من الدعم" (غيتي)

كشفت أبحاث أجريت أخيراً في بريطانيا، أن مئات من الأشخاص المشردين الذين كان قد تم إيواؤهم خلال الموجة الأولى لوباء "كوفيد - 19" قد دُفع بهم إلى الشوارع بسبب النقص في الدعم.

وكان برنامج "إيواء الجميع" Everyone In، الذي بدأ العمل به في مارس (آذار) الماضي، قد فرض على جميع المجالس المحلية، بما فيها "سلطة لندن الكبرى" GLA، وضع الأشخاص الذين ينامون في العراء في مساكن طارئة مثل الفنادق. وأكد الوزراء في يوليو (تموز)، أنه سيتم منح السلطات المحلية التمويل اللازم "لمنع أولئك الذين رُتبت إقامتهم في إطار الخطة، من العودة إلى الشوارع".

لكن تقريراً صادراً عن "لجنة الإسكان في جمعية لندن" LAHC، كشف عن أن أكثر من شخص، من كل خمسة أشخاص مشردين جرى وضعهم في فنادق "سلطة لندن الكبرى" في إطار مخطط "إيواء الجميع"، انتهى بهم الأمر إلى مغادرة مكان الإقامة لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على المستوى المناسب من الدعم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول اللجنة إنه فيما نجحت الخطة في مساعدة عدد من الأفراد على الانتقال إلى مساكن أكثر استقراراً، إلا أن 374 شخصاً من أصل 1700 تقريباً ممن تم إيواؤهم بموجب المخطط بواسطة "سلطة لندن الكبرى"، إما جرى إخلاؤهم (138 فرداً)، أو تركوا الفنادق (236) بسبب "عدم تلبية احتياجاتهم من الدعم".

ويُرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى من ذلك، لأن السلطات المحلية في العاصمة كانت تؤوي أيضاً آلاف الأشخاص الذين ينامون في العراء.

يأتي ذلك بعدما كشفت صحيفة "اندبندنت" الأسبوع الماضي أن آلاف الأشخاص الذين أُسكنوا بموجب مخطط "إيواء الجميع" في أنحاء إنجلترا خلال أول إغلاق وطني، قد اختفوا عن الأنظار منذ ذلك الحين، مع ترك كثيرين منهم الفنادق لأنهم شعروا بعزلة وبغياب الدعم اللازم.

وتزعم الحكومة أن ثلثي الـ 29 ألف مشرد الذين تم إيواؤهم بموجب المخطط قد نُقلوا إلى "مساكن مستقرة"، بموجب عقد إيجار لستة أشهر على الأقل، إما في القطاع الخاص أو في إحدى الجمعيات أو المجالس الإسكانية.

لكن تبين من خلال تحليل البيانات التي حصلت عليها صحيفة "اندبندنت" من المجالس المحلية في إنجلترا، أن أكثر من نصف عدد هؤلاء لا يزالون في الفنادق، أو نُقلوا إلى مساكن طارئة أخرى، أو لم يعد المجلس المحلي يدعمهم، بما في ذلك أكثر من الخمس ممن قد أُجلوا من أماكن الإقامة الطارئة أو سُجلوا على أنهم قد غادروا بشروطهم الخاصة.

طوني ماكينزي الذي يعمل لدى مؤسسة Crisis في لندن (جمعية خيرية وطنية في المملكة المتحدة، تقدم للمشردين خدمات التعليم والتوظيف والإسكان والرفاهية)، أبلغ "لجنة الإسكان في جمعية لندن"، أن التركيز بشكل أكبر على تجارب الأشخاص الذين ينامون في العراء، من شأنه أن يحسن الموقف، ويحفظ كثيرين منهم من العودة إلى التشرد مرة أخرى.

وقال: "لقد عاد بعض الناس إلى افتراش الشوارع، وأعتقد أننا لو سألناهم عما يحتاجونه، وما هي الخيارات الأنسب لهم، لكان لدينا عدد أقل".

أما جون غلاكين مؤسس مجموعة الدعم Streets Kitchen في لندن (تساعد مجتمع المشردين في المملكة المتحدة وإيرلندا في الحصول على الطعام والملابس)، فأكد لصحيفة "اندبندنت" أنه التقى بكثير من الأشخاص الذين ينامون في العراء في العاصمة بسبب النقص في الدعم.

ورأى أن "الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنجح، تتمثل في إيواء هؤلاء الأشخاص وتقديم المساعدة لهم في آن واحد. يمكن وضعهم في غرف داخل فندق، لكن مفاعيل هذا الإجراء سرعان ما تتلاشى. إنهم بحاجة إلى الدعم أكثر من أي شيء آخر".

ويلاحظ التقرير أن "سلطة لندن الكبرى" بدأت من "نقطة صعبة تمثلت في عدم توافر نزُل إقامة مدعومة في العاصمة"، بعد إيقاف تمويل الدعم في العام 2009، الأمر الذي أدى إلى تراجع في الموارد على مدى العقد الماضي من الزمن.

وحضت اللجنة العمدة المقبل للمدينة على المطالبة بتمويل طويل الأمد لخدمات الدعم كجزء من "مراجعة الإنفاق الشاملة" للسنة المقبلة.

ويحذر التقرير في المقابل من نقص في الدعم المخصص لبعض الفئات التي تعاني أصلاً من أوضاع سكن غير آمنة، والتي فرض الإغلاق عليها ضغوطاً إضافية، ما يزيد من خطر دفعها إلى مزيد من التشرد.

من بين هذه المجموعات فئة الشباب، التي شهدت ارتفاعاً في حالات التشرد بين أفرادها بنسبة 48 في المئة في الفترة الممتدة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) من العام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، ولا سيما منهم المثليون والمثليات ومزدوجو الميل الجنسي ومغايرو الهوية الجنسانية LGBT، والأفراد من خلفيات عرقية وأصول سود وآسيوية وأقليات أخرى BAME، والأشخاص الذين هربوا من العنف المنزلي.

ورأت اللجنة أنه يتعين على عمدة لندن توسيع نطاق الخدمات المتخصصة "على وجه السرعة" في عموم العاصمة لهذه المجموعات، والنظر في طريقة تطوير متطلبات المساواة والتنوع والإدماج، لتحسين الدعم لهم من خلفيات مختلفة بشكل أفضل.

وفي دعوة إلى قيادة وطنية من جانب الحكومة، قال مراد قريشي رئيس "لجنة الإسكان في جمعية لندن": "إن الأفراد الذين ينامون في الشوارع يحتاجون إلى خدمات متخصّصة بدلاً من خطة ذات معايير واحدة تشمل الجميع. إن الشخص المصاب بإدمان شديد لا يحتاج للدعم ذاته الذي يحتاجه شخص فرّ من انتهاكات العنف المنزلي".

يأتي ذلك في الوقت الذي يدعو ناشطون الحكومة البريطانية إلى إعادة تفعيل مخطط "إيواء الجميع"، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كوفيد"، وتراجع درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في معظم الليالي.

© The Independent

المزيد من تقارير